التخلص من الكالسيوم الزائد بإفرازه مع عصارات الكبد

خلايا دفاعية في الكبد تقضي على البكتيريا

كشف الأستاذ المشارك بكلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الخليج العربي، د.طارق أحمد الشيباني، عن مجموعة من الوظائف الأساسية التي يقوم بها الكبد في جسم الإنسان، موضحاً أن من أبرز تلك الوظائف أن الكبد يقوم بصناعة العوامل الأساسية في عملية تجلط الدم، بالإضافة إلى أنه يحتوي على خلايا دفاعية تقضي على البكتيريا.



وقال في تصريحات لـ«الوطن»: «نقول في كلامنا الدارج أو العامي عندما نصف أحداً نعزه أو نحبه عبارة «يا بعد كبدي» فهل الكبد تستحق هذه المنزلة وهذه الأهمية، نعم فالكبد عضو متعدد المواهب والوظائف في جسم الإنسان ولذلك فإن أي خلل لهذا العضو الهام قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ومتعددة، لذلك نحن نهدف إلى إلقاء بعض الضوء بطريقة سهلة ومفهومة على بعض الوظائف المتعددة لهذا العضو الحساس».

وذكر أن «الكبد عضو قابل للتمدد ولذلك فإن كميات كبيرة من الدم يمكن تخزينها في الأوعية أو الجيوب الدموية في الكبد، فالكبد في الحالة الطبيعية تستوعب كمية من الدم تقارب 450 ملليلتر أي 10% من كمية الدم الكلي في جسم الإنسان ولكن عندما يرتفع ضغط الدم عند الإنسان في حالة فشل عضلات القلب مثلاً فإن استيعابها للدم يزيد بمقدار 0.5 – 1.0 لتر ولذلك في هذه الحالة تلعب دور مخزن للدم فتقل من كمية الدم الموجودة في الشبكة الدموية ولذلك تخفض الضغط، أما في حالة هبوط ضغط الدم أو نقص كمية الدم فإنها تقوم بتزويد الأوعية الدموية من الدم المخزون فيها فتكون في بمثابة قطعة الإسفنج المشربة بالدم تشرب الدم في حالة زيادة ضغط الدم و تنعصر في حالة الحاجة إلى الدم في الشرايين والأوردة».

وأوضح أن «الوظيفة الأخرى للكبد هي أنها تحتوي على نوع خاص من الخلايا الدفاعية التي تقضي على البكتيريا، ولذلك فإن الخالق البارئ جعل الدم الذي يحمل ما تم امتصاصه من أغذية من الجهاز الهضمي يمر أولاً على الكبد لكي يتم ترشيح هذا الدم من أي بكتيريا قد تكون دخلت مع المواد الغذائية التي تم امتصاصها ومن بعد الكبد يمر الدم بعد «تنظيفه» إلى القلب».

وأشار إلى أن «الوظيفة الثالثة هي أن الكبـد تقـوم بتخزيـــن السكريات وتحويل بعض أنواع السكريات إلى سكر الجلوكوز وهو الذي يسبب مرض السكر في حالة ارتفاع تركيزه، فالكبد تساعد على الحفاظ على نسبة تركيز السكر في الدم فعملها عمل تاجر السكر، فعند ازدياد السكر في الدم تقوم بالتخزين وعند نقصه تقوم بتمويل السكر وتصديره إلى الدم».

وتابع أن «الكبد تقوم بتحويل بعض الأحماض الأمينية والدهنية إلى سكر الجلوكوز، وتقوم بعكس ذلك بتحويل السكريات إلى بروتينات ودهون حسب حاجة الإنسان فتعمل على ضبط نسب المواد الأساسية الغذائية في جسم الإنسان».

ولفت إلى أن «للكبد دور مهم في تخزين بعض أنواع الفيتامينات مثل فيتامين «إيه»، «A» ويكفي المخزون الكبدي من هذا الفيتامين مدة 3-4 أشهر وفيتامين «باء 12»، 12 B» لمدة سنة، وكذلك فيتامين «دال»، «D»، ولذلك فإذا لم يزود الانسان نفسه بأحد هذه الفيتامينات فان لديه احتياطياً يكفيه للمدة المذكورة».

وبين أن «الكبد تخزن كذلك عنصر الحديد فعندما تزداد حاجة الجسم إلى الحديد تزود الدم بما عندها من هذا الاحتياطي وإذا كان هناك زيادة في حديد الدم فإنها تقوم بالاحتفاظ بهذا الزائد من كميات الحديد وبقدر محدد طبعاً، كما أنها تتخلص كذلك من عنصر الكالسيوم الزائد عن حاجة الإنسان بإفرازه مع عصارات الكبد في كيس المرارة ومن ثم إلى خارج جسم الإنسان مع الفضلات». وقال إن «الكبد تقوم بصناعة العوامل الأساسية في عملية تجلط الدم وهي العوامل التي تمنع النزيف في حالة حصول شق في الجلد فتقوم الكبد بصناعة هذه العوامل من فيتامين «K»، ولذلك يعتبر هذا الفيتامين أساسياً في عملية إيقاف النزيف الدموي». ونوه الشيباني إلى أن «للكبد أيضاً دوراً فعالاً جداً في التخلص من بعض الأدوية التي يتناولها الإنسان مثل البنسلين والإمبسلين ومركبات السلفا وغيرها وذلك بتحويلها إلى مواد غير ضارة أو بإفرازها مع المادة الصفراء في القناة الهضمية والتخلص منها إلى خارج جسم الإنسان». وتابع: «كذلك الهرمونات التي تفرزها الغدد الهرمونية في الدم فهي لا تبقى في الدم لمدة طويلة ولكنها تعمل عملها ومن ثم يجب أن تزال من الدم تجنباً لاستمرارية تأثيرها إلى الأبد ولذلك فإن الكبد تحول هذه الهرمونات إلى مركبات كيميائية أخرى وتفرزها مع مادة الصفراء إلى القناة الهضمية ومنها إلى الخارج، ولذلك فإن كان هناك فشل كبدي فمعنى هذا أن التخلص من هذه الهرمونات عن طريق الكبد سينقص أو يتوقف وتظهر بعدها الآثار السلبية لازدياد هذه الهرمونات في الدم». وأوضح أن «الوظيفة الأخيرة هي أن خلايا الكبد تقوم بصناعة المادة الصفراء وتخزينها في المرارة ومن ثم إفرازها عند الحاجة في القناة الهضمية على الغذاء الآتي من المعدة فتساعد المادة الصفراء في عملية هضم المواد الدهنية، وعليه فإن أي انسداد في القنوات الكبدية التي تساعد على مرور المادة الصفراء فإنه يتسبب في نشوء حصوات في المرارة أو في نشوء مرض إصفرار الجلد أو ما يسمى باللهجة العامية «بوصفار»».

وخلص إلى أنه «بعد استعراض كل هذه الوظائف التي تقوم بها الكبد فكأنها تحافظ على حياتنا وبقائنا، كما أن فلذات أكبادنا يحافظون على بقاء أسمائنا بعد مماتنا».