ولاء الجمعان


قد تكون للضغوط اليومية أثر سلبي على النفس، الأمر الذي يجعلنا نغرق في تفاصيل مملة، وعقيمة تنسينا النعم المحيطة بنا على مدار اليوم. أريدك أن تتوقف، تأخذ نفساً عميقاً.. تُحصي النعم التي في حياتك، وامضِ فيها كما لو كانت جنتك في الدنيا.

لابد أنك مررت بتجربة أن تستيقظ من النوم، وتحصي نعماً بسيطة من الخالق عز وجل عليك، كأن تقول الحمد لله على نعمة المأوى والرزق والمكيف في هذا الحر الشديد، والسرير الدافئ المريح والماء الدافئ والأكل الساخن اللذيذ بعد يومٍ شاق، أو نعمة الصحة والعافية لك ولأولادك وزوجتك ونعمة الرزق. تلك نِعمٌ عظيمة، لكن يعتبرها البعض عادية أو ربما لا يلاحظ وجودها إلا إذا فقدها. فالسعادة ليست أن تشتري سيارة فارهة أو قصراً مطلاً على البحر، أو تتحقق جميع أحلامك ورغباتك في يوم واحد، لكنها تتشكل في أمور صغيرة، ومحاولة إحصائنا لهذه النعم قد تكون صعبة بالبداية رغم كون وجودها مرئياً. إن التركيز في الأمور الإيجابية لها وقع عظيمٌ على النفس، وذلك يتمثل في قوله تعالى (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) سورة إبراهيم، والتركيز في الأمور السلبية تزيد الأمر سوءاً، لعلها مفارقة لا ندركها في هذه الأيام.

قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (3) سورة فاطر. فمن هذه اللحظة الجميلة... سنختار السعادة، وسنحصي النعم الوفيرة كل صباح، فالتعود على الأمور الإيجابية يطور من جودة يومنا، وتزدان حينها حياتنا بالرضا.