محمد إسحاق



يحكى في الأساطير القديمة أن هنالك بحيرة من شرب منها أو اغتسل فيها فإنه سينال الخلود.

فاجتهد الناس في البحث عنها وقضوا الأيام والشهور وكلٌ يريد الوصول لهذه البحيرة والخلود في الحياة.

وذات يوم وصل إليها أحد الشباب بعد عناءٍ شديد ولكنه تفاجأ برؤية شيخ طاعن في السن جالساً على أطرافها، فلما وصل إليه وسأله: يا عم ماذا تفعل ها هنا؟ فقال أنا جالسٌ هنا منذ سنوات ولكنني أنتظر من يدفعني من الخلف حتى أشرب من ماء البحيرة!!
البعض منا هكذا..

يجلس في مكانه لسنوات طويلة وهو ينتظر من يٍشجعه، أو يدفعه، أو يُرشده وهو في مكانه لا يريد التحرك!!

وهنالك من حولنا الكثير من الأمور التي يمكننا فعلها لتغيير أوضاعنا وحياتنا ونعرف يقيناً أن علينا فعل كذا وكذا والأخذ بالخطوة الأولى ولكننا مع ذلك لا نتحرك ولا نأخذ بالخطوة الأولى مع علمنا بضرورة الأخذ بها وبالأثر الذي سيترتب على تأخيرها.

البعض يُعلل ذلك بالخشية من الفشل، وماذا في ذلك؟ أقلها ستعرف أن هذا الطريق وهذه الخطوة لن توصلك إلى المكان الذي تريد الوصول إليه، وعليك البحث عن طريق آخر للوصول لما تريد.

وهذا يقع فيه الكثير ممن لديهم الأفكار الجميلة والمميزة لمشاريع لو خرجت للنور فسيكون لها القبول والنجاح وستغير من وضع صاحبها، ولكن يستمر هذا في التسويف وانتظار الوقت المناسب والتعلل بذلك حتى يفوت وقتها أن يكتشفها غيره ويقوم بتطبيقها وتتغير أحواله للأفضل.

العمر محدود والوقت المتاح للعمل أمامك سينف فماذا أنت صانع فيه؟

وحرياً بك أن تتأمل في الخطوة التي تريد الأخذ بها والإقدام عليها، وتستشير أهل الخبرة والفهم وتستخير الله تعالى ثم تقدم على ذلك بدون تأخير أو انتظار.
فما الذي يؤخرك من البدء؟

وما القرار الذي أخرته وأنت تعلم في قرارة نفسك ماذا سيفوتك إذا قمت بتأخيره؟

وأخيراً، متى قررت الإقدام على الخطوة القادمة قبل أن يأتي غيرك ويقفز في البحيرة وتضيع الفرصة من أمامك؟