محمد إسحاق عبدالحميد



لو قيل لك وأنت موظف في إحدى الشركات، أنك سيتم تسريحك من العمل خلال هذه السنة بسبب الخسائر المتراكمة في الشركة وإغلاق مكاتبها ولكن لم يتم تحديد اليوم حتى الآن، فكيف ستتصرف؟

الغالب أنك بعد تجاوز مرحلة الصدمة، ستستعد من الآن لليوم الأول بعد التسريح من العمل، وتعمل على تجهيز السيرة الذاتية ومخاطبة الشركات التي تعرفها، وتبحث عن مكان أفضل.

وربما تدخر من راتبك مبلغ يُخفف عنك عبء التسريح وخسارة العمل ويساعدك في تلك الأيام الصعبة حتى تنقضي بسلام.

وماذا عن الذي لم يستعد وأكمل حياته بشكل طبيعي، فكيف سيتصرف إذا جاءه الخطاب بتسريحه والاستغناء عنه وهو يعلم أن ذلك واقع لا محالة؟

فإن كان هذا تصرفنا في حال بلغنا خبر التسريح من الشركة أننا نستعد للمرحلة التي تليها، ونعيب على الذي جلس يُكمل حياته دون استعداد لما سيأتي ولا مبالاة، فكيف بنا وأغلبنا غافل عن حقيقة الانتقال من هذه الدنيا للدار الآخرة دون مقدمات ولا موعد!!

فكلنا سنرحل من هذه الدنيا، وكلنا سنترك مكاتبنا وبيوتنا وأملاكنا وأحباءنا وننقل للدار الآخرة ونسير في رحلة طويلة تبدأ عند الموت وتنتهي إما إلى الجنة وإما إلى الجحيم فهل نحن مستعدون لذلك؟

قال تعالى في سورة آل عمران «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ».