أيمن شكل




والدي علمنا ريادة الأعمال وحب العمل الخيري

أبي رفض دراستي الديكور وقال: «لو وضعتِ شجرة وكرسي بيصير ديكور»

هديتان في يوم واحد لزوجي وأيامنا كلها أشهر عسل

«تمكين» لها دور وبصمة في أركان نجاح المؤسسات الوطنية

دعم تمكين أحد أسرار نجاحي ولهم الفضل الكبير في تجاوز الجائحة


بنت المحرق وسليلة عائلة طبية، حاولت ألا تدرس الطب ووضعت خطة الفشل في الثانوية لتضع العائلة أمام الأمر الواقع، إلا أنها «تفوقت رغم أنفها»، وكانت أصغر طبيبة أسنان وصاحبة أول عيادة خارج نطاق العاصمة منتصف تسعينات القرن الماضي.

الدكتورة لمياء محمود طبيبة ورائدة أعمال ورثت من والدها الريادة وحب العمل الخيري، ولا تنسى جملته المشهورة حين حاولت إقناعه بدراسة الديكور «لمياء.. لو وضعتي شجرة وبجانبها كرسي بيصير ديكور.. لكن الطب ليس من السهل أن تتعلميه»، واليوم هي صاحبة أكبر مركز أسنان بفروعه الثلاثة، وعضو جمعيات خيرية ونائبة رئيسة اللجنة الصحية في الغرفة.

وفي زواجها قصة سينمائية بدأت في البحرين وتمت في أمريكا، حين حصل زوجها على هديتين في يوم واحد، رؤية والدته والتقاء شريكة حياته لتتحول حياتهما إلى أشهر عسل متواصلة.

تلقت دعماً من «تمكين» كان له الأثر الواضح في مسيرة نجاحها، وتؤكد في حوار مسيرة حياتها مع «الوطن» على أن «تمكين» له دور وبصمة في كل ركن من أركان نجاح المؤسسات الوطنية اليوم.

كيف كانت طفولتك ودراستك للطب؟

- كنت آخر العنقود والمدللة من بين الأشقاء الكبار الذين امتهنوا الطب ومنهم الراحلة الدكتورة هيفاء محمود والدكتور وفيق محمود، ولذلك توقعت العائلة لي أن أواصل مسيرة الطب العائلية مثلهم، لكن عندما وصلت إلى المرحلة الثانوية لم أكن أرغب في تكرار نسخة إخوتي في هذه المهنة، خاصة وأن لي ميولاً فنية وكنت أحلم بأن أكون مهندسة ديكور.

ووضعت خطة الهدف منها الحصول على درجات أقل من المعدل المطلوب لدراسة الطب، كي أضع العائلة أمام الأمر الواقع ولا يكون أمامهم مفر من دراسة التصميم الداخلي والفن، فكنت أتظاهر بالدراسة بينما أنا أطالع مجلة أخفيها في وسط الكتب وحتى لا تكتشف أمي أنني ألهو بعيداً عن الدراسة، وفي النهاية تفاجأت أنني حصلت على درجات عالية بعد ظهور نتيجة الثانوية بل ومن المتفوقات، رغم أني لم أكن أحرص على المذاكرة، و«تفوقت رغماً عني» وحصلت على بعثة من وزارة التربية لدراسة طب الأسنان.

ورغم أن والدي لم يرفض لي أي طلب، وقد حاولت إقناعه بتغيير المسار من الطب إلى دراسة الديكور، إلا أنه قال كلمة لم أنسَها إلى اليوم «لمياء.. لو وضعتِ شجرة وبجانبها كرسي بيصير ديكور.. لكن الطب ليس من السهل أن تتعلميه» ولذلك وضعت هذه الكلمة نصب عيني، واكتشفت فيما بعد أن الأسنان فيها أيضاً جانب فني وبدأت حب التخصص، ولا أعرف لو كنت أصريت على رأيي في ذاك الوقت ماذا كان مصيري اليوم؟

والدي كان مصرفياً ورائد أعمال ولقد استطاع أن ينمي فينا ريادة الأعمال، حتى أنني أصبحت رائدة أعمال في المجال الطبي وكذلك قمت بتأسيس شركة للمواد الطبية ومركز ومعمل أسنان، ولدي شركة لإدارة الأصول والعقارات فضلاً عن شراكات أخرى بشركات طبية وأيضاً في مجال الديكور في الولايات المتحدة، وهي شركات ستدرج قريباً في البورصة الأمريكية، هذا بالإضافة إلى شراكات مع العائلة في مشروعات ريادية أخرى.

هذه المشروعات المتنوعة هي التي أنقذتني في فترة جائحة كورونا، حيث وزعت رأس المال الذي أملكه على مشروعات مختلفة، وهو ما أوجد توازناً في الاستقرار العام لحزمة المشروعات التي أملكها.

هذا النجاح في ريادة الأعمال أنسبه لوالدي الذي علمنا كيف نكون رواداً، كما لا أنسى له كيف علمنا أهمية المشاركة المجتمعية والعودة لرد الجميل إلى الذين دعمونا ومنهم مؤسسات المجتمع والناس، ولذلك كان العمل الخيري على رأس قائمة أنشطتي ولدي عضوية في مجالس إدارات جمعيات خيرية كثيرة، ونائبة رئيسة اللجنة الصحية في الغرفة، والحمد لله علمت نفسي أن أقسم وقتي ما بين العمل والعائلة والأعمال الخيرية والعمل التطوعي لخدمة بلدي.

كم هو عدد أفراد عائلة الدكتورة لمياء؟

- أنا متزوجة ولدي 5 أولاد، وابنتي الكبيرة بيان درست في أمريكا وحصلت على ماجستير في إدارة المستشفيات، واليوم هي التي تدير المراكز الخمسة، وفي كل يوم تفاجئني بقدراتها والنتائج التي تحققها، ولذلك أرى في هذا الجيل الصاعد قدرات عالية يجب احتضانها.

فلقد كانت بيان صاحبة قرار افتتاح الفرع الثالث للمركز خلال فترة جائحة كورونا، وعلى الرغم من تخوفي إلا أنها شجعتني وفق رؤيتها المستنيرة، وتم افتتاح المركز في الجنبية واليوم يحقق نجاحاً كبيراً على الرغم من توقيت افتتاحه.

وكيف كان سيناريو الزواج؟

- أعتبر زواجي له علاقة أيضاً بالأعمال التي أديرها، فهو أيضاً رجل أعمال ويعيش في أمريكا، وتربطنا صلة قرابة، ولم يكن قد التقى بوالدته لأكثر من 25 سنة، فقامت العائلة بزيارة لأمريكا لكي تفاجئه بهدية وهي رؤية والدته، وهناك التقينا لأول مرة، وبدلاً من أن يحظى بهدية واحدة كانت الهدية مضاعفة.

والمميز في زواجنا أننا لا نلتقي إلا كل شهر أو شهرين وتحدث اللقاءات في دول مختلفة، نظراً لطبيعة عمل كل منا، ولذلك أصبحت كل أيامنا شهر عسل.

ولقد شارك زوجي في إدارة العيادات في البحرين حيث لديه فريق كامل يديرها من أمريكا، ولولا دعمه لي ما كنت أوازن بين العيادة والأطفال.

حدثينا عن بدايات مشروعك الطبي؟

-أنا بنت المحرق ولذلك بدأت فيها أول عيادة لي ضمت كرسياً واحداً في العيادة وذلك عام 1996 ووقتها كنت أصغر طبيبة أسنان تفتح عيادة خاصة خارج نطاق العاصمة حيث كان المتعارف عليه أن العاصمة هي مقر العيادات والمستشفيات، وكان أهل المحرق يضطرون للذهاب إلى المنامة للعلاج، فحاولت التفكير خارج الصندوق بتوفير الخدمة في منطقتي ولكون عائلتي معروفة في المحرق، وبالفعل ونجحت العيادة بسبب اختيار الموقع ووصل عدد الكراسي فيها إلى ستة.

وفي تلك الفترة حصلت على جائزة امتياز الشرف من المجلس الأعلى للمرأة برعاية سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد رئيس المجلس، وذلك في عام 2013، وفي نفس السنة تم افتتاح فرع الرفاع الحالي بهدف تقديم الخدمة للمواطنين في أقرب نقطة لهم، واليوم لدينا 3 فروع في المحرق والرفاع والجنبية.

ما الذي يميز عيادة الدكتورة لمياء؟

- أنا متخصصة في العلاج بالليزر وهو تخصص نادر في العالم حصلت على الدرجة العلمية فيه من ألمانيا، وعدت إلى البحرين لتأسيس أول مركز في الخليج لعلاج الأسنان بالليزر، واستطاع المركز أن يحقق شهرة في الوطن العربي، حيث يضم 25 طبيباً من أكفأ الخبرات الطبية المتخصصة في هذا المجال، ويعتبر المركز متخصصاً في مجالات متنوعة من طب الأسنان، سواء في التركيبات أو علاج العصب وكذلك اللثة والتقويم، وهو ما يميز المركز حيث لديه متخصصون في كل مجال على حده، وقد كانت الجودة ونوعية العلاج هي من أولوياتي عند فتح المركز.

وحصلنا على تصنيف عالمي لا يعطى إلا للطبيب الذي أجرى علاجات كثيرة وناجحة، ولديه الطاقم الطبي المؤهل لإجراء هذه الجراحات، كما أن لدينا أكثر جهاز متطور للأشعة الرقمية ويستخدم في علاجات زراعة الأسنان لدقته في التشخيص، كما أن لدينا 10 أجهزة ليزر، وبما يمثل أكبر عدد من هذه النوعية من الأجهزة الموجودة في مركز طبي خاص على مستوى العالم، ولا يتوفر عادة هذا العدد من أجهزة الليزر إلا في المراكز البحثية والجامعات، نظراً لكلفته العالية التي تتجاوز 100 ألف دولار، لكن وبدعم من «تمكين» استطعنا أن نشتري هذه المجموعة الكبيرة من الأجهزة، كما أن لدينا جهازاً آخر يعد الأكثر تطوراً في حفر الأسنان وعلاج اللثة وضرس العقل والفك والعصب، بينما توجد مجموعة أخرى من الأجهزة المتخصصة في كل نوع من أنواع العلاج على حده، ولقد أخذنا على عاتقنا في المركز توفير علاج متكامل للمرضى.

ما هي أهم محطات حياتك المهنية التي لا تنسيها؟

- في عام 2016 حصلت على جائزة برعاية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وتلك الجائزة لها شهرة عالمية نظراً لدقة وصعوبة التحكيم الذي يجري فيها، وقد كانت سبباً في شهرتي ووصول اسمي دولياً ومن بعدها توالت الجوائز الدولية، حيث حصلت في عام 2019 على جائزة رائدة الأعمال للنساء العالمية.

كيف استطاع مركز الدكتورة لمياء تجاوز أزمة كورونا؟

- خلال فترة كورونا فتحنا الفرع الثالث رغم صعوبة اتخاذ قرار بافتتاح مشروع خلال فترة الجائحة، وعلى اعتبار أن قطاع الأسنان كان الأكثر تضرراً من الجائحة لخوف الناس من علاج أسنانهم، إلا أننا نجحنا بثقة الناس فينا وبنوعية العلاج الذي وفرناه، حيث حصل المركز على الاستاندرد الأمريكي في التعقيم، وهنا تظهر قدرة رائد الأعمال على إدارة المخاطر والتعامل مع الظروف المتغيرة، وتساءلت يومها.. هل نغلق العيادة وننتظر أم نفكر؟ ولذلك قمت بعمل فيديو تعريفي بإجراءات التعقيم التي نقوم بها في المركز، خاصة وأن الناس لا تعرف الإجراءات المتخذة في التعقيم، فضلاً عن استيراد جهاز يعتبر أحدث جهاز في التعامل مع رذاذ المريض أثناء إجراء الجراحات العلاجية للأسنان، فيقوم بسحب كل الرذاذ أو الهواء الذي يتنفسه المريض أثناء العلاج، وقد تم اختراع هذا الجهاز خلال فترة الجائحة، فقمنا باستيراد 10 أجهزة ليتم توفيره في كل غرفة رغم عدم إلزاميته من قبل وزارة الصحة، ولكن صحة مريضنا كانت الأولوية لنا.

ما هي علاقتك بتمكين؟

- «تمكين» قدمت دعماً كبيراً جداً لعشرات المؤسسات البحرينية وكان لي الشرف أن أحظى بجانب من هذا الدعم، وأرى أن هذا الدعم يأتي ضمن رؤية لتطوير الشركات الوطنية خاصة في فترة أزمة كورونا، ولو بحثنا عن تمكين فسنراها موجودة في كل نجاح حققته بفروع مركز لمياء، وأيضاً في كل مشروع ناجح في البحرين.

ورغم ما وصلت إليه إلا أنني لم أكن لأحصل على أجهزة متطورة إلا عبر دعم تمكين، كما أن تمكين دعمت بداياتي حين حصلت على الدعم المحاسبي والاستشاري، وأعتقد أن البرامج الموجودة تستطيع تحضير أي رائد أعمال وحمايته من أية متغيرات تحدث في السوق.

ومن أوجه الدعم التي حصلت عليها من تمكين هو دعم رواتب الموظفين وتدريبهم، حيث تتجاوز نسبة البحرنة في المركز 50% حتى أصبح خياري الأول اليوم هو توظيف البحريني.

ولذلك أرى أن تمكين له دور وبصمة في كل ركن من أركان نجاح المؤسسات الوطنية اليوم؟

جوائز حصدتها الدكتورة لمياء خلال مسيرتها

- 1999 جائزة رائدة الأعمال الشابة من شركة أرنست أند يانغ

- 2013 جائزة امتياز الشرف لرائدة الأعمال الشابة من المجلس الأعلى للمرأة

- 2016 جائزة تميز الشركات الصغيرة والمتوسطة من المجلس الاقتصادي

- 2019 جائزة رائدة الأعمال العالمية iwec