وليد عبدالله



الرفاع «بيتي الأول» وأعتز بالعودة له من جديد كمدرب بالفئات العمرية

خسارة الأحمر من اليابان «منطقية» ويجب ألا نتعاطى معها بـ«سلبية»

عبدالله بن خالد صاحب مواقف لا تنسى.. وهديته «الثمينة» محل تقدير

نحتاج خطة طويلة المدى للمنافسة على مستوى المنتخبات العمرية

عبدالله بن خليفة احتضن موهبتي.. والدوسري له فضل كبير بمسيرتي الكروية

كلمات المدرب الألماني «ماسلو» زرعت الثقة في نفسي كلاعب


أكد اللاعب الدولي السابق والمدرب الوطني عبدالرحمن مبارك أن المجتمع الرياضي مطالب بالوقوف خلف المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في مشاركته بتصفيات المرحلة الثالثة والحاسمة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.

وأضاف في حوار مع «الوطن الرياضي»، يجب ألا يتعاطى الجميع بصورة سلبية مع خسارة المنتخب الوطني أمام منتخب اليابان ضمن مباريات الجولة الثانية، والتي وصفها بالمنطقية حسب رأيه، مشيراً إلى أن تجديد الوقوف المنتخب ومؤازرته مطلب مهم وواجب وطني على جميع الرياضيين لدعم «الأحمر» في هذه المهمة الوطنية، معرباً عن ثقته بقدرة المنتخب على تقديم الأفضل فيما تبقى من مباريات هذه المرحلة وتحقيق النتائج الإيجابية والوصول إلى أبعد نقطة، تتيح له فرصة المنافسة على بطاقة التأهل إلى المونديال العالمي.

وقال إن عودته لناديه الرفاع كمدرب في فرق الفئات العمرية ليست بغريبة، فالرفاع بيته الأول، وترعرع فيه كلاعب، وعودته اليوم كمدرب ضمن أجهزة فرق الفئات العمرية وتحديدا لفئتي تحت 19 وتحت 21، جاءت لخدمة هذا الكيان الرياضي العريق.

وفيما يلي نص الحوار:
حدثنا عن مسيرتك كلاعب كرة قدم؟ متى بدأت وفي أي ناد، وما هي إنجازاتك الرياضية؟
-بداