إيمان عبدالعزيز كانت الحياة في عهدها الثقافي السابق تتطلب القليل من الجهد والتكلفة الزهيدة لاستعارة أو شراء مجلة ثقافية، للتزود ببعض من الطاقة الفكرية والتدرع بالحصانة العلمية والمعرفية بين صفحات المطبوعات، لإتمام ما يثير شغف التطلع وولع الاستكشاف، رغم تواضع الحياة الاجتماعية في السابق.وقد تطور شغف الاطلاع والوعي الثقافي بتطور التقنية الرقمية، وولادة منصات التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»، التي اجتاحت دول العالم بتقدمها العلمي، وسهولة الخوض في مجالاتها حتى اخترقت المنازل عبر الأجهزة الذكية والجوالات لتصبح في متناول الأيدي تتداولها سائر أفراد المجتمعات.وما يثير الإعجاب وجذب الانتباه في منصات التواصل الاجتماعي ولا سيما «الإنستغرام»، وربما يساق إلى اﻹطالة في تصفح المنشورات هي حسابات التوعية الثقافية، المخصصة في نشر الحكم والمثل التي تلقي بسطورها الأضواء على العبر والوعي بمسالك الحياة اليومية، لتثري أفكار المتابعين وتسهم في تحفيزهم على التأقلم مع مختلف الظروف والمواقف الحياتية.فالعديد من المنصات تحمل بجعبتها اقتباسات للعديد من المفكرين والروائيين واﻷدباء والمصلحين اﻻجتماعيين الغرب كالروائي الإيطالي ليوناردو دافنشي والروسي ليو تولستوي، ومن العرب اﻷديب جبران خليل جبران وعباس العقاد وغيرهم، الذين سطروا من الحكم واﻷقوال ما ينير عقول البشرية وإرشادها إلى سبيل الصواب لتتجاوز المأزق في معترك الحياة.وذلك ما يوجه إليه اﻻستخدام اﻷمثل لمنصات التواصل الاجتماعي عبر متابعة الحسابات الثقافية التي ترمي إلى تطوير الذات، وتعد بمثابة ومضات فكرية تلقن المتابع دروساً معطاءة بحكمها وعبرها التي تنير العقول بالتخلي عن إرهاق النفس في سبيل إرضاء اﻵخرين، وتعيد بناء الذات بعدم الوقوف أمام عقبات الحياة، وتربي بكلماتها القلوب على التحلي بفضائل الأخلاق، محتذين بحذو صناع النجاح من المفكرين واﻷدباء والفلاسفة التي خلدت أقاويلهم وحكمهم عبر اﻷزمنة لتنتهج في مسيرة الحياة، ودور المؤثرين الحاليين من ذوي الاختصاص ومن بعض الشخصيات العامة في تقديم الرسائل الموجهة للشباب وصغار السن المحملة بالخبرات المختلفة والتجارب المتنوعة.