يلجأ بعض الأزواج في عصر التكنولوجيا المتطور، إلى الخيانة الإلكترونية حيث التحدث مع آخرين عبر برامج المحادثة ومواقع التواصل الاجتماعي مبررين لأنفسهم العديد من الأسباب التي جعلتهم يتجهون لهذه الممارسة السيئة معتبرين أنه ليس هناك ضرر من إقامة صداقة مع الجنس الآخر خاصة أنها في فضاء الإنترنت وليس في الحقيقة فهل أسباب هذه الممارسات يعود إلى الفتور العاطفي بين الزوجين أم أن الفتور العاطفي نتاج لمثل هذه العلاقات العلاقة.

تقول اختصاصية الطب النفسي د.عين الحياة جويدة أن الخيانة الإلكترونية هي التواصل مع شخص آخر إلكترونياً وإرسال صور جنسية ومكالمات ورسائل صوتية وفيديوهات في السر والخفاء وغالباً من يتعود على الخيانة في الواقع يسهل عليه ممارستها إلكترونياً.

وأضافت: «نجد أن بعض الأزواج يبحثون عن علاقة عابرة الكترونياً لأن العالم الإلكتروني عالم واسع وبه حرية تامة وخصوصية مزيفة والتي بدورها سهلت الخيانة بمعنى صعوبة اكتشاف الخيانه لأن معظمها على الهاتف مع سهولة إخفاء معالمها وهناك من يرى أنها ليست خيانة لأنها مجسدة في هاتف ذكي في عالم افتراضي وتطور هذه العلاقة غالباً ما يؤدي إلى فتور العلاقة الزوجية أو الطلاق أو الإهمال الأسري والزوجي مما يؤدي إلى فجوة عاطفية عميقة.



وأوضحت أن من أهم أسباب الخيانة الإلكترونية هي هجر أحد الزوجين للفراش فترة طويلة مما ينتج عنه تعطش عاطفي وفجوة نفسية تجعل أحد الزوجين يبحث عن المتعة خارج نطاق الزواج علاوة على استمرار المشاكل والخلافات الزوجيه وتراكمها وعدم حلها بشكل جذري وعدم الشعور بالاستقرار النفسي وكذلك السرية وسهولة إخفاء الأحاديث وغيرها من الهاتف، بالإضافة إلى الراحة التي يشعر بها الخائن أو الخائنة عند كشف تفاصيل حميمة لشخص غريب وغير موجود على أرض الواقع.

وأشارت إلى أن معظم العلاقات تبدأ بالتعارف ثم الكلام المعسول والإعجاب ثم الوقوع في علاقة محرمة إما بالكلام المتبادل عن الجنس أو مكالمات هاتفية أو رسائل صوتية أو فيديو والكثير من هذه العلاقات يكون فيها سوء نية بتسجيل مكالمات أو الاحتفاظ بصور وفيديوهات لإجبار الآخر على أفعال منافية أو ابتزاز مادي أو جنسي فمعظم هذه العلاقات سهل الدخول فيها لكن من الصعب الخروج منها بدون خسائر مادية أو اجتماعية أو نفسية تدمر الأسرة والمجتمع.

وبينت أن الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي بلا حسيب أو رقيب ساهم فىي انتشار هذه الخيانات مع قلة الوازع الديني وسوء التربية وأن التقرب من الله عز وجل ومعرفة الحكمة الربانية من الرابط المقدس والحكمة من البعد والإنذار من العلاقات غير الشرعية والتفاهم والتجديد والقرب من الشريك والتودد له أسهل من بدائل غير شرعية.

وشددت على ضرورة أن تعزز السلوكيات الإيجابية لتحل محل السلبية ومحاولة كل طرف التفتيش في ذاته والتطوير من نفسه والتنوع فى حياته وأسلوبه ومشاركة الأزواج بعض الاهتمامات معاً والحوار والإنصات والصداقة بينهما أفضل من أصدقاء الهواتف النقالة واختيار الأوقات المناسبة للحديث في أمور تعزز الثقة والحب بينهما كما أمرنا ديننا الحنيف وجميع الأديان والحكمة الإلهية في القرب حسنات وفي البعد حسرات.