أميرة البيطار

الأم هي القلب النابض في حياة الأُسرة، وهي المدرسة الأولى لأبنائها، ودورها في تربية الأبناء يبدأ منذ الولادة ويستمر مدى الحياة؛ لا يقتصر على الرعاية الجسدية فقط، بل يمتد إلى التربية الروحية والأخلاقية. من أعظم ما يُمكن للأم أن تقدّمه لأبنائها هو الدعاء الصادق لله ليهديهم ويصلح شأنهم. الله سبحانه وتعالى هو الخالق والمربّي الحقيقي، كما ورد في دعاء أم مريم عليها السلام (إِذْ قَالَتِ امرأة عمران رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرَاً فَتَقَبَّلْ مِنِّي) آل عمران: 35، فالدعاء للأبناء أن يكونوا صالحين وعلى قرب من الله هو أعظم وسيلة يمكن أن تتبعها الأم.

.

النصيحة للأمهات هي الصبر والتروّي في التربية. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) التحريم: 6، فالواجب على الأم أن تهتم بتعليم أبنائها قيم الدين وأصول الأخلاق، لتقيهم من الفتن والضلال.

.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الأم قدوةً صالحةً لأبنائها، فهي المثال الأول الذي يُحتذى به. تعليم الأبناء الصلاة، والقرآن، والأخلاق الحسنة يبدأ بالاقتداء بأفعال الأم وسلوكها. كما أن الاهتمام بالحوار والاستماع إلى مشاكل الأبناء يقوّي علاقة الأم بهم ويمنحهم الثقة.

.

في النهاية، لا تنسي أيتها الأُمّ أن تتحلّي بالصبر والرحمة في تربيتهم ؛ وأن تدعي الله ليصلح أبناءك ويهديهم فهو القادر على صُنع أبنائك وهدايتهم بيده وحده عزّ وجل، فثقي به واُدعي لهم بالهداية والصلاح دائماً.