تخيّل لو كنت على متن طائرة أصابها العطب في السماء وهي الآن على وشك التحطم، وأنت جالس في كرسيك تتأمل مشاهد حياتك وما مررت به من أحداث ومواقف.

ما هي الأمور التي ستتمنى لو أنك ما فعلتها في حياتك وتشعر الآن بالندم عليها؟

وما هي الأمور التي كنت ترغب في تجربتها وعملها لكنك تخوفت منها وأجلتها حتى فات وقتها؟



سؤالان لو جلست لوحدك في مكان وكتبت الإجابة عليهما لهالك ما ستكتشف عن نفسك وتنتبه قبل أن تنتهي المهلة المتاحة لك في هذه الحياة.

وكلنا ذاك الشخص وكلنا مقصرون في جوانب عديدة وسنندم عليها إذا لم نتدارك أنفسنا ونبادر في إصلاح الخلل فيها، فقد يكون ذلك تقصيراً في عبادة وطاعة الله، أو سوء إدارة للمال، أو تضييع فرص كانت ستغير حياتك للأفضل أو غير ذلك.

وعلى الطرف الآخر فلا يخلو أحد من أحلام وطموحات وأمور كنا نحدث أنفسنا بضرورة تجربتها والقيام بها لكننا لسبب من الأسباب لم نقم بذلك، وتركناها حبيسة الأدراج.

فربما حدثتك نفسك بالانتقال لوظيفة أو تخصص ما ولم تبادر لذلك بسبب خوفك من المجهول، وربما ترددت في تطبيق فكرة ومشروع كنت تفكر فيها من سنوات بسبب خوفك من الفشل ومن كلام الناس، وربما كنت تتمنى تعلم مهارة الإلقاء والتحدث أمام الجمهور ولكن تملكتك الرهبة من مواجهة الجمهور وبحثت عن كل عذر سيؤخر دخولك في هذه التجربة وغيرها كثير.

وحتى لو جرب الإنسان ما كان يهابه من أمور ولم يصل لنتيجة مرضية وينجح في الأمر فلا بأس، فأقلها لن يستمر ذلك الهاجس في داخله وتدور الفكرة في ذهنه.

ماذا تنتظر، أحضر ورقة وقلماً واكتب إجاباتك على الأسئلة قبل أن تتحطم الطائرة وتندم على فوات الأوان.