يعانون من تدني مستوى تحصيل المواد

ذكاء بطيئي التعلم بين 70 و٪90 ويحتاجون لبرامج متخصصة

ضرورة دعم من يعانون من صعوبات التعلم في الصف العادي



أوضحت التربوية ميعاد علي معلمة لغة إنجليزية أن مصطلح صعوبات التعلم يشير إلى مجموعة من الاضطرابات في العمليات الذهنية مثل الانتباه، التركيز، التذكر والإدراك وتتمثل في صعوبات في النطق والقراءة والكتابة والحساب وقد يؤدي إلى تزايد التوتر والقلق لدى الطالب أو ضعف الثقة بالنفس.

وتبلغ نسبة صعوبات التعلم بين الأطفال من ٥-٦% وتعتبر من أكبر شرائح التربية الخاصة. ولذلك كل معلم قد يواجه تدريس عدة طلبة من ذوي الصعوبات خلال مسيرته المهنية ولكن يبدو أن تقسيم الفئات في الصفوف حسب نتائج الاختبارات التشخيصية يصعب على المعلم التفريق بين طالب الصعوبات والفئات الأخرى التي تحتاج دعم.

صعوبات التعلم والتأخير الدراسي

ومن هذا المنطلق لابد من إيضاح الفرق بين طالب الصعوبات وفئات التأخر الدراسي وبطء التعلم لأن طالب الصعوبات يحتاج طرق واستراتيجيات دعم ومساندة مختلفة تماماً عن الفئات الأخرى، كما سنتطرق بشكل سريع لبعض هذه الطرق والاستراتيجيات التي تساهم في تحسين جودة العملية التعليمية لفئة الصعوبات في الصف العادي.

لنفهم الفروق بين الفئات بشكل أوضح سأبدأ بفئة التأخر الدراسي، يكون التحصيل الدراسي لهذه الفئة أقل من مستوى ذكائهم ويكون منخفضاً في جميع المواد الدراسية وليس مواد دون أخرى «أحياناً قد يتفوق في مادة إن كان يشعر بالترابط والحب والتشجيع من المعلم الخاص بالمادة»، وكما يلاحظ المعلم وجود إهمال واضح أو مشاكل صحية تحول دون الحصول على الدرجات المناسبة لعمر الطالب أو مستوى ذكائه. يكون سبب التدني عادة نتيجة عدم وجود دافعية للتعلم أو بعض الظروف الأسرية أو الاجتماعية أو الظروف الصحية التي تكون عائق في طريق تعلم الطالب.

معدل الذكاء

معامل ذكاء هذه الفئة تكون عادية وفوق العادية وعادة تتطور لديهم سلوكيات غير مرغوبة كالتنمر والتمرد على القوانين وقد يعانون من الإحباط، هذه الفئة تحتاج متابعة ودراسة حالة منفصلة من قبل المرشد الاجتماعي لكي يتم عمل خطة علاجية مناسبة لهم.

أما فئة بطيئو التعلم فيكون مستوى تحصيلهم أيضاً منخفضاً في جميع المواد مع عدم القدرة على الاستيعاب والفهم. حيث يلاحظ المعلم أن الطالب يواجه صعوبة حتى في فهم الإرشادات والتعامل مع البيئة من حوله، حيث يكون مستوى ذكاء بطيئي التعلم أقل من المتوسط «بين ٧٠-٩٠%» و يحتاجون إلى برامج علاجية متخصصة بما يتناسب مع استعداداتهم العقلية والذهنية و يحتاج المعلم إلى التواصل مع الإرشاد الاجتماعي وقسم التربية الخاصة بالمدرسة لكي يتم التعامل مع الحالة حسب استعدادها الذهني. يكون السبب في بطء التعلم هو خلل في وظائف المخ والأعصاب ويتمثل في تدني التحصيل ومشاكل في السلوك التكيفي.

أما طالب صعوبات التعلم فيعانون من تدني في مستوى التحصيل في المواد التي تحتاج إلى مهارات تعلم أساسية مثل المواد الأدبية التي تحتاج قراءة وكتابة وإملاء ومواد الحساب.

من الجدير بالذكر أن طالب الصعوبات يتمتع بذكاء عادي أو أعلى من العادي ويملك الرغبة في التعلم والتطوير ولكن يفتقد إلى الاستراتيجيات المناسبة لتوصيل وفهم المعلومة وذلك قد يؤدي إلى بعض المشاكل السلوكية كالقلق الزائد وقلة الثقة بالنفس، كما أشارت بعض الدراسات بأن قد يصاحب اضطراب صعوبات التعلم فرط النشاط والحركة أحياناً.

مؤشرات يجب أن ينتبه لها المعلم

بعض المؤشرات التي قد تساعد المعلم على التعرف على طالب الصعوبات في صفه العادي هي: صعوبة في القراءة والكتابة والإملاء، تشتت الانتباه، الحركة الزائدة، تفاوت التحصيل الدراسي بين المواد فقد يتفوق في المواد التي لا يواجه صعوبة تعلم بها، إن كان يواجه صعوبة في القراءة مثلاً فيجب التأكد والجلوس مع معلمي المواد الأدبية لكي يتضح بأن المشكلة تكمن في مهارة القراءة نفسها وليست خاصة بالمادة العلمية خاصة لمعلمي اللغة الإنجليزية فقد يكون الطالب يواجه صعوبة في قراءة لغة أجنبية ولكن يسهل عليه قراءة اللغة الأم وبذلك لا يصنف كصعوبات تعلم. ويجب التأكد أيضاً أن الطالب لا يعاني من إعاقات تحول دون تعلمه كضعف في النظر أو السمع أو ضمور في العضلات.

آليات التعلم في حال وجود طالب صعوبات

إن كان المعلم لديه شك بأن في الصف يوجد طالب صعوبات فيجب التواصل فوراً مع قسم الإرشاد الاجتماعي ومع أخصائي صعوبات التعلم بالمدرسة ليتم تشخيص حالته بالشكل الصحيح والتأكد بعدم إطلاق أحكام على الطالب أو تخويف الأهل قبل التأكد من التشخيص الصحيح مع الجهات المختصة

والخطوة التالية تكون بتوظيف استراتيجيات مناسبة داخل الصف الدراسي كتنويع استخدام الوسائل التعليمية البصرية والحسية والسمعية وعدم اقتصار توصيل المعلومة على طريقة واحدة فقط، أيضاً يجب على المعلم تجزئة التعليمات والإرشادات ويفضل أصحابها بأيقونات بصرية أو صور توضيحية، استخدام الأدوات الرقمية و تقنينها لكي تناسب التعلم الفردي للطلاب. وعند تعليم القراءة والكتابة خاصة للأطفال الصغار يجب أن يستعين المعلم بوسائل حسية وبصرية وسمعية ويبدأ دائماً بالمهارات المجزأة كأصوات الحروف وتحليل الكلمات واستخدام بطاقات مدلول والكلمات أما عند الانتقال للكتابة فيجب استخدام الوسائل الحسية عند تعليم الكتابة كالطين والرمل والمكعبات والألوان المختلفة قبل الانتقال لقلم الرصاص والورقة.

كما هو جدير بالذكر أن استخدام الوسائل الحركية كالقفز والوقوف والجلوس والحركات الجسدية تساهم بشكل كبير في تعزيز المعلومة في ذهن طالب صعوبات التعلم وتساعد على شد انتباهه لفترة أطول. وكل طالب صعوبات يحتاج طرق مختلفة عن الآخر ولكن عند تنويع المعلم لطرقه واستراتيجياته لكي تناسب جميع الفئات في الصف قد يساهم في تسهيل توصيل المعلومة لطالب الصعوبات وتيسير العملية التعليمية لجميع الفئات.