اتجه نادي ريال مدريد الإسباني خلال الفترة الأخيرة إلى الحديث عن التحكيم، لتبرير الهزائم التي يتعرض لها، على عكس عادته التي التزم بها خلال السنوات السابقة.

وكان ريال مدريد دوماً من الأندية التي لا تهاجم الحكام، ولا تتخذ مواقف ضد قراراتهم، حتى لو كانت ضد الفريق، مثلما حدث مراراً من قبل.



وتقول صحيفة "ماركا" الإسبانية إنه بعد الخسارة من برشلونة في الكلاسيكو (الأحد) باتت هناك قناعة تامة داخل ريال مدريد، سواء لدى اللاعبين أو الجهاز الفني ومجلس إدارة، بأن لقب الدوري الإسباني قد فقد نهائياً.

وابتعد ريال مدريد عن صدارة برشلونة بفارق 12 نقطة بعد السقوط 1-2 في الكلاسيكو، في ثالث خسارة للأبيض على التوالي ضد منافسه الكتالوني هذا الموسم خلال 4 مواجهات.

وخلال تلك الهزائم الثلاث لم يسجل الميرينجي إلا مرتين، واحدة لحفظ ماء وجه بعد التأخر 0-3 في السوبر الإسباني بالسعودية منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، وهدف عكسي في مباراة الأحد.

وقد شهدت مواجهة الأحد فرصة أخرى لريال مدريد للحديث عن التحكيم، لجأ إليها الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الفريق عقب المباراة، وهي إلغاء هدف لماركو أسينسيو "ق 83" بداعي التسلل، حيث تحدث المدير الفني عن تغطية التسلل من قبل جوليس كوندي مدافع العملاق الكتالوني.

ولجأ أنشيلوتي للمقارنة في تصريحاته بعد المباراة بين نظام تقنية الفيديو المساعدة للحكم "فار" المطبقة في الليجا، ونظام التسلل نصف الآلي الذي طبق في كأس العالم، مع منح الأفضلية لنظام المونديال.

إدارة ريال مدريد لم يعد لديها أي إيمان أو ثقة في نظام الدوري الإسباني، وهو الأمر الذي زادته فضيحة خوسيه نيجريرا نائب رئيس لجنة الحكام السابق في الليجا، وحصوله على مبالغ مالية وصلت إلى 7 ملايين يورو من قبل برشلونة، بحسب القضية المنظورة أمام القضاء في الوقت الحالي.

وقد تسببت هذه القضية في دخول ريال مدريد في عداوة مع برشلونة بعدما تحالفا خلال الفترة الأخيرة ضد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بسبب مشروعهما دوري السوبر الذي يتشاركان فيه مع يوفنتوس الإيطالي.

وقرر بيريز لأول مرة عدم حضور مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة في ملعب كامب نو في سابقة لم تحدث على مدار فترتي رئاسته للميرينجي لمدة 20 سنة.

والأكثر من ذلك أن ريال مدريد بات يرى اليويفا أكثر عدلاً من المسؤولين عن الأمور في الدوري الإسباني، بسبب عدم تعرض الفريق لنفس حجم الظلم الذي يتعرض له محلياً على الصعيد القاري، وذلك رغم قضية دوري السوبر الأوروبي.

لكن تقول الأرقام إنه في سنوات قضية نيجريرا، من 2016 إلى 2018، لم يحقق الريال إلا لقبين مقابل 7 للبارسا، مما يضع العديد من الشكوك حول العدالة في إسبانيا.

على الجانب الآخر، حقق ريال مدريد منذ 2014 إلى 2022 حصيلة قوامها 5 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، منها لقب العام الماضي الذي جاء في عز أزمة النادي مع اليويفا.