وليد صبري


انقطاع الدورة الشهرية عن المرأة المدخنة في عمر مبكر

النيكوتين مادة مولدة للتدخين تسبب أضراراً للجلد


التشوهات الخلقية للجنين أبرز مضاعفات تدخين الحامل

التدخين يسبب ضعف النظر وقتامة عدسة العين

التبغ يبطل عمل المناعة في تنظيف الجهاز التنفسي

السكتات القلبية والدماغية نتائج مباشرة للتدخين

التدخين يقاوم الإنسولين ويرفع نسبة السكري في الدم


حذر الأستاذ المشارك بكلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الخليج العربي، د. طارق أحمد الشيباني، من خطورة التدخين، بوجه عام، سواء كان تدخين السجائر أو الشيشة، حيث تكون له عواقب وخيمة على الإنسان، ربما تؤدي إلى الوفاة، مؤكداً أنه أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بالعقم، مشيراً إلى أن أضرار التدخين على الجسم متنوعة، وقد تصل إلى 20 ضرراً صحياً، لاسيما ما يتعلق بالجهاز التناسلي، حيث يؤدي إلى الإصابة بالعقم، وكذلك سرطان عنق المهبل، كما أنه يتسبب في تقدم سن اليأس عند النساء أي أن المرأة المدخنة تنقطع عنها الدورة الشهرية في عمر مبكر.

وأضاف الشيباني أن أحد محتويات التبغ هو النيكوتين وهي مادة لها قدرة على تغيير المزاج وطباع الشخص، فمع تدخين السيجارة يصل النيكوتين إلى الدماغ في غضون ثوانٍ وهي مادة محفزة للأعصاب ولذلك وللوهلة الأولى يشعر المدخن بشحنة من الطاقة مع الشفطات الأولى من السيجارة ولكن لبرهة قصيرة فقط هذا الشعور سرعان ما يزول ويشعر بعدها المدخن بالخمول والتعب ولذلك يلجأ إلى إشعال السيجارة الثانية وهكذا دواليك وتصبح معه هذه العادة طول اليوم لذلك تعتبر مادة النيكوتين مادة مولدة لعادة التدخين.

ونصح بضرورة توخي الحذر من الإفراط في تلك العادة السيئة التي تسبب ضعفاً في النظر وقتامة في عدسة العين ما يسمى بالماء الأبيض حيث إن عدسة العين تفقد شفافيتها وصفاءها وتصبح ضبابية مما يعيق دخول الضوء إلى العين ويسبب عدم وضوح الرؤية.

وذكر الشيباني أن التدخين يضعف حاستي التذوق والشم ولذلك يفقد المدخن لذة التذوق للطعام، كما أن جسم الإنسان مزود بهرمون يسمى بـ«كورتيكوستيرون» وهذا الهرمون يفرز عن طريق غدة موجودة فوق الكلية عندما يكون الإنسان تحت ضغط نفسي أو ألم وقلق ويطلق على هذا الهرمون «stress hormone»، هرمون الضغوط النفسية، ويعتقد أنه يساعد على تخفيف هذه الضغوط النفسية، ولكنه في نفس الوقت له مفعول على مادة النيكوتين فهو يقلل من مفعول النيكوتين ولذلك إذا كان المدخن تحت تأثير ضغوطات نفسية كبيرة فهو يَفْرز هرمون الضغط الذي يخفف تأثير النيكوتين ولذلك يلجأ المدخن إلى التدخين أكثر وأكثر ليرفع من مستوى النيكوتين في الدم ويزداد الضرر مما يُصِّعب من إقلاع المدخن عن التدخين كما يسبب التدخين قلة في التركيز والإدراك والتفكير ويجعل المدخن أكثر قلقاً واضطراباً ومكتئباً، وأيضاً يسبب قلة في النوم والصداع.

