أعراضها أقل حدة من أعراض التوحد

أعراضها تبدأ من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات

التدخل المبكر من أكثر الوسائل الفعالة



في تسهيل حياة الأشخاص من فئة «متلازمة أسبرجر»

قالت الاخصائية الاجتماعية والإرشاد الاسري سكينة الهلال إنه «لا شك بأنك تصادف في يومك أنماطاً مختلفة ومتنوعة من السمات والشخصيات المختلفة من الناس وربما تحكم عليهم بمجرد النظر إلى سلوكهم أو التحدث معهم أو حدوث بعض المواقف معهم التي تثير تساؤلات في رأسك وربما لا تستطيع أن تعرف هل هذا شخص يعاني من التوحد أم لا أم يعاني من عرض آخر أم أنه شخص لا يعاني من شيء».

وأضافت: «الناس بالعموم تنقسم لمجموعة من الصفات التي قد تشترك فيها وقد تختلف وعلى الأغلب نجتمع جميعنا في تلك السمات، ولكن تتراوح نسب تلك الأنماط حسب الشخصيات، فمثلاً قد تقابل أشخاصاً وتلاحظ بمجرد النظر بأن هذا الشخص لا يرغب بالحديث معك مثلاً أو لديه سلوك نمطي متكرر أو صمت غريب أو التحدث مع شخص، فيجهل تعابير وجهك أو الشعور بانطوائية الفرد، وقد ترى بأن ذلك خارج عن المألوف أو حتى عن الطبيعي، لا تقوم بإصدار الحكم على الآخرين لمجرد النظر لبعض من تصرفاتهم فالأشخاص الذين يعانون من متلازمة «أسبرجر» لديهم قصور في مجموعة من الصفات.

وأوضحت الهلال لـ«الوطن» أن متلازمة «أسبرجر» تعد من الاضطرابات النمائية الشاملة وهي تعد من ضمن اضطرابات طيف التوحد، ولكن قد يعاني الأشخاص من حدوث تأخر في التشخيص وذلك بسبب اختلاط الأعراض من بعضها البعض.

ويعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة «أسبرجر» من مجموعة من الصفات التي تعتبر على اختلافها من اضطراب التوحد وعلى حد كبير يوجد تشابه في بعض السمات، وتعد هذه المتلازمة من المتلازمات التي تستمر مدى الحياة، ولكن مع التشخيص والتدخل لمبكر يحدث اندماج وتداخل مع الأشخاص الطبيعيين.

وقالت: «يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة «أسبرجر» من وجود فجوة كبيرة في عملية التواصل الاجتماعي مع الأشخاص في العالم الخارجي وخصوصاً الصعوبة في عملية تكوين الصدقات، كما يعانون من حدوث أنماط متكررة لبعض من السلوكيات والإفراط في غيرها بالالتزام وعدم مقدرتهم من فهم تعبير الوجه ومعرفة المشاعر أو التعمق بها».

وأردفت الهلال: «تصاحب الأفراد المصابين بالأسبرجر بعض من جوانب التشتت أو فرط الحركة أو حدوث حساسيات في بعض الأشياء مثلاً الضوء أو الروائح، كما لديهم تقلب بالمزاج والإصابة بالاكتئاب».

كما يعد هذا الاضطراب من الاضطرابات التي تتشابه وتختلف أيضاً مع طيف التوحد في عدة أمور ومنها:

أن أعراض متلازمة «أسبرجر» تعتبر أقل حدة من أعراض التوحد، إذ يعاني الأشخاص الذين يُصابون بمتلازمة «أسبرجر» من عدم وضوح الكلام أو استخدام أصوات عالية النبرة في تارة أو صوت آلي في تارة أخرى، ولكن المصابون يعانون من تأخر النطق أو فقدان النطق وعدم مقدرتهم من تكوين الجمل أو الكلمات، كما يعانون المصابون بالأسبرجر من الغضب عند تغير الروتين أو عدم القدرة على التعبير وقلة التفاعل الاجتماعي والحساسية المفرطة وعدم فهم مشاعر الآخرين على اختلاف من المصابين بالتوحد فيعانون من سلوكيات متكررة مثل الدوران وفقدان التعبير أو الإيماءات وفقدان السيطرة على ردود الأفعال.

وقد يندرج التوحد ومتلازمة أسبرجر من بعض المسببات وهي الوراثة أو طفرات جينية أو خلل في الجينات المسؤولة عن التطور في مراكز التواصل والتفاعل في الدماغ. وتصيب متلازمة أسبرجر الذكور أكثر بأربع مرات من الإناث وتبدأ بالظهور من سن سنتين إلى ثلاث سنوات.

كما يعتبر التدخل المبكر من أكثر الوسائل الفعالة في تسهيل حياة الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر كما تعتبر أيضاً تنمية مهارات التواصل والتعليم الخاص والقدرة على السيطرة بردود الأفعال والعواطف ذات أهمية عالية للأشخاص من فئة متلازمة أسبرجر، كما يلجأ البعض إلى استخدام بعض الأدوية المصرح بها من قبل الطبيب المختص بحالة المصاب بذلك.