وليد صبري




* القلق والاكتئاب والإدمان أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في البحرين


* القلق والاكتئاب والوسواس القهري أكثر الأمراض النفسية انتشاراً خلال "كورونا"

* اضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة والتحدي والمعارضة والقلق الأكثر شيوعاً لدى الأطفال

* 6 أشهر أقل مدة زمنية لعلاج الاضطرابات المزاجية

* التأخر في طلب العلاج النفسي يؤدي لتفاقم الاضطرابات وصعوبة العلاج

* الكثير من المراجعين يقطعون جلسات العلاج النفسي قبل إكمال الفترة العلاجية

كشفت الأخصائية النفسية خديجة العويناتي عن أن "أمراض القلق والاكتئاب والإدمان تعد من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في منطقة الخليج العربي وبينها مملكة البحرين"، موضحة أن "الإناث وطلاب الجامعة والمعلمون الأكثر طلباً للعلاج النفسي بفعل الضغوط التي يتعرضون لها"، محذرة من تأخير علاج الاضطرابات النفسية لأنه يضر بصحة الفرد والمتجمع".

وأضافت في مقابلة مع "الوطن" بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار "الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعاً"، أن "جائحة كورونا (كوفيد19) تسببت في انتشار أمراض القلق والاكتئاب والوسواس القهري"، منوهة إلى أن "اضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة والتحدي والمعارضة والقلق أكثر الأمراض النفسية شيوعاً لدى الأطفال".

وكشفت خديجة العويناتي عن أن "الفترات الزمنية لعلاج الأمراض النفسية تختلف، فيما تبلغ أقل مدة زمنية لعلاج الاضطرابات المزاجية، نحو 6 أشهر، وفي الوقت ذاته، يستمر علاج الاضطرابات النفسية المزمنة سنين طويلة".

وأشارت إلى أنه "على الرغم من أن وصمة العار التي تلاحق طالبي العلاج النفسي قلت عن السابق، إلا أن نظرة المجتمع القاصرة عن فهم أهمية العلاج النفسي أبرز التحديات التي تواجه هذا النوع من العلاج".

وتحدثت عن "أهمية كبرى للاختبارات والمقاييس النفسية في تشخيص العلاج، لاسيما وأن أعراض الاضطرابات النفسية متشابهة ومتداخلة"، محذرة من أن "التأخر في طلب العلاج النفسي يؤدي لتفاقم الاضطرابات وصعوبة العلاج، لأن العلاج النفسي يتطلب الصبر والاستمرار في العلاج مع المختص، لاسيما وأن الكثير من المراجعين يقطعون جلسات العلاج النفسي قبل إكمال الفترة العلاجية". وإلى نص المقابلة:

أيّ الأمراض النفسية أكثر انتشاراً في البحرين؟

- إن اضطرابات القلق والاكتئاب والإدمان والاضطرابات الذهانية، تعد من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في دول الخليج العربي ومن بينها مملكة البحرين.

- ما أكثر الأمراض النفسية ضرراً على صحة المريض والمجتمع؟

- كافة الاضطرابات النفسية إذا لم يتم معالجتها علاجاً مبكراً وصحيحاً يمكن أن تسبب الضرر على صحة الفرد والمجتمع، وذلك لأن الاضطراب النفسي يؤثر على كافة جوانب حياة الفرد الشخصية والأسرية والأكاديمية أو المهنية، فتضعف إنتاجيته وطاقته وصحته الجسدية حتى الأمر الذي يؤثر بطبيعة الحال بشكل سلبي عليه كفرد وعلى المجتمع الذي يعيش فيه.

ما أكثر الفئات تعرضاً للإصابة بالأمراض النفسية؟

- كافة الفئات العمرية والنوعية معرضة للإصابة بالاضطراب النفسي سواءً كانوا أطفالاً أم مراهقين أم بالغين، وسواءً كانوا رجالاً أو نساء، ولكن بالالتفات إلى الأكثر طلباً للعلاج النفسي فيمكن القول إنهم فئة الإناث حيث إن لجوءهن للعيادة النفسية أكبر، كما يلاحظ أن طلاب الجامعة في التخصصات الطبية بالإضافة إلى العاملين في القطاع التعليمي كالمدرسين من الفئات الأكثر طلباً للعلاج النفسي أيضاً نظراً للضغوطات الدراسية والمهنية المعرضين لها.

- ما أبرز الأمراض والاضطرابات النفسية الشائعة لدى الأطفال؟

الاضطرابات النفسية الشائعة لدى الأطفال هي الاضطرابات النمائية والاضطرابات السلوكية، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة واضطراب التحدي والمعارضة بالإضافة إلى اضطرابات القلق.

ما هي أبرز الأمراض النفسية التي تسببت فيها جائحة كورونا (كوفيد19)؟

- من أكثر الاضطرابات النفسية التي شاع ظهورها مع انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) هي اضطرابات التكيف المصحوبة بالقلق والاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، والاضطرابات السلوكية لدى الأطفال والمراهقين، وذلك نظراً لتغير أنماط الحياة الاعتيادية وغياب البرامج التعليمية والترفيهية التي تحسن من الحالة المزاجية والنفسية لدى هذه الفئة العمرية تحديداً.

بوجه عام.. كم تستغرق أطول فترة لعلاج المرض النفسي؟ وما هو على وجه التحديد؟

- لا يمكن تحديد مدة العلاج النفسي المستغرقة للاضطرابات النفسية وذلك لاختلاف أنواعها وشدتها بحسب كل اضطراب وبحسب كل مريض، ولكن يمكن القول إنه بوجه عام قد يستغرق العلاج النفسي ستة شهور كأقل مدة زمنية للاضطرابات المزاجية وقد يستمر لسنين طويلة في الاضطرابات النفسية المزمنة.

هل لا تزال فكرة التردد على الطبيب النفسي وصمة عار تضطر بعض المرضى لإخفاء هذا الأمر؟

- مع زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الصحة النفسية نجد أن وصمة العار التي تلاحق طالبي العلاج النفسي قد أصبحت أقلّ من السابق، إلا أنها مازالت موجودة وذلك نظراً للخلط بين الاضطرابات العقلية والاضطرابات النفسية المزاجية، ومن هنا يأتي دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في أهمية توضيح المفاهيم الصحيحة المتعلقة بالطب النفسي والعلاج النفسي بالإضافة إلى وقف استخدام بعض المصطلحات التي تجعل من طلب العلاج النفسي أمراً مثاراً للسخرية أو سبباً للتقليل من شأن الآخرين.

كم تبلغ نسبة مساهمة الاختبارات النفسية في علاج الأمراض النفسية؟

- للاختبارات والمقاييس النفسية أهمية كبرى في المساعدة على التشخيص وتحديد شدة الأعراض الظاهرة على المريض، فأعراض الاضطرابات النفسية غالباً متشابهة ومتداخلة في بعضها البعض وتساهم الاختبارات النفسية في التشخيص الفارق الذي من خلاله يتم التعرف على أكثر الأعراض ظهوراً لدى المريض وبالتالي التشخيص على أساسها بالإضافة إلى تحديد درجة ظهور هذه الأعراض وشدتها، وكل ذلك يساعد المختص سواء الطبيب أو المعالج في وضع الخطة العلاجية النفسية المناسبة بناء على نتيجة المقاييس.

ما أبرز التحديات التي تواجه العلاج النفسي؟

- كما ذكرنا في أحد الأسئلة أن أكثر ما يشكّل تحدياً أمام برامج العلاج النفسي هو نظرة المجتمع التي رغم تحسنها مازالت قاصرة عن فهم أهمية العلاج النفسي والتأثير السلبي على صحة الفرد الجسدية في حال إهمال العلاج النفسي المبكر، خاصة أن التأخر في طلب العلاج النفسي يؤدي إلى تفاقم أعراض الاضطراب النفسي وبالتالي طول مدة العلاج وصعوبتها، إضافة إلى ذلك فإن العلاج النفسي يتطلب الصبر والاستمرار في العلاج مع المختص ولكن كثيراً من المراجعين يقطعون جلسات العلاج النفسي قبل إكمال الفترة العلاجية مما يؤثر بشكل سلبي على تحسن الحالة وشفائها ويطيل مرة أخرى من مدة العلاج.