العوضي: صغار يتعرضون للتحرش داخل لعبة شهيرة

الطفل غير مدرك لـ" التحرش" وواجب الأهل تحصينه

استجواب الطفل لمرة واحدة يحميه نفسياً وقانونياً



من حق الطفل مقاضاة المتحرش ليشعر بالأمان


زهراء حبيب:

أكدت المعالجة النفسية فاطمة العوضي أهمية دور الأهل في حماية أطفالهم من التحرش الجنسي سواء على أرض الواقع أو في العالم الافتراضي، من خلال تحصينهم وتوعيتهم بأشكال التحرش حتى من الأقرباء، مشيدة بالخطوة التي اتخذتها النيابة العامة باستجواب الطفل لمرة واحدة فقط "فهي تحميه نفسيا وقانونيا"، قبل أن تحذر من لعبة إلكترونية شهيرة شهدت وقوع حالات تعرضت للتحرش الجنسي داخلها.

وقالت العوضي لـ"الوطن" إن لـ"الأسرة وأولياء الأمور دوراً مهماً في حماية الأطفال من التعرض للتحرش الجنسي، من خلال إعدادهم مسبقا ذهنيا وجسديا للوقاية وتحصينهم بالوعي والمعرفة بأشكال التحرش".

وأوضحت أن "الطفل غير مدرك ما يعنيه التحرش وما هي أشكاله، فحتى الجلوس في حضن البالغين لربما يعرض الطفل للتحرش من قريبه دون أن يعلم أحد، والطفل لا يعي أن هذه السلوكات خاطئة وتعد تحرشاً، أو التقبيل على الفم يعتبر تحرشاً، وهذه مفاهيم يجب إيصالها إلى الطفل بطرق مباشرة وغير مباشرة، وعن طريق اللعب والرسم وغيرها من الطرق التعليمية".

وأشارت إلى أن "المتحرش يزرع في ذهن الأطفال قبل إقدامه على فعله المشين أن هذه السلوكات طبيعية"، لافتة إلى "أهمية مراقبة ما يشاهده الطفل في شاشات التلفاز أو في الأجهزة الذكية، فأحيانا الطفل يتعرض لمشاهد في "اليوتيوب" و"تيك توك" وغيرها من تطبيقات التواصل الاجتماعي، تكون خادشة للحياء وتدخل في باب التحرش لكن الطفل غير مدرك للأمر".

وشددت على "أهمية مراقبة الأطفال أثناء ممارستهم للعبة المعروفة (روبلكس) فهناك حالات تعرضت للتحرش الجنسي داخلها، لكن من خلال ضربه أو مسكه بطريقة خاطئة لشخصية الطفل في اللعبة".

وتطرقت إلى أن "سقف حماية الطفل يمتد حتى داخل جدران المدرسة، والأماكن العامة، وعدم السماح للطفل بالدخول إلى دورة المياه في المجمعات التجارية أو أي مكان عام بمفرده، وعدم تركه بمفرده مع عاملات المنازل، فهذه بيئات مهيأة لتعرض الطفل للتحرش بكافة أشكاله".

وفي حال تعرض الطفل للتحرش الجنسي، أوضحت العوضي أن "دور الأسرة في هذه الحالة يكون دعم الطفل ومنحه الأمان، وعدم التنازل عن حقه من الجاني".

وأكدت "ضرورة منح الطفل الأمان من قبل والديه حتى يصارحهم بتعرضه للتحرش دون خوف، كون أغلب الأطفال يلتزمون الصمت لجهلهم بالطرق السليمة للتصرف في حال تعرضوا لمثل هذه المواقف".

وشددت العوضي على "أهمية حماية الطفل من قبل والديه، والأخذ بحقه من الجاني، وعدم التنازل عن حقه في مقاضاة المتحرش، لتفادي تعرض الطفل لانتكاسة سواء خلال فترة الطفولة أو بعد بلوغه، فهذه الأحداث الزمن لا يمحوها، بل تبقى راسخة في العقل الباطن، وتشكل عقدة تلازم الضحية طول عمره".

وفيما يخص الخطوة التي اتخذتها النيابة العامة بسؤال الطفل المتعرض للتحرش أو العنف لمرة واحدة فقط، أشادت العوضي بهذه "الخطوة الإيجابية فهي حماية لنفسية الطفل سواء على المدى القريب أو البعيد".

وأكدت العوضي أن "هذا الإجراء يحمي الطفل نفسيا وقانونيا، فالأولى منع تكرار المشاهد في عقلية الطفل لأكثر من مرة، وقانونيا كون الضحية يمنح أول شخص يتحدث معه بعد الحادثة التفاصيل الحقيقية والدقيقة للواقعة، ولكنه في المراحل الأخرى من الاستجواب تنقص تلك المعلومات فالطفل أرهق نفسيا من تكرار الحديث عن الواقعة وتذكر ما تعرضه كل مرة، وعليه سوف يتخذ إجراء الاختزال واختصار الإجابات".