بقلم د. طارق الشيباني

هذا المقال يلقي بعض الضوء على ما جمعته من الصحافة الغربية ومن بعض الأبحاث عن احتمالات مخاطر الهاتف النقال على الإنسان. ونظراً لقصر مدة استعمال الهواتف النقالة فلا يتسنى لنا أن نظهر بقرار حاسم وأخير لخواطر الهواتف النقالة. فمثلاً حتى الآن وللكم الهائل من البحوث التي أجريت حول مخاطر التدخين وعلاقته بالسرطان مازال مئات الملايين من الناس يدخنون ولا تعني لهم هذه الدراسات التي تتعلق بمضار التدخين أي شيء.

فالهدف من هذه المقالة هو إلقاء الضوء على ما تتناقله الصحف الأجنبية والبحوث حول مخاطر النقال.



أولاً: بعض الهواتف النقالة تبث أكثر من 42 ضعفاً من الحد الأعلى من الأشعة الكهرومغناطيسية والتي تنصح به الهيئة العالمية للإشعاع. وهي إشعاعات تصنف من ضمن الموجات القصيرة "مايكرويف".

ثانياً: قامت مجموعة من العلماء في أستراليا بإجراء بعض التجارب على الفئران باستعمال نفس الأشعة المنبعثة من الهواتف النقالة واتضح أنها تغير في مادة DNA في الخلايا وهي المادة الأساسية في السيطرة على كل العمليات الحيوية في الخلايا. ومن ثم تضاعف حدوث السرطان في هذه الفئران.

ولكن هل ما ينطبق على الفئران ممكن حدوثه في الإنسان؟ جائز، فمعظم النتائج العلمية وما حظي به التقدم العلمي والإنجازات العملية كانت مبنية على تجارب قد أجريت على الفئران والقطط وغيرهما من الحيوانات، فكانت هذه التجارب هي المصدر الأول للنتائج الباهرة.

ثالثاً: نظراً للتأثير الحراري لهذه الهواتف النقالة، فقد ذكر أحد الأخصائيين والمختصين في دراسة الأشعة المنبعثة من الأجسام في إحدى محاضراته أن رجلاً كان يعلق الهاتف النقال دائماً على حزام البنطلون ووجد أن شكل الهاتف النقال قد انطبع على جلده بما يشبه الحروق وذلك لتركيز الأشعة على هذه المنطقة في جسمه.

كما أن الجنود في الجيوش الأوروبية كانوا يستعملون الهواتف النقالة بين الكتائب والألوية الحربية وكان من عادتهم أن يضعوا الهواتف خلف ظهورهم مما نتج في تسبب مخاطر وأمراض في العمود الفقري وعظمة الحوض.

رابعاً: قام أحد العلماء بعمل تجربة وهي أنه إذا قرب الهاتف النقال من جهاز قياس الأشعة المنبعثة يكون هناك صوت مسموع وواضح وكلما قرب الهاتف النقال من رأسه يضعف الصوت الذي يقيسه الجهاز بحيث لا يسمع، وذلك ناتج من أن الرأس يمتص هذه الإشعاعات كلما قرب جهاز التلفون من الرأس.

وقد صدر في جريدة الصنداي تايمز مقالة عنوانها أن الهواتف النقالة "تطبخ" دماغ الإنسان وذكر كاتب المقالة عن الخطورة الحرارية للهاتف على الدماغ وتأثيره على الخلايا الدماغية.

خامساً: إن هناك احتمالات قوية تربط استعمال الهاتف النقال بمرض الزهايمر والربو والسرطان استناداً على بحوث أجريت في أمريكا وأستراليا والسويد.

سادساً: إن هناك علاقة بين أمراض الصداع والعيون والأذن لمن يلبسون نظارات ذات براويز حديدية وذلك لأن قضيب الحديد في برواز النظارة يركز أشعة الهاتف النقال ويساعد على إحداث مخاطر مضاعفة.

سابعاً: الشكاوى التي تلقتها مصانع الهواتف النقالة من الزبائن المستخدمين للهواتف النقالة هي الصداع والصداع النصفي – آلام في الأذن والعيون – إحساس بآلام الحروق في الجلد – تنمل المنطقة التي يوضع عليها التلفون النقال مما تولد الحكة. الشعور بالغثيان واضطراب التفكير – اضطراب في التبول وآلام في الكلية – آلام في الأسنان التي عادة ما تكون محشوة بمعدن.

بعد هذا الملخص لما تتناوله الصحافة الأجنبية أحببت أن أشعر القارئ البحريني بهذه الاحتمالات لا قصداً في نخويفه ولكن لتنبيهه لما يعرف غيره في دول الغرب ويجوز أن يكون جاهلاً بها – فهي للتذكير وليس للتهويل.

هناك بعض الأجهزة تباع في الصيدليات وبعض المحلات تغلف الهاتف النقال وتقلل من الإشعاع بنسبة 90% إلى 99% والعهدة على صاحب السلعة وقد تمت تجربتها فعلاً.

وأخيراً فنحن الآن وما زلنا تحت تجربة مخاطر الهواتف النقالة، وربما يظهر لنا المستقبل مخاطر الهواتف النقالة بشكل أكيد.

* الأستاذ المشارك بكلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الخليج العربي