أكد الشيخ زياد السعدون أن ضرب الأبناء ممنوع، ولكن الشرع أباحه في نطاق ضيق جداً وبضوابط، فمثلاً : قوله عليه الصلاة والسلام (واضربوهم عليها لعشر) والضرب المراد هنا ليس المقصود منه الإيلام كما يفهمه بعضهم، بل هو ضرب التأديب الذي لا يترك أثراً على الجلد، والمقصد منه زجر الولد عن تساهله في الصلاة، وحين أراد الحسن بن علي رضي الله عنهما الأكل من تمر الصدقة ضرب النبي ﷺ على يده ضرباً خفيفاً رفيقاً للتنبيه وليس للتعنيف وقال له ( كخ كخ نحن آل محمد لا تحل لنا الصدقة) وليس كما يفعله بعض الآباء والأمهات من ضرب الولد أو البنت بكل قوة فهذا لا يجوز شرعاً وآثم فاعله.

وبين أن الأطفال دون العاشرة لا يضربون مطلقاً على الراجح من كلام أهل العلم، ويقع بعض الآباء والأمهات بخطأ عظيم من سب ولعن وضرب لأبنائهم وقد بلغوا وهذا يولد لديهم العقد النفسية ويجعلهم يكرهون أنفسهم ومجتمعهم، كلما تم زرع الثقة في نفوس الأبناء يجعلهم يستجيبون للتعليم والتربية وسماع كلام الآباء قال النبي ﷺ " ما كان الرفق في شيء إلا زانه" ولم يكن عليه الصلاة والسلام يربي أو يعلم بالضرب.

ونوه أن من أهم أسس التربية الصحيحة أن يعامل الأبناء حسب سنهم وفهمهم فلا يعامل الطفل ذو السنتين والثلاث معاملة الطفل ذي السبع أو الثمان وكذا يفرق في أسلوب التعامل بعد العاشرة أو بعد البلوغ ولهذا نجد النبي ﷺ يقول علموا أبناءكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وبالتالي قبل السبع ممكن أن يتعلموا الصلاة بالمحاكاة والتقليد، ولكن بعد السبع يعلمون تعليم ما تصح به الصلاة ، ثم في العاشرة يُحرص على أن يؤدوا الصلاة في أوقاتها، مبيناً أن الهدف من العملية التربوية بشكل عام الوصول لبناء شخصية الطفل بناءً صحيحاً ، بعيدة عن الشدة والعنف، وفي كل ذلك يكون الوالدان هما القدوة العملية في كل المراحل.