محمد إسحاق عبدالحميد


البطالة مرحلة قد تطول وتقصر عند الشباب حديثي التخرج.

وقليل هم من يجد العمل والوظيفة المناسبة قبل تخرجه من الجامعة.

ولكن، ليس كل عاطل يصح أن نطلق عليه ذلك، فمنهم من تكاسل عن اغتنام الفرص المتاحة وقَصّر في السعي والحركة، ومنهم من يحمل قناعات مضللة وخاطئة تمنعه من العمل.


فالبعض لا يمنعهم الكسل من العمل والمبادرة، بل شعورهم المبالغ بالاستحقاق، وأنهم يستحقون أكثر مما يُعرض عليهم من وظيفة وراتب بالرغم أنهم حديثو التخرج من الجامعة ولا يملكون أي خبرة ولا مهارة، والناجحين في أعمالهم والمتميزين عندما تغمرهم هذه المشاعر فإنها تكون بعد سنوات من الخبرة والممارسة والتعلم من الأخطاء. وقد التقيت بأحد هؤلاء، ممن جلس بالبيت بعد التخرج من الجامعة لسبع سنوات دون خبرة ولا عمل، وطلب مني البحث عن وظيفة له، وعند الحديث معه لم أجد الرغبة للعمل إلا في مهام ووظائف يحددها هو، ويرى أنها في مقامه وإلا كان مصيرها الرفض والحفاظ على كرامته، فهو كما يزعم جامعي، ويستحق الكثير.

والبعض يخشى من نظرة المجتمع وكلام الناس، وماذا سيقال عنه إذا كان صاحب حرفة أو مشروع يعمل ويكسب من خلاله، ولو علم أن الناس في كلتا الحالتين سيتكلمون عنه، سواء إذا جلس بالبيت أو أخذ بالفرص المتاحة أمامه.

وأنا شخصياً لو كنت صاحب عمل وأتاني أحد هؤلاء ممن قضوا السنواتٍ الطويلة بالبيت دون حركة ولا عمل فلن أقبل به بتاتاً، بخلاف من كان يسعى ويجتهد في أكثر من جانب ولم يرض بالجلوس بالبيت فهذه أول العلامات الدالة على جديته وحماسته للعمل.

والواقع المثالي الذي نحلم به مختلف تماماً عن الواقع الذي نعيشه ولا نملك الكثير لتغييره، والمطلوب في كثير من الأحيان التأقلم والبدء بالقليل ومواصلة السعي حتى تصل لعمل أو مستوى ترتضيه لنفسك.

ربما لن يتحسن الواقع في الفترة القادمة وستزداد نسبة البطالة أكثر وأكثر، فهل ستنتظر وتجلس في البيت حتى يتغير الواقع ويصبح كما تريده أنت لتتحرك وتعمل!!

أترك الجواب لكم.