حنان الخلفان



مع بداية العام الدراسي، يعود الطلاب والطالبات إلى المدارس والجامعات، وهم يحملون مشاعر متباينة بين الحماس والخمول، فبعضهم يتمنى لو أن الإجازة الصيفية طالت أكثر، بينما آخرون يشعرون بالسعادة لبدء عام دراسي جديد مليء بالإنجازات والتحديات، وبين هذه المشاعر المختلفة الذي شهدناها من مقاطع وسائل التواصل الاجتماعي تدعونا للتفكير في بعض الجوانب المهمة التي ينبغي مراعاتها لضمان استعداد أفضل للطلاب وأولياء الأمور لهذا الفصل الدراسي، مما يسهم في تحقيق تجربة تعليمية ناجحة ومثمرة.

ومن هنا برزت جهود وزارة التربية والتعليم المميزة في دعم الأسر وتخفيف العبء المالي عنها. من خلال تقديم الكوبونات المخصصة للمستلزمات الدراسية، وبالتعاون مع التجار والمحلات التجارية التي أبدت مساهمة كبيرة فى دعم جهود الوزارة بتسهيل حصول الطلاب على احتياجاتهم الأساسية بأقل التكاليف. هذه الجهود ليست مجرد دعم مادي، بل تعكس حرص الوزارة على تمكين الأسر من توفير أفضل الأدوات التعليمية لأبنائها، في إطار من التعاون والتكاتف المجتمعي.

وإلى جانب التحديات المالية التي تفرضها العودة إلى المدارس، يبرز عنصر آخر لا يقل أهمية عن ذلك، وهو ضرورة تنظيم وقت النوم، باعتباره ركيزة أساسية تؤثر بشكل مباشر على أداء الطلاب الأكاديمي. فالنوم الكافي ليس مجرد رفاهية، بل هو حجر الزاوية في تحسين التركيز والقدرة على التحصيل الدراسي. وقد أكدت الدراسات العلمية أن نقص النوم يؤدي إلى مشكلات صحية ونفسية متعددة، مثل اضطرابات المزاج، وتشتت الانتباه، والشعور المتواصل بالإرهاق. ومن هنا، تأتي أهمية تبني روتين نوم منتظم ومستقر منذ بداية العام الدراسي، ليس فقط من أجل تحسين الأداء الدراسي، بل لضمان حياة متوازنة تسهم في تعزيز رفاهية الطلاب على الصعيدين الجسدي والعقلي.

إدارة الوقت بفعالية لا تقل أهمية عن الحصول على قسط كافٍ من النوم، فهي عنصر أساسي للنجاح الأكاديمي والحياة اليومية. التخطيط المنظم يساعد الطلاب على إتمام واجباتهم الدراسية بكفاءة، مع خلق مساحة متوازنة للأنشطة الاجتماعية والعائلية. الطلاب الذين يعتمدون على جدول يومي منظم يتمتعون بثقة أكبر وقدرة على تحقيق التوازن بين مهامهم. إضافة إلى ذلك، يعد تحديد الأهداف في بداية العام الدراسي خطوة محورية نحو التقدم، سواء كان الهدف تحسين التحصيل الأكاديمي أو تطوير المهارات الشخصية، مما يسهم في تحقيق تجربة تعليمية مثمرة.

عزيزي القارئ.. تبقى الصحة العامة من الأولويات الضرورية لضمان تفوق الطلاب واستقرارهم، والتغذية المتوازنة والنشاط البدني أساسيان لدعم قدرات الطلاب الذهنية والجسدية، لكن من المهم الابتعاد عن المبالغة في إعداد علب الطعام بطرق متكلفة قد تبرز الفوارق الاجتماعية. فبعض الطلاب قد ينتمون لأسر محدودة الدخل أو يكونون أيتاماً، وهو ما قد يسبب لهم شعوراً بعدم المساواة. إلى جانب ذلك، يؤدي الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى تقليل الحركة، ما يعزز أخطار السمنة ويضعف اللياقة البدنية. لذا، من الضروري تشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة وتبني أنماط حياة نشطة للحفاظ على توازن صحي يساعدهم في مشوارهم الدراسي.

بصراحة.. العودة إلى المدارس ليست مجرد حضور يومي إلى الصفوف، بل هي رحلة متكاملة تتطلب تخطيطًا دقيقًا وإدارة فعالة للوقت والموارد، وهي مسؤولية قامت وزارة التربية والتعليم بواجبها تجاهها بشكل ملحوظ خلال فترة الصيف. جهود الوزارة المستمرة في دعم كوادرها التعليمية والإدارية تستحق كل التقدير، حيث ساهمت في تهيئة بيئة تعليمية مثالية لاستقبال العام الدراسي. فالنجاح الأكاديمي ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة للعمل الجاد والتخطيط المدروس. هذا النجاح يتحقق من خلال تنظيم الوقت، ووضوح الأهداف، والعناية بصحة الطلاب النفسية والجسدية، تماماً كما يحتاج الزرع إلى رعاية وصبر ليؤتي ثماره في الوقت المناسب، ويحقق الأهداف المرجوة.