عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش اختصاصي سعادة ومرشد أسري
تربية الأبناء ليست مجرد واجب أو مسؤولية، بل هي رحلة ممتعة ومليئة بالتحديات تهدف في نهايتها إلى خلق أفراد ناضجين وسعداء.
ومع زيادة التعقيد وضغوط الحياة، يصبح من الضروري التركيز في الصحة النفسية والعاطفية للأبناء لذا يمكن القول بأن أعظم هدية يمكنك تقديمها للابن هي أن يكبر دون الحاجة لزيارة الطبيب النفسي بسبب تجارب وذكريات سلبية. سنتناول في هذا المقال كيفية تحقيق ذلك من خلال مبادئ التربية السليمة.
البداية تكمن في التواصل الفعّال يجب أن يشعر الابن بأنه يمكنه التعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية دون خوف من النقد. استماعك الجاد لابنك وإعطاؤه الاهتمام اللازم يعزز شعوره بالأمان والثقة.
هذا التواصل الدافئ يبني جسوراً قوية من الثقة تدوم مدى الحياة وتقلل من فرص حدوث مشكلات نفسية لاحقاً. كذلك التربية الإيجابية تعني تقديم الدعم والتشجيع بدلاً من التركيز على الأخطاء والعقاب.
عندما تحتفل بإنجازات ابنك الصغيرة وتقدم له المدح والتشجيع تبني لديه ثقة كبيرة بنفسه. والابن الذي يشعر بأنه مقدَّر ومحبوب يكون أقل عرضة للاضطرابات النفسية في المستقبل.
من الضروري أن يحترم الأهل خصوصية واستقلالية أبنائهم، وهذا يتضمن السماح لهم باتخاذ بعض القرارات الخاصة بهم وتحمّل نتائجها. فمثل هذا النهج يعزّز شعورهم بالاستقلالية والمسؤولية ما يجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع التحديات النفسية في مراحل حياتهم المختلفة.
المنزل هو الملاذ الأول للأبناء لذا يجب أن يكون مكاناً آمناً ومستقراً يشمل ذلك تقديم الحب غير المشروط وتجنب الخلافات العائلية أمامهم وضمان الأمان والراحة لهم لضمان بيئة يشعر فيها الأبناء بالطمأنينة مما يقلل من القلق والتوتر، مع ضرورة تعليمهم القيم والمبادئ السليمة لبناء شخصيتهم على أسس قوية.
فالأهل الذين يركزون في تعليم أبنائهم الصدق، الاحترام والتعاون، يمهّدون الطريق أمامهم ليكونوا أفراداً ناضجين ومستقرين نفسياً فالقيم المتينة تُعطي الأبناء إطاراً مرجعياً للتعامل مع الحياة وتحدياتها.
همسة أُسّ
في الختام تبقى أعظم هدية يمكن أن تقدمها لابنك هي أن يكبر ليصبح شخصاً سليماً نفسياً ومستقراً عاطفياً. وتحقيق هذا الهدف يتطلب جهداً مستمراً واستثماراً عاطفياً في علاقتك معه ولكنه يستحق كل عناء.
التربية المبنية على التواصل الفعّال والتشجيع الإيجابي واحترام الخصوصية وتوفير بيئة مستقرة غرس القيم والمبادئ هي المفتاح لضمان نموه في بيئة صحية. عندها يكبر ابنك ليجد نفسه لا يحتاج إلى زيارة الطبيب النفسي بسبب تجارب طفولية سلبية وهنا تكون قد نجحت في تقديم أعظم هدية له.