«مليون حريرة» أول شركة بحرينية لتصنيع وبيع الحرير الصناعي الصديق للبيئة

فازت طالبات مدارس الإيمان الخاصة بالمركز الأول في الدورة الخامسة لمبادرة ريادة الأعمال والابتكار التي ينفذها قطاع التعليم في الوزارة بالتعاون مع مكتب ترويج الاستثمار والتقنية التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بالبحرين «اليونيدو»؛ عن مشروع «مليون حريرة».



الطالبات المشاركات في المشروع الفائز هن لطيفة خميس مديرة المشروع، نور العميري مدير الشؤون المالية، مريم الذوادي مدير قسم التسويق وأبرار الخاجة مدير العلاقات العامة، حيث تأتي المبادرة تماشيا مع الرؤية الوطنية، وإيماناً بأهمية إدماج ثقافة ريادة الأعمال والابتكار كجزء من منهج التعليم النظامي في المرحلة الثانوية، واستشعارا للدور الذي تضطلع به هذه الأعمال في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وسعياً نحو خلق فرص عمل جديدة ولخلق فرص التحدي والمنافسة بين الطلبة في أولمبياد ريادة الأعمال والابتكار.

وأكدت أخصائية الموهبة والمشرفة على المشروع فاطمة عبدالعزيز محمد أن مدارس الإيمان حريصة على المشاركة في مثل هذه المبادرات، وأضافت «شاركنا في الدورة الثالثة والخامسة للمبادرة، حيث كانت لنا تجربة بها نوع من التحديات، وفي المقابل فرص استثمرناها لتدريب طالباتنا على مهارات جديدة تواكب العصر ومتطلبات الحياة، وتماشي أهداف التنمية المستدامة وتحققها على المستوى المحلي والعالمي».

وأوضحت أنه تم تشكيل فريق من المشرفات المتخصصات في مجالات مختلفة، ثم البدء بوضع خطة متكاملة لتطبيق المشروع وفق مراحل منظمة لتحقيق الأهداف على نحو دقيق، فيما تميزت النسخة السادسة للمبادرة، بتخصيص حصص دراسية لتطبيق برنامج اليونيدو وتعميمه على شريحة أكبر من الطالبات.

وبينت، أن الهدف الأساسي يرتكز على تطوير شخصية الطالبة بحيث تكون مؤهلة لدخول سوق العمل بمهارات وأدوات تساعدها على النجاح مستقبلاً، وعدم الاكتفاء بالتحصيل الدراسي فقط، مبينة أن التحصيل الدراسي يوازي مهارات الحياة والمهارات الناعمة وكذلك مهارات ريادة الأعمال التي ستجعل من الطالبة عنصرا وركيزة أساسية في عجلة التنمية الاقتصادية البحرينية.

وقالت إن كل نجاح متألق براق يكون خلفه منظومة عمل متكاملة، وخطة موضوعة بإتقان وحرفية ورؤية قيادة مدرسية تطلع دائماً للمستقبل وتقديم الأفضل من خدمات تربوية لطالبتها، لإعداد طالبات يختلفن عن أي طالبات في مدارس أخرى ليكن رائدات أعمال، وذلك من خلال تنمية وتطوير المهارات بالتزامن مع التحصيل الدراسي، مؤكدة أن الإدارة المدرسية كانت أكبر داعم ومشجع، وقدمت التحفيز المعنوي والدعم المادي، كما وفرت الإمكانيات والبيئة التعليمية المحفزة على الإبداع، الذي من خلاله استطاع الفريق أن يصل إلى هدفه وهو الفوز والحصول على المركز الأول على مستوى مدارس مملكة البحرين.

من جانبهن بينت عضوات الفريق الفائز أن شركة «مليون حريرة» هي أول شركة بحرينية تقوم على تصنيع وبيع الحرير الصناعي الخام والصديق للبيئة القابل للتحلل والمقاوم للبلل والاحتراق والاشتعال، حيث سيُنْتَج حرير صناعي من مخلفات سعف النخيل الأخضر، عن طريق استخلاص مادة السيليلوز وتحويلها إلى خيوط حريرية بعمليات كيمائية غير ضارة بالبيئة تعرف باسم الكيمياء الخضراء.

وأضفن أن الفكرة جاءت من رغبتهن في استخدام موارد بحرينية في المشروع، التي تمثلت في سعف النخيل الأخضر الذي تتخلص منه المزارع عادة عن طريق الحرق مما يؤدي إلى تلوث البيئة، وبالتالي قمنا بعدة أبحاث وحصلنا على عدد من الدراسات مفادها طرق تحويل مخلفات سعف النخيل إلى خيوط حرير ومن هنا جاءت الفكرة.

وفيما يتعلق باسم المشروع قلن «إن اسم المشروع يعكس فكرة المشروع، حيث تعود كلمة مليون لاسم البحرين المعروف «أم المليون نخلة»، والحريرة مفرد للكلمة حرير.

وبين أن المشروع يهدف لاستثمار المواد البحرينية الزراعية وبالأخص النخلة، التي تعتبر رمزاً للموروث الشعبي، وتقليل استنزاف المواد الكيميائية التي تستخدم في صناعة الأقمشة، بالإضافة إلى تقليل الأضرار البيئية الناتجة عن عملية التخلص من النخيل والأقمشة.

وأوضحن أن فريق مليون حريرة فكر بمنتج يساهم في تقليل المخلفات الزراعية بمملكة البحرين ويعكس الهوية البحرينية، وبعد عدة أبحاث وصلنا إلى أن البحرين تنتج ما يقارب 13 ألف طن من النخيل سنويا، وهو ما دفعنا لاستخدامه كأساس لمنتجنا، وبالتالي تعرفنا على طرق التصنيع وأضفنا عليها مميزات مثل جعل القماش غير قابل للاحتراق وغير قابل للبلل، وللتأكد من هذه العملية تواصل مع رئيس قسم الكيمياء في جامعة البحرين، ومختبر «MST» في الصين والشركة الصينية سيشوان وشركة قوة الشحن التابعة لمملكة البحرين، وعدد من الجهات الأخرى للتأكد من إمكانية تحقيق هذه الفكرة.

وأكدت عضوات الفريق أن أبرز التحديات تمثلت في الموازنة بين العمل على المشروع والمهام الدراسية، والوصول إلى متخصصين في المجال لإتقان طريقة العمل واستخلاص المادة من سعف النخيل.

وحول شعور الفوز قلن، إن إحساس الفوز له إحساس مختلف ذلل كافة الصعوبات والتعب، وكان محفزاً كبيراً للاستمرار، وأكدن أن المشاركة في المعرض كانت بمثابة فوز آخر لهن.

وأشرن إلى أن الفريق بصدد الحصول على براءة اختراع، كما أنهن حصلن على التبني من قبل «اليونيدو».