عندما نرى طفلاً في مكان ما يتصرف "بذرابة وسنع" كما نقولها بالعامية يصيبنا الذهول والتمني بأننا عندما نقرر أن نكون آباء وأمهات ستكون تربيتنا سهلة لدرجة أن خطوة واحدة كفيلة لنصبح من خلالها أفضل المربين فيصير أطفالنا من أفضل الأطفال.

لكن الحقيقة على العكس تماماً من هذا الحلم الذي ليس ببعيد وليس بصعب المنال، فعندما يكون الهدف واضحاً نستطيع بالتأكيد تحقيقه بمجموعة من الخطوات.

لا توجد خطوة عملاقة ولا عصا سحرية لنجعل من أطفالنا عمالقة زمانهم والأفضل خلقاً بين أقرانهم. كل يوم يمر من حياتنا الأسرية لا يمكن أن نسمح له أن يمر مرور الكرام، فلا بد أن نكرمه و لو بخلق بسيط نعلمه أطفالنا ولو بذكرى حلوة نتركها في نفوسهم وهكذا دواليك.. ستمضي الأيام، وسنرى النتائج المذهلة التي سيظنها الجميع وليدة اللحظة وأنها كانت كالسحر على أبنائنا.



لا بد من الصبر والتجلد واحتساب الأجر، ولا ننس "قول النبيُّ ﷺ: إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

الوصول لصلاح الأبناء وتحقيق النجاح في تربيتهم يعتمد بشكل أساسي على الأسرة التي يتربون بين أكنافها؛ ولهذا إذا أردنا أن نربي أطفالنا ونحقق مرادنا وغايتنا معهم لا بد من أن نبدأ بأنفسنا بتغيير الفكر وإصلاح الذات ففي الوقت نفسه الذي ننشغل بهذا الأمر سنرى الانعكاس المباشر على سلوك أطفالنا وأخلاقهم، فنحن القدوة وأطفالنا المرآة التي تعكس ما نقوم به.

في هذه الزاوية "أس" وفي كل أسبوع بإذن الله سنتناول خطوة تسهم في بناء المنظومة الأسرية القوية التي يطمح لها الجميع لنبني هذا الوطن الذي يغدق علينا خيراته.