عائشة البوعينين



في كل أسرة يشكل الوالدان حجر الأساس في تربية الأبناء وتنشئتهم، مع ذلك قد يواجه البعض صعوبة في الاتفاق على نهج تربوي موحد؛ مما يخلق تحديات كبيرة في عملية تربية الأبناء، هذا الاختلاف في النهج التربوي يمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى على سلوك الأبناء وتماسك الأسرة.

تبني الوالدين أساليب تربوية مختلفة يجعل الأبناء يتلقون رسائل متضاربة حول ما هو مقبول وما هو مرفوض، مما يشعر الأبناء بالحيرة والارتباك حول كيفية التصرف؛ مما يؤدي إلى سلوك متناقض. التناقض في الأساليب التربوية يؤدي إلى تآكل الثقة والاحترام بين الوالدين والأبناء، فكلما زاد الاختلاف بين الوالدين انعكس سلباً على الجو العام في المنزل، فالأبناء الذين يعيشون في بيئة مليئة بالصراعات قد يعانون القلق والتوتر، فتتأثر صحتهم النفسية والعاطفية، كونهم يحتاجون إلى الأمان من خلال الحدود والضوابط الواضحة لكل سلوك يقومون به والعواقب المترتبة عليه.

الاختلاف في النهج التربوي بين الوالدين يجعل الأبناء يستغلون هذا الاختلاف في التحايل على القواعد ليحققوا ما يريدون، مما يؤثر على نحو مباشر على المنظومة القيمية للأخلاق. من الضروري أن يتفاهم الوالدان، ويتفقا على نهج موحد ليبنيا معًا بيئة أسرية مستقرة ومتناغمة من خلال تقديم إرشادات واضحة ومتسقة للأبناء؛ مما يعزز الثقة والاحترام المتبادل بين أفراد العائلة.

همسة
اتفاق الوالدين في تربية أبنائهما لا يسهم فقط في خلق بيئة أسرية متناغمة، بل يساعد أيضاً في تنشئة أبناء ذوي شخصيات متزنة تسهم في بناء المجتمع على نحو إيجابي.