عائشة البوعينينفي الوقت الحالي يميل بعض الآباء إلى الحماية الزائدة لأبنائهم معتقدين أنهم بذلك يحفظونهم من المخاطر، ويضمنون لهم حياة أكثر أماناً. ومع ذلك فإن هذه الحماية الزائدة قد تؤدي إلى نتائج عكسية حيث تَحدّ من نمو الأبناء بشكل طبيعي، وتعرقل مسيرة تطورهم الشخصي في هذه الحياة.مبالغة الوالدين في حماية أبنائهم تحرمهم من الاستقلالية وتحمّل المسؤولية، ومع مرور الوقت يصبح الأبناء غير قادرين على اتخاذ القرار؛ مما يؤثر سلباً على قدرتهم على التكيّف مع تحديات الحياة في المستقبل. الأبناء الذين يُحرمون من التجارب بسبب تدخّل والديهم باستمرار لإنقاذهم من الأخطاء يفقدهم فرصة تطوير الثقة بقدراتهم الخاصة.الحماية الزائدة يُمكن أن تنقل رسالة للأبناء مفادها أن العالم مكان خطير يتطلّب حماية مستمرة، فيُزرع لديهم شعور بالقلق والتوتر الدائم؛ مما يجعلهم غير قادرين على التعامل مع المواقف الجديدة بثقة وهدوئهم، مع مرور الوقت إذا أصرّ الوالدان على هذا الأسلوب قد تظهر سلوكيات تمرّدية بمجرد حصول الأبناء على فرصة للاستقلال، فتراهم يحاولون تعويض الوقت الذي قضوه تحت سيطرة الوالدين من خلال البحث عن إثبات الذات بطرق غير صحية.كلما شجع الوالدان أبناءهم على الاستقلالية من خلال اتخاذ قرارات صغيرة في حياتهم اليومية، مثل اختيار الملابس، والألعاب المفضلة، ساعدوهم على بناء مهارات حياتية أساسية مثل اتخاذ القرار وتحمّل المسؤولية، فبدلاً من التحكّم المباشر من الأفضل أن يعيش الوالدان دور المرشد والموجّه؛ مما يساعد الأبناء على التفكير في عواقب الأمور؛ مما يطور قدراتهم على حَلّ المشكلات، مع ضرورة تقبّل الآباء أن الأخطاء جزءٌ من عملية التعلّم ودعم الأبناء في مواجهة الفشل، وبأن ذلك يساعدهم على تطوير المرونة النفسية، فالفشل ليس نهاية العالم، بل هو فرصة للتعلّم والنمو.همسة أسٌّالحماية الزائدة قد تبدو وسيلة لحماية الأبناء، لكنها في الواقع تقيّد الأبناء عن الحياة الطبيعية واكتساب التجارب التي تمنحهم الثقة والاستقلالية مع مرور الوقت.* مدرب تربوي وكوتش - أخصائي سعادة ومرشد أسري