بسمة عبدالله



ما هو التيك توك؟ تيك توك برنامج معروف في الصين باسم دوين douyin «بالصينية»، وهو خدمة اجتماعية يتيح للمشترك مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة والمتنوعة مثل الرقص والكوميديا والتعليم، والتي تتراوح مدتها من 3 ثوانٍ إلى 60 دقيقة وهو مملوك لشركة بايت دانس الصينية، وسبب تسميته بهذا الاسم هو إشارة لصوت الساعة الموقوتة التي دائماً ما نرمز لها بكلمة تك توك.

وقد ذاع صيت هذا التطبيق بشدة في عالمنا العربي وما يخيف هو انتشار استخدامه بين الأطفال والشباب الذين أصبحوا من أكثر مستخدمي هذا التطبيق مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي الأخرى؛ لأنه يتيح لهم الحرية الشخصية في نشر محتواهم، والذي لا يخلو من التفاهة، والذي لا يتمكنون من نشرها على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى بهذا الشكل الإباحي واللاأخلاقي ولأن هذا التطبيق يمتلك خاصية تميزه عن التطبيقات الأخرى مثل: خاصية البث المباشر والذي لا يوجد عليه أي ضوابط بل يتمكن كل من وصل حسابه أي عدد معين من المتابعين أن يقوم بالبث المباشر وبمحتويات غير لائقة أخلاقياً أو مفيدة للآخرين، فقط لجذب المشاهدات واللايكات وربح المال من وراء تلك البثوث المباشرة التي يفقد فيها الشخص كرامته وهيبته من أجل تسول الأموال من المتابعين.

ربما يتساءل البعض هناك الكثير من التطبيقات لديها ميزة البث المباشر «live» مثل الفيس بوك ، ولايكي، والإنستغرام وغيرها فلماذا ينجذب الأطفال والشباب للبث المباشر على التيك توك؟!

الإجابة هي أن تيك توك يمثل عالماً آخر يختلف عن تلك العوالم السابقة التي ذكرناها، فهو عالم يشع بالتحدي والإثارة والحصول على الأموال الفورية، ففي هذا التطبيق يقوم صانع المحتوى أو ما يسمى بالمضيف «creator, host» ببدء بثوث مباشرة على التطبيق وإذا نجح في جذب أعداد من المشاهدين يقوم البعض بدعم صانع المحتوى هذا مادياً ويسمى داعماً.

وكيف يكون هذا الدعم؟ عن طريق شراء هذا الداعم عملات افتراضية موجودة على التطبيق ويهديها في أثناء البث لصانع المحتوى تحفيزاً وتشجيعاً له، ثم يقوم صانع المحتوى بتحويل تلك العملات الافتراضية إلى أموال حقيقية، ويحصل التطبيق منها نسبة شبه ثابتة من إجمالي المبلغ الذي تم التبرع به من الداعم والباقي يأخذه صانع المحتوى. لذلك يعتبر هذا التطبيق فرصة ذهبية للشباب في الوقت الحاضر للشهرة السريعة وجني الأموال بطرق سهلة وغير مفيدة، وهذا ما يفسر ببساطة لجوء الشباب إلى بث المحتوى الذي يهين الكرامة، والتحقير من أنفسهم والسب والجنس وتمكن التك توكر من جني الأموال الطائلة.

ومما يدمي القلب في زماننا هذا عندما نسأل بعض شبابنا ماذا يريدون أن يكونوا في المستقبل تكون إجاباتهم أن يكونوا صانعي محتوى «تكتوكر ، أو يوتيوبر»، وعندما تسألهم لماذا؟ لسهولة التربح وجني الأموال، وفي المقابل عندما طُرح هذا السؤال على الطلاب في الصين واليابان كانت إجاباتهم أنهم يتطلعون بأن يكونوا أطباء ومهندسين ومعلمين. مما يدل على تدني الطموح والعزوف عن طلب العلم لدى الناشئة والشباب لتوفر بدائل رخيصة أدت إلى انغماسهم في اللهو واللعب والتسلية.