وفيما يتعلق بأضرار التدخين على الجهاز التناسلي، أفاد الشيباني بأنه يتسبب في ضيق الأوعية الدموية في كثير من أعضاء جسم الإنسان ويسبب عدم تدفق الدم بشكل طبيعي إلى الكثير من الخلايا ومنها خلايا عضـــو الذكــــورة عند الرجـــــل، فعدم تدفق الدم بالكمية المناسبة إلى هذا العضو نتيجـــــــة الضيـــــــق يسبب عدم الانتصاب عند الرجل وبالتالي عدم الشعور باللذة الجنسية أثناء الجماع ويسبب إحراجاً نفسياً عند الرجل، كما أن التدخين قد يسبب العقم، وكذلك تقدم سن اليأس عند المرأة أي أن المرأة تنقطع عنها العادة في وقت مبكر، كما يتسبب في سرطان عنق المهبل.

وأشار إلى أن التدخين له تأثيرات سيئة على المرأة الحامل فقد يؤدي إلى إسقاط الجنين ومشاكل في المشيمة والولادة المبكرة كما يسبب نقص وزن الجنين وتشوهات خلقية عند الجنين أو موته المفاجىء، محذراً من أن أطفال الأمهات اللواتي يدخن أكثر عرضة لإصابتهم بالربو.

وفيما يتعلق بتأثير التدخين والتبغ على الجهـاز التنفسي، أوضح الشيباني أن الجهاز التنفسي هو ذلك الجهاز الذي يتكون من الأنف والفم والقصبة الهوائية والرئتين وعن طريقه يدخل الهواء الذي يحتوي على الأكسجين إلى الرئتين ومن خلال الرئتين ينتقل الأكسجين إلى الدم، ويحمل الدم الأكسجين إلى جميع الخلايا في جسم الإنسان لكي يساعد على احتراق المواد الغذائية وتحرير الطاقة المخزونة في الغذاء، وعادة يدخل مع الهواء الكثير من الأجسام الدقيقة والجراثيم والمواد العالقة في الهواء، ولكن الله زود القصبات الهوائية بأهداب وشعيرات تقوم بحركة دائمة تعمل عمل المكانس وتطرد أي جسم غريب يدخل مع الهواء مع إفرازات مخاطية إلى الخارج، وهذه الأهداب تصاب بالشلل بعد كل سيجارة لمدة تزيد على 20 دقيقة وعليه تقف عن العمل، فإذا كان المدخن مستمراً في التدخين سيجارة بعد سيجارة فإن هذه الأهداب التي تنظف القصبة الهوائية لا تعمل ولا تنظف طول اليوم وعليه تدخل كل هذه الأجسام الغريبة والبكتيريا والجراثيم إلى الرئة وتترسب هناك على جدران الرئة أما أثناء نوم المدخن فيبطل مفعول السيجارة وترجع هذه الأهداب إلى العمل ليلاً وتطرد هذه الأجسام إلى أعلى القصبة الهوائية مع المخاط، ولذلك أول ما يقوم به المدخن هو عملية السعال ليطرد ما تجمع في حلقه من بلغم ومخاط، وبالتالي فإن التدخين يبطل عمل مهمة للجهاز المناعي ويوقف عمل تنظيف الأهداب والمكانس التي زودنا الله بها لتنظيف الجهاز التنفسي، كما أن المواد السامة الموجودة في دخان السيجارة تتجمع في الرئة مع الزمن ويمكن أن تسبب الإصابة بسرطان الرئة.

وتطرق الشيباني للحديث عن أضرار التدخين على القلب والأوعية الدموية، موضحاً أن الدم ينتقل إلى كل عضو وكل خلية في جسم الإنسان عبر أنابيب تسمى بالأوعية الدموية مثل الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية وذلك لتزويد الخلايا بالمواد الغذائية والأكسجين، ولكن التدخين يسبب تضييق لهذه الأوعية الدموية مما يعيق وصول الدم إلى أعضاء حساسة مثل القلب والدماغ والكلية وغيرها ويسبب توقفها عن عملها.

وذكر أن هناك نوعين من الكوليسترول في الدم، أحدهما يسمى الكوليسترول الصحي المفيد HDH، والآخر الكوليسترول الضار السيء HDL، والأول يقوم بتخفيض الدهون والآخر يقوم بتخزينها، وبالتالي التدخين يقوم بتخفيض الكوليسترول المفيد الصحي مما يسبب ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، ومع تضييق الأوعية الدموية بسبب التدخين يرتفع الضغط المزمن داخل الأوعية وهذا الضغط المرتفع داخل الأوعية الدموية يسبب اتساع الشرايين بشكل غير طبيعي مما يتسبب في تكون الجلطات.

وذكر أنه بفعل المواد الموجودة في دخان السجائر من نيكوتين وقطران وغيرها تصاب الشرايين بالتصلب وهذا يعني أن الشرايين تفقد مرونتها في التوسع والتضييق فتتصلب وتصبح غير مرنة للتغيرات الطارئة في ضغط الدم فيرتفع الضغط عند المدخن.

وحذر من أن التدخين يسبب الجلطات وضعفاً في الأوعية الدموية وهذا يزيد من مخاطر حدوث سكتة قلبية أو دماغية، أي أن الدم لا يصل إلى بعض المناطق في الدماغ أو القلب مما يؤدي إلى عدم تزويدها بالأكسجين والغذاء بشكل مناسب إلى هذه المناطق ما يؤدي إلى موت خلايا هذه المناطق وإصابة الإنسان بشلل في أجزاء من جسمه إذا كانت السكتة دماغية وإلى توقف عمل القلب بشكل منتظم إذا كانت السكتة قلبية.

ولفت إلى أن المدخنين الذين سبق وأن أجروا عملية تغيير مسار الدم في أوعية القلب ما يسمى بـ»المجازة» أو «Bypass» اذا استمروا في التدخين فهم أكثر عرضة لإصابتهم بأمراض الأوعية الدموية وعرضة أكثر لإصابتهم بسرطان الدم.

ونصح بتجنب التدخين السلبي موضحاً أن هذا النوع من التدخين له تأثيرات على جليس المدخن وله نفس المخاطر كالمدخن من أمراض الأوعية الدموية والقلب وغيرها من الأعراض.

وفيما يتعلق بأضرار التدخين على الجهاز الهضمي، أفاد د. الشيباني بأن التدخين له أضرار على الفم فهو يسبب التهاب اللثة، كما يؤدي إلى سرعة تسوس الأسنان وفقدانها، كما يسبب رائحة كريهة، وقد ثبت علمياً أن التدخين مسؤول عن الإصابة بسرطان الفم والحنجرة والبلعوم والمريء وكذلك ارتفاع معدل الإصابة بسرطان البنكرياس.

وبين أن الإنسولين هو هرمون تفرزه غدة البنكرياس لضبط نسبة السكر في الدم فهو يفرز ليحافظ على نسبة السكر في الدم عند معدل معين، ولكن التدخين له مفعول ضار على الإنسولين فهو يسبب عدم فعالية الإنسولين أي أنه يجعل الإنسولين لا يؤدي دوره فيسبب التدخين مقاومة للإنسولين «insulin resistance» بالتالي يؤدي إلى الإصابة بالنوع الثاني من السكر كما أن مرض السكري يزداد سوءاً مع المدخنين أكثر منه مع غير المدخنين، في حين أن النيكوتين يرفع نسبة السكري، كما يسبب التدخين فقدان الشهية وبالتالي عدم التغذية الصحيحة.

وفيما يتعلق بأضرار التدخين على الجلد والشعر والأظافر، أوضح الشيباني أن المواد الضارة الموجودة في التبغ لها أضرار على تركيب الجلد وتغير لونه، كما يسبب التدخين تجاعيد في الجلد مما يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة.