نوف الشوملي وصفا حبيب


وضع برامج ترفيهية وتعليمية ورياضية لبناء الذات وصقل الشخصية

لطالما كانت الإجازة الصيفية الطويلة أمراً يشغل بال أولياء الأمور بضرورة شغل الأبناء في أمور حياتية تفيدهم، وعدم تركهم يقضونها في اللهو والكسل، يقابله حب الأطفال للإجازة الصيفية للعب والسفر واللهو وعدم فعل أي من الأعمال في الإجازة.


ويؤكد تربويون على ضرورة الموازنة بين البرامج الصيفية والترفيهية للأطفال بعد العام الدراسي المتعب بالنسبة للأطفال وطاقتهم الكبيرة المكبوتة للمرح واللعب.

وتقول ولية الأمر جنان الحداد: «تعتبر عطلة الصيف من أطول الفترات التي يقضيها الأبناء والبنات بعيداً عن الروتين المدرسي الذي اعتادوا عليه طيلة فترة العام الدراسي، بالنسبة لي كأم لطفل ذي سبعة أعوام، أفضل أن أستثمر هذه العطلة وأيامها لتطوير قدراته اللغوية وفي الوقت ذاته لا أغفل عن توفير وقت للمرح وتفريغ الطاقة بشكل يناسب عمره ويرضي ميوله».

وتابعت: «أجزئ العطلة إلى ٣ أجزاء، نقضي الجزء الأول منها في السفر خارج المملكة وبعد العودة أقوم بتسجيله في دورة خاصة بالمنطقة التي نسكنها حيث تتناول الدورة عدة محاور، وتجمع بين المرح والتعليم، كالسباحة وكرة القدم وتعلم الرياضيات والقرآن، وأما الجزء الثالث وهو الذي يفضله أغلب الأبناء هو إعطائهم الوقت الحر لممارسة ما يحلو لهم من هوايات بدون فرض شيء معين، وبذلك أكون قد جمعت بين الجد والمرح وفي الوقت ذاته خلقت جواً يعود على الطفل بالنفع والتسلية معاً بعيداً عن مضيعة الوقت في اللعب طوال فترة العطلة الصيفية».

بدوره يقول ولي الأمر أحمد عبدالعزيز، لـ«الوطن»: «من وجهة نظري أحب الاعتدال في كل الأمور الحياتية وخصوصاً في أمور أطفالي فالإجازة الصيفية تنقسم إلى قسمين، القسم الأول بعد جهد الامتحانات النهائية للعام الدراسي يكون للعب واللهو والسفر إذ أمكنني أخذهم للخارج لتغيير نفسياتهم ومنحهم الطاقة للدراسة مرة أخرى، وبعد إفراغ طاقة اللعب يبدأ القسم الآخر من الإجازة بالاشتراك في برامج صيفية تربوية ورياضية مقسمة على بعض أيام الأسبوع ومنحهم في باقي الأيام الراحة مع الأقارب وأصدقائهم وهكذا يتجدد نشاطهم للدراسة، وبذلك لا أحرم أطفالي من اللعب والسفر وأيضاً لا أجعل الكسل يسيطر عليهم».

من جهتها، قالت هاشمية السيد: «يكون معظم الأطفال وذووهم في حالة ترقب لفترة الصيف من أجل الراحة أو لقضاء وقت ممتع من خلال السفر أو الاشتراك في برامج ترفيهية أو تعليمية أو أخرى رياضية، فهذه البرامج لها دور كبير في التأثير الجوانب المهارية لدى الأطفال لا سيما البرامج التعليمية التي تنتشر إعلاناتها بكثرة مع بداية فترة الصيف».

وتابعت: «قد يعتقد البعض أن فترة التعليم مقترنة بوقت المدرسة فقط لكن في الحقيقة هناك الكثير من الفوائد المترتبة على التعليم الصيفي منها: التأكد من عدم تراجع قدرات الطفل، فالابتعاد عن التعليم والمطالعة والكتب والالتهاء بالألعاب طوال مدة الصيف قد يخلق فجوة تعليمية حيث ينسى الطفل جل ما تعلمه خلال المرحلة الدراسية الفائتة، كما إن البرامج الصيفية التعليمية غالباً ما تتم باستخدام أساليب مشوقة مثل اللعب والجري وغيرها مما يساهم في تنمية الجانبين البدني والعقلي عند الطفل».

وأضافت: «البرنامج الصيفي يتيح للطفل فرصة تحقيق تواصل اجتماعي أكبر مع مجموعة من الأطفال واكتساب مهارات ولغات جديدة، كما يساهم في تنظيم أوقات نومه والحفاظ على صحة جسده ولذلك وجب الحرص على إحداث موازنة بين إشراك الطفل في البرامج التعليمية والبرامج الترفيهية حتى لا يضيع وقت الصيف الثمين في اللعب والمرح دون أي فائدة».

من جهتها، قالت المعلمة بسمة عبدالله: «الإجازة فرصة للمتعة والاسترخاء بعد عناء عام دراسي حافل بالجد والاجتهاد، لذلك يفضل عدم تكليف الطالب بفروض مدرسية في الإجازة أو إخضاعه لمواصلة الدراسة، ويفضل أن يركز أولياء الأمور على توجيه أبنائهم إلى ممارسه أنشطة تختلف عما يقوموا به طوال العام الدراسي مثل القراءة الترفيهية القصص بالنسبة للأطفال، أو الاشتراك في النوادي الرياضية والفنية وزيارة الأماكن الأثرية والمعالم الثقافية أو السفر مع الأهل أو الأصدقاء للمتعة والاسترخاء، فهي لا تقل أهمية عن الدراسة لأنها تنمي مهارات الطالب وتصقل مواهبه وتزيد من حصيلته الثقافية وتقوي علاقاته الاجتماعية، وتزيد من وعي ومتعة الطالب وتجعله يقبل على العام الجديد بكل نشاط وشغف».