بسمة عبدالله




لو سألنا أنفسنا سؤالاً بسيطاً وهو لماذ يتميز القرآن الكريم بأسلوبه القصصي المشوق؟! يشمل القرآن الكريم على العديد من القصص ذات المقاصد المتنوعة لما للقصة من دور كبير في تفعيل النشاط الفكري، وحث الإنسان على التفكير في القضية التي تدور حولها القصة واستلهام العبرة منها وتطبيقها على نفسه وحياته. بل وتمتد الاستفادة من القصة في استلهام مواضيع وقضايا ذات صلة بأحداث القصة تحاكي قضايانا ومشاكلنا المعاصرة وإيجاد الحلول المناسبة لها من خلال القصة، وبعضها بمثابة القواعد الثابتة التي نلجأ إليها في الوقت المناسب، ودورها الساحر في التأثير على نفوس وعقول الناس وإقناعهم بالحجة والمنطق السليم والصحيح سواءً كانوا صغاراً أم كباراً بأسلوبها المشوق والمحفز للتفكير (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) .


كاتب القصة المحترف هو الذي يترك للقارىء مجالاً للتفكير من خلال مساعدته على التوصل بنفسه لأدراك قوانين الحياة وسننها، فكلما فعَل الكاتب هذا الإدراك من خلال تنمية ملكات القارىء مثل التركيز والتفكير والاستنتاج فـأنه ينمي مهارات التفكير لدى القارىء، وينمي ذكاءه بدلاً من الاكتفاء بسرد الأحداث سرداً مُملاً وغير مشوق ولا يتم تحريك تفكير القارىء أو إلهامه.

كذلك الآباء والمربون يمكنهم استخدام القصة كأداة تربوية ومفيدة يبثون من خلالها ما يريدون من قيم ، ومبادىء وعبَر في نفوس ابنائهم وبشكل ممتع وغير مباشر يؤدي إلى تقبلهم للنصيحة وعدم عزوفهم عن سماعها لأنها فقط من والديهم وهذا أمر طبيعي في هذا السن على الآباء تفهمه.

قيام الآباء بقراءة القصص لأطفالهم وهم في سن مبكرة وخصوصاً قصة ما قبل النوم وتاثيرها الإيجابي على الطفل ، وتعويدهم القراءة منذ نعومه اظافرهم وحثهم عليها عندما يكبرون ويصبحون مراهقين بشراء الكتب والقصص الهادفة لهم والتي يحبون قراءتها وتناسب أعمارهم وميولهم وتضفي عليهم جواً من المتعة والتشويق، والابتعاد قدر الإمكان عن القصص الرديئة التي لا تساعد على التفكير لأنها تفترض أن القارىء عاجز عن الاستنتاج قيقومون هم بهذا الدور، ولذلك تكون القصة مباشرة ولا تخدم القارىء في شيء.