عائشة البوعينين



تربية الأبناء هي فن يتطلب الفهم العميق لاحتياجات كل منهم بشكل خاص وذلك لفرادة شخصيته. ومحاولة الوالدين جعل أبنائهم نسخة من أبناء آخرين سواء داخل الأسرة أو غيرها يجعلهم يتجاهلون الفروق الفردية والقدرات الخاصة بكل ابن مما يؤدي إلى آثار سلبية على النمو والتفكير.

كل ابن يأتي إلى هذا العالم بقدرات فريدة، البعض قد يظهر مهارات فنية وأدبية بينما يميل البعض الآخر إلى العلوم والرياضة فتربيتنا لأبنائنا تتطلب منا التعرف على هذه القدرات ودعمها بدلاً من السيطرة عليهم وإجبارهم على مالا يريدون.

أبناؤنا يختلفون في كيفية تفكيرهم واستجابتهم للمواقف، فالبعض قد يكون حساساً وعاطفياً بينما يكون الآخرون أكثر هدوءاً ومنطقية وهذه الفروق تتطلب استراتيجيات تربوية مختلفة تتماشى مع كل واحد بحسب ما يناسبه، حتى في التعليم البعض من أبنائنا يتعلم بسرعة ويتطور بشكل ملحوظ في سن مبكر بينما البعض الآخر يحتاج إلى وقت أطول للنمو والتعلم لذلك من المهم للوالدين احترام هذه الوتيرة وعدم ممارسة الضغط على الأبناء لتحقيق أحلامهم بوتيرة معينة.

وعندما يقارن الوالدان أبناءهم بالأقران أو الأشقاء يشعرونهم بأنهم أقل قيمة فتتأثر ثقة الأبناء بأنفسهم بشكل سلبي فيشعرون بالفشل بسبب المحاولات المستمرة والضغط المستمر الذي يشكل عبئاً نفسياً فيفقد الأبناء هويتهم وتميزهم الشخصي فقط لأن الوالدين يريدون جعل ابنهم نسخة من الآخرين فيشعر الابن بالضياع وعدم الاستقرار في المستقبل لأنه عاش حياته فقط من أجل إرضاء والديه وتحقيق توقعاتهم العالية.

همسة أسٌّ
أبناؤنا نسخة غير مقلدة لذلك يجب أن نبتعد عن مقارنتهم بالآخرين مع الحرص على دعم اهتماماتهم التي تميزهم عن غيرهم من خلال التواصل المفتوح والمستمر لننشئ أبناء واثقين بأنفسهم مبدعين في حياتهم.