وليد صبري




* التشخيص بالميكروسكوب وتخطيط السمع والأشعة المقطعية


* الأطفال ومرضى الجيوب الأنفية أكثر تعرضاً لالتهابات الأذن الوسطى

* شلل العصب السابع والالتهاب السحائي من مضاعفات المرض

* تجمع سائل خلف طبلة الأذن يؤدي لنقص السمع

* الوقاية بتجنب دخول الماء للأذن ومعالجة أسباب الالتهابات

كشفت استشارية أمراض الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق، د. لبنى جناحي، أن نسبة نجاح التدخل الجراحي لعلاج التهاب الأذن المزمن غير الصديدي «تسوس الأذن»، نحو 85 %، مضيفة أن ذلك يعتمد على حجم الثقب وحجم التسوس في الأذن ومدى تأثر عظميات الأذن الوسطى. وأضافت في لقاء مع «الوطن» أن الأطفال أكثر عرضة لالتهابات الأذن الوسطى، والمرضى الذين يعانون من مشاكل في الأنف أو الجيوب الأنفية أو شق اللهاه، والمرضى الذين يزاولون مهنة الغطس، والمرضى الذين يعانون من نقص المناعة، منوهة إلى أن الالتهاب السحائي من أبرز مضاعفات إهمال علاج التهابات الأذن الوسطى». وإلى نص اللقاء:

مما تتكون الأذن؟

- تتكون الأذن من الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية وكل جزء له دور متكامل مع اللآخر في وظيفة الأذن وهي السمع والتوازن.

والأذن الوسطى عبارة عن حيز هوائي بين طبلة الأذن وبين الأذن الداخلية، معقدة التركيب حجمها حوالي 1×1 سم مكعب تحتوي على عظميات الأذن الثلاث المطرقة والسندان والركاب، كما يمر خلالها العصب السابع خارجاً من المخ ماراً بالأذن الوسطى خارجاً من خلف الأذن ليدخل خلال الغدة اللعابية النكافية كي يغذي عضلات الوجه.

ويفصل الأذن عظمة رقيقة عن المخ كما أنها تتصل بالتجويف الأنفي والتجويف الأنفي البلعومي «المنطقة التي تقع خلف تجويف الأنف» بواسطة قناة استاكيوس ومن خلالها تحصل الأذن الوسطى على الهواء الذي لابد من وجوده طوال الوقت ليتسنى للإنسان السمع جيداً، بالإضافة إلى أن الأذن قريبة من شرايين وأوردة رقيقة ورأس. لذلك أي مرض أو التهاب في الأذن الوسطى قد يؤدي إلى مضاعفات تصل إلى هذه المناطق، كما أن أي مرض في هذه المناطق قد يمتد للأذن.

ما أبرز أسباب الإصابة بالمرض؟

- أبرز الأسباب تشمل:

إما أن يكون نتيجة فيروس الإنفلونزا، أو حساسية الأنف، أو التهاب بكتيري، أو التهاب الجيوب الأنفية، التي قد تسبب التهاب الأذن الوسطى من خلال قناة استاكيوس.

التهاب اللوزتين «تضخم لحميات الأنف».

وجود لحمية أو ورم في البلعوم الأنفي.

نتيجة إجراء عمليات في الأنف أو إستئصال اللوزتين.

بالنسبة للمرضى الذين تم وضع أنبوب للتهوية في الأذن قد يصابون بالالتهاب خصوصاًعند دخول الماء من خلال الأنبوبة.

عند بعض الأطفال المصابين بشق الشفتين أو اللهاه.

التهاب الأذن عادة بسبب عدة أنواع من بكتيريا تصل إلى الأذن إما عن طريق الدم أو من الأعضاء القريبة لها.

قد تصيب الأطفال والكبار ولكن الأطفال أكثر عرضة.

ما أعراض التهابات الأذن؟

- تتضمن الأعراض، ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وألم شديد في الأذن، وإنسداد في الأذن، وذلك لتجمع الصديد في الأذن، وإذا لم يتلقَ المريض العلاج يؤدي ذلك إلى حدوث فتحة في طبلة الأذن حيث يخرج من خلالها الصديد ويلاحظ المريض وجود صديد في قناة الأذن الخارجية، ومن بعد ذلك تخف شدة ألم الأذن. ويقل مستوى السمع لحدوث فتحة «ثقب» في الطبلة، وعادةً تلتئم هذه الفتحة بسرعة عند الأطفال ولكن إذا تكررت تبقى هذه الفتحة وتحتاج إلى عملية ترقيع الطبلة لاحقاً، وإذا أهمل علاج الفتحة قد تكبر في الحجم ويقل السمع أكثر من ذلك.

ما طرق تشخيص المرض؟

- هناك عدة أنواع من التهابات الأذن الوسطى، وهي، الالتهاب الحاد، والالتهاب المزمن، والذي ينقسم إلى نوعين، التهاب مزمن صديدي والتهاب مزمن غير صديدي والذي يسمى بتسوس الأذن.

والتهاب الأذن الحاد يشخص عن طريق الكشف الطبي بالنظر إلى لون طبلة الأذن وبروزها. وفي حال التهاب الأذن المزمن الصديدي، يشخص بالنظر إلى شكل الطبلة حيث توجد فتحه في طبلة الأذن وتكون بأحجام ومواقع مختلفة من الطبلة، ووجود تكلس في الطبلة، ووجود صديد ويجب إجراء تخطيط لمستوى السمع الذي يحدد مدى تأثر السمع.

أما التهاب الأذن المزمن غير الصديدي «تسوس الأذن»، فيعتبر نوعاً من التهابات الأذن غير معروف سبب الإصابه به، وهناك عدة نظريات في كيفية حدوثه، حيث تتكون مادة الكيراتين الموجودة في جلد قناة الأذن الخارجية داخل تجويف الأذن الوسطى من خلال الطبلة وتؤدي إلى تلف في الطبلة وحدوث فتحة فيها مع وجود لحميات وكيراتين وتآكل في عظيمات الأذن. وتشخص عن طريق الفحص بالمايكروسكوب وعمل تخطيط للسمع وعادة ما يضعف السمع «نقص السمع التوصيلي» بالإضافة إلى عمل أشعة مقطعية لتحديد حجم التسوس وتقييم الحالة استعداداً لعلاجها والذي لا يكون إلا بالعملية.

ما الفئات الأكثر تعرضاً للإصابة بالمرض؟

- الأطفال أكثر عرضة لالتهابات الأذن الوسطى وكذلك المرضى الذين يعانون من مشاكل في الأنف أو الجيوب الأنفية أو شق اللهاة، والمرضى الذين يزاولون مهنة الغطس وكذلك المرضى الذين يعانون من نقص المناعة لآي سبب من الأسباب.

ما أبرز مضاعفات المرض؟

- أبرز مضاعفات التهاب الأذن الوسطى الحاد هو تكون ثقب في الطبلة، أو تجمع سائل خلف الطبلة الذي يؤدي إلى نقص السمع، أو التهاب في عظمة الصدغ «العظم الذي يقع خلف الأذن». أما بالنسبة للالتهاب المزمن بنوعيه فقد يؤدي إلى مضاعفات تصل إلى المخ أو مضاعفات خارج المخ. ومضاعفات داخل المخ مثل خراج في المخ أو بين طبقات الأغشية المحيطة بالمخ، والالتهاب السحائي. ومضاعفات خارج المخ تشمل شللاً في العصب السابع الذي يغذي الوجه، والتهاب في جهات اتزان الأذن أو خراج قد ينزل إلى الرقبة.

ماذا عن طرق العلاج؟

- بالنسبة للالتهاب الحاد يكون باستخدام المضاد المناسب مع مسكنات الألم، أما الالتهاب المزمن الصديدي فيجب علاج الالتهاب بالمضاد وقطرات الأذن التي تحتوي على مضاد حتى يختفي الصديد ومن ثم

الانتظار حيث إن بعض الحالات إذا تم معالجة الالتهاب ممكن للفتحة أن تلتئم خلال 3 شهور من حدوثها أما إذا لم تلتئم فلابد من إجراء عملية ترقيع الطبلة.

وفيما يتعلق بالتهاب الأذن المزمن غير الصديدي «تسوس الأذن»، فإن العلاج الوحيد هو العملية والتي لابد منها وذلك تفادياً لحدوث المضاعفات التي قد تؤثر على المخ. وتبلغ نسبة نجاح العملية حوالي 85% ويعتمد ذلك على حجم الثقب وحجم التسوس في الأذن ومدى تأثر عظميات الأذن الوسطى.

ما أبرز طرق الوقاية؟

- للوقاية من التهاب الأذن الوسطى، لابد من المسارعة للعلاج عند حدوث أي ألم في الأذن، كما يجب علاج الرشح من البداية لأنه سبب قوي لحدوث التهاب الأذن الوسطى، ومن ملاحظاتي أن بعض الآباء يعالجون الرشح عند إصابة أطفالهم بالمسكن فقط اعتقاداً منهم بأن مناعة الجسم كفيلة بالتغلب على الرشح أو الزكام ولكن من الناحية الأخرى قد يسبب مشاكل في الأذن كان من الممكن تجنبها. كما يجب تجنب دخول الماء إلى الأذن في حال وجود الالتهابات، ومعالجة الأمراض المسببة لالتهاب الأذن التي سبق ذكرها.