سماهر سيف اليزل
المؤسسة الأولى في «الإرشاد الأسري» و17 عاماً من الإنجازات

التوعية بخدمات الإرشاد الأسري وتأثيرها الإيجابي ضرورة ملحة

ضمان الدعم المالي أبرز التحديات أمام تطوير برامج الإرشاد الأسري

دور مهم للإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا الأسرية والنفسية


قالت مديرة مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري التابع لجمعية نهضة فتاة البحرين جليلة الخباز إن المركز يعد المؤسسة الأولى المتخصصة في الإرشاد الأسري التي تتبع جمعية نسائية أهلية، إضافة لكونه أحد أهم المراكز وأقدمها على مستوى مملكة البحرين المعنية بالإرشاد الأسري والنفسي، بحيث يقدم خدمات مجانية وبتقنيات متطورة ويعمل على توفير فرص التدريب والتعليم ونشر الوعي بالقضايا والمشكلات المتصلة بالمرأة والأسرة.

وأضافت جليلة الخباز، في حوار مع «الوطن»، أن أبرز التحديات كانت في ضمان الدعم المالي للخدمات والبرامج ذات العلاقة بالإرشاد الأسري، خاصة وأن هذا الدعم يسهم في تحسين وتطوير نوعية الخدمات في مختلف الجوانب الوقائية والنمائية والعلاجية.

وأكدت أهمية دور وسائل الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا الأسرية والنفسية، وتقديم الدعم من خلال النشر حول القضايا والمشكلات الأسرية.

وأوضحت أن هناك حاجة إلى زيادة التوعية بأهمية الخدمات المعنية بالإرشاد الأسري وتأثيرها الإيجابي في مختلف المراحل النمائية التي تمر بها الأسرة، إضافة إلى توضيح دور ومهام المرشد الأسري والنفسي.
وشددت على ضرورة الوعي بأن حلول المشكلات يحتاج إلى وقت وجهد مشترك من قبل المرشد والمسترشد.

وفيما يلي نص الحوار:

بمناسبة مرور 17 عاماً على إنشاء المركز.. ما أبرز الإنجازات التي تمت خلال هذه الأعوام؟
- خلال الـ17 عاماً على تأسيس مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري التابع لجمعية نهضة فتاة البحرين، تحديداً في العام 2007. استطاع المركز وبجهود نخبة من المختصين في المجال الاجتماعي والنفسي بأن يحقق العديد من الإنجازات ويراكم الخبرات الميدانية والعملية في المجال الأسري والنفسي.

إلى جانب ما نقدمه من خدمات إرشادية نفسية وأسرية بلا مقابل مادي، فنحن نسعى لتلبية احتياجات شريحة واسعة من أفراد المجتمع، حيث توجه خدمات المركز الإرشادية الوقائية والنمائية والعلاجية للمرأة وأفراد الأسرة من سن 16 وحتى 60 عاماً .

أيضاً يُعد المركز المؤسسة الأولى المتخصصة في الإرشاد الأسري التي تتبع جمعية نسائية أهلية، وأحد أهم المراكز وأقدمها على مستوى مملكة البحرين المعنية بالإرشاد الأسري والنفسي وتوفير فرص التدريب والتعليم ونشر الوعي بالقضايا والمشكلات المتصلة بالمرأة والأسرة.

منذ افتتاح المركز وحتى هذا العام، استقبلنا المشكلات على اختلاف تصنيفاتها الأسرية والزواجية والنفسية والقانونية، وقدمنا خدمات الإرشاد الأسري والزواجي والخدمات النفسية والقانونية بالتعاون مع النهضة للدعم القانوني التابع لجمعية نهضة فتاة البحرين.

وقد سعت اللجنة الاستشارية بالمركز وفق خطط استراتيجية مدروسة من قبل مختصين في المجال النفسي والأسري لأن تكون الخدمات المقدمة نموذجية ومتكاملة تعتمد على الوسائل والتقنيات العلمية المتطورة، فعقدت على مدار السنين الماضية جلسات التوجيه والإرشاد الجمعي للنساء المطلقات والمتعرضات للعنف الأسري باستخدام الاستراتيجيات العلاجية المتعددة، مع مراعاة الجوانب العلمية لتنفيذ هذا النوع من البرامج، حيث استحدثنا وحدة الاختبارات والمقاييس النفسية لأجل هذا الغرض ولأغراض التقييم النفسي الأولي للحالات.

كما تم تقديم برامج التوعية الاجتماعية والنفسية لأفراد الأسرة ومنها برامج المقبلين على الزواج والمتزوجين في مختلف مراحل حياتهم الزواجية، وصولاً إلى إعداد البرامج التدريبية الهادفة إلى تطوير الإمكانات الذاتية والمهنية للعاملين في المجال النفسي والاجتماعي وأبرزها برنامج «بناء وتنمية» وهو برنامج تعليم وتدريب مستمر يستهدف الاختصاصيون في المجال ينفذ بالتعاون والتنسيق مع قسم الخدمات الاجتماعية بمراكز الرعاية الصحية الأولية، والذي من خلاله حقق المركز الشراكة والتعاون بين المؤسسات العلمية والمهنية المعنية بالإرشاد في مختلف الدول العربية، والمحلية وأبرزها التنسيق والتعاون المستمر مع جامعة البحرين في برامج التدريب التي تستهدف طلبة الدراسات العليا، والتعاون في مجال إعداد الدراسات والبحوث. ومذكرة التفاهم مع مراكز الرعاية الصحية الأولية.

ومن المهم الإشارة في هذا السياق إلى الإنجازات العلمية للمركز، ومن أبرزها الدراسات والبحوث ذات العلاقة بواقع وتأثير الخدمات الإرشادية الموجهة للمرأة والأسرة، ومن أهمها الدراسة المعنونة بدراسة واقع وتطلعات الإرشاد الأسري في مملكة البحرين : مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري أنموذجاً.

ماذا عن النظرة المستقبلية للمركز؟
- لا شك في أن لدى المركز رؤية ورسالة مستمرين في العمل عليها ضمن خطط البرامج السنوية، ومنها حرصنا على مواكبة المستجدات العلمية في مجال الخدمات الإرشادية الأسرية والنفسية والسعي إلى تحقيق التكامل بين مختلف الخدمات والاختصاصات المتوفرة في المركز والارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة من قبل الفريق الإداري والفني فيه.

إن الشراكة والتكامل مع الجهات المعنية هدف في طور النمو والتكامل، حيث أننا نرى مستقبل العمل الإرشادي مرتبطاً بالعمل المشترك مع مختلف الجهات لتطوير المعايير ذات العلاقة بالممارسة المهنية للإرشاد الأسري وتطوير الأسس والشروط الخاصة بالمؤسسات العاملة في المجال من حيث تطوير الآليات والإجراءات المهنية والقانونية والصحية والاجتماعية المحددة لطبيعة عمل المؤسسات وأسس التمويل فيما بينها.

ما هي أبرز التحديات؟
- لما كانت رسالتنا منذ تأسيس المركز هي توفير بيئة آمنة مستقرة للمرأة والأسرة من خلال تقديم خدمات إرشادية أسرية ونفسية متخصصة لحمايتهم من المشكلات والانتهاكات التي قد يتعرضون لها في المحيط الأسري والمجتمعي.

فكان لابد من مد جسور الشراكة الفعلية الحقيقية بين الدولة (بمؤسساتها الرسمية) ومؤسسات المجتمع المدني القائمة على الاعتراف بدور هذه المؤسسات في تحمل المسؤولية المشتركة الهادفة إلى معالجة المشكلات والأزمات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، حيث يبرز التحدي الأكبر هنا من خلال تنفيذ السياسات والخطط وخلق وابتكار الآليات والوسائل المعززة لتلك الشراكة والتعاون بين مختلف الأطراف.

إن ضمان الدعم المالي للخدمات والبرامج ذات العلاقة بالإرشاد الأسري مما يساهم في تحسين وتطوير نوعية الخدمات في مختلف الجوانب الوقائية والنمائية والعلاجية، لربما من أبرز التحديات اتجاه مواصلة مسيرتنا واستمرار تقديم خدماتنا حيث تبقى الحاجة لتمويل المشروعات والبرامج الداعمة للخدمات الإرشادية من أجل الاستمرار في تقديمها للفئات المجتمعية المستهدفة بالنوعية والمستوى المهني العالي الجودة.

إن نشر التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة، أهمية كبرى في الوصول للجمهور، ولا يمكن أن نتجاهل دور الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا الأسرية والنفسية، ومن هنا فأننا نؤكد على أهمية دور وسائل الإعلام المختلفة ونحثهم على تقديم الدعم لمراكز الإرشاد من أجل الإسهام في توعية المجتمع بالقضايا والمشكلات الأسرية والنفسية.

ما قراءتكم للوعي المجتمعي حول مفهوم الإرشاد الأسري؟
- مع التقدم المطرد في البحث العلمي في مجال الأسرة، والتي صاحبها بالضرورة ظهور العديد من المشكلات الأسرية والنفسية، مما زاد في ظهور العديد من المراكز المعنية بهذه الخدمة وبالتالي زيادة في الطلب على دراسة تخصص الإرشاد الأسري والنفسي. إلا أنه وبالرغم من الإقبال المتزايد على طلب خدمات الإرشاد النفسي والأسري، كما نشهده بالمركز. مازلنا نلحظ الحاجة إلى مزيد من الوعي بأهمية الخدمات المعنية بالإرشاد الأسري وتأثيرها الإيجابي والفعّال في مختلف المراحل النمائية التي تمر بها الأسرة (مرحلة ما قبل الزواج.. مرحلة ما بعد الزواج.. الخ)، أيضاً عدم وضوح دور ومهام المرشد الأسري والنفسي الفعّال لطالبي خدمات الإرشاد النفسي والأسري، في التعامل مع المشكلات الأسرية ومعالجة الآثار المترتبة عليها، إضافة إلى أن هناك شريحة واسعة من طالبي الخدمة، لديها لبس وتداخل بين المهن والتخصصات ذات العلاقة بتوفير الخدمات الاجتماعية أو النفسية الموجهة للأسرة.

ولا نغفل بأن الوعي اتجاه الإرشاد الأسري يشمل نشر الثقافة والعلم اتجاه التوقعات العالية التي يحملها طالبو الخدمة من المرشد النفسي أو الأسري، بأن مهمة المرشد هي علاج المشكلة في وقت قياسي دون الالتفات إلى تاريخ هذه المشكلة والآثار العميقة المترتبة والذي تحتاج إلى وقت وجهد مشترك من قبل المرشد والمسترشد.