سماهر سيف اليزل

شكا عدد من أهالي مدينة حمد من انتشار ظاهرة رمي المخلفات وبقايا الطعام في الأراضي الفضاء وبجانب حاويات النفايات أو أرصفة الطرق بحجة "الرفق بالحيوان" وتوفير الطعام للطيور، مشيرين إلى أن هذا السلوك يتسبب في أضرار صحية وبيئية خطيرة منها تكاثر القوارض والحشرات، وجذب الكلاب الضالة للأحياء السكنية بالإضافة لانبعاثات الروائح الكريه، داعين الجهات المعنية إلى اتخاذ ما يلزم لاحتواء هذه المشكلة وحلها ووضع لافتات أو تخصيص أماكن لفضلات الطعام، أو فرض غرامات على المخالفين وشن حملات توعوية مكثفة.

وقال أحد المواطنين بمدينة حمد إنه عانى الأمرين من هذه المشكلة التي تحيط بمنزلة، حيث إن الجيران والمحيطين يلقون بفضلات الطعام في الساحة الواقعة خلف منزلة مباشرة، مما يؤدي إلى تجمع الطيور والكلاب الضالة والفئران، مبيناً أن هذه التجمعات تضره وتضر أفراد أسرته حيث إن الطيور تقوم "بالتبرز" على جدران منزله وعلى السيارات، بالإضافة إلى انتشار الكلاب الضالة، الأمر الذي يشكل تهديد على الأطفال ويمنعهم من الخروج للعب خارج المنزل.



وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة بدأ ظهور الفئران التي تحفر في أركان المنازل للتكاثر والعيش، مبيناً أن هذا الوضع يشكل خطراً بيئياً وصحياً عليهم وعلى قاطني المنطقة، خصوصاً في هذه الفترة الراهنة وانتشار وباء كورونا (كوفيد 19)، داعياً لاتخاذ ما يمكن من إجراءات لمعالجة هذه المشكلة وحلها.

من جهتها، قالت أم إبراهيم إحدى مواطنات مدينة حمد، إن هذه الظاهرة تسهم في تلوث البيئة بشكل كبير، موضحة أن البلدية تقوم بدورها وتضح حاويات النفايات بشكل كاف إلا أن البعض يرمي بقايا الطعام في الشارع مما ينتج عنه أذى شخصي للمواطنين وجعل المنازل مرتعاً للفئران والقوارض.

وأوضحت أنها تواصلت مع الجهات المعنية لكنهم اكتفوا بتوفير مبيد فئران، مشيرة إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في رمي النفايات وفضلات الطعام في الأراضي الفضاء القريبة من المنازل مما يتسبب في تراكمها وتجمع الحيوانات والطيور في المنطقة، الأمر الذي بات يؤرقهم، مطالبة بحلول سريعة وجذرية لهذه المشكلة وتخصيص أماكن أو حاويات لرمي فضلات الطعام ووضع لافتات توعوية تمنع رمي النفايات في غير أماكنها.

من جهته، قال العضو البلدي عبدالله القبيسي إن مشكلة رمي فضلات الطعام للطيور لها تبعات سلبية مختلفة على البيئة و المواطنين، مبيناً أنه يتلقى شكاوى يومية من مواطنين متضررين من تكاثر القوارض و الكلاب الضالة ووصولها للأحياء السكنية، لافتاً إلى أن تلك الظاهرة تسبب ضرراً بيئياً وصحياً كبيراً خاصة على الأطفال، مطالباً بحملات توعوية وتثقيفية حول هذا الأمر، داعياً لتعاون سكان الأحياء للقضاء عليها من خلال رمي النفايات في مكانها، وعدم رمي فضلات الطعام للطيور، خصوصاً أن هذه الطيور لا تتغذى على ما يتم رمية بل إن غذاءها هو الحبوب الجافة.

وطالب القبيسي الجهات المعنية والجمعيات الخيرية بتخصيص مكبات أو حاويات لهذه الأطعمة لمن يرغب في التخلص من بقايا طعامه، داعياً لتوجيه هذه النفايات للجهة المسؤولة عن تدويرها أو الاستفادة منها كالمزارع أو مربي الحيوانات، أو لجمعية حفظ النعمة في حال كان الطعام صالحاً، إلى جانب التعاون والتضافر لردع هذه الظاهرة والحد من المشاكل المترتبة عليها.

فيما أكد الرئيس التنفيذي لجمعية حفظ النعمة أحمد الكويتي أن إلقاء بقايا الطعام مرفوض تماماً ويتنافى مع تعليمات ديننا بحفظ النعمة ومخالف للذوق العام، فضلاً عن أن هذا السلوك يسهم في تكاثر الحشرات و القوارض، مؤكداً ضرورة التعاون في نشر التوعية والتثقيف للقضاء على هذه الظاهرة.

وأضاف الكويتي أن الجمعية لديها خطة بعيدة المدى لتخصيص قسم جديد بالجمعية لجمع النفايات الغذائية و فضلات الطعام وتوزيعها على الفرق والمعسكرات الخاصة بتربية الحيوانات، مشيراً إلى أنه يمكن الاستفادة من هذه الفضلات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لرؤية 2030، كما أنه يمكن استخدام الفضلات الغذائية في عدة مشاريع كالأسمدة الزراعية، أو كأطعمة للثروة السمكية والحيوانية، داعياً لسن تشريعات وقوانين لدعم مشاريع حفظ النعمة، مبيناً أن هناك تكثيفاً للحملات الدعائية عبر منصات التواصل لنشر الثقافة والوعي حول التخلص من فائض الطعام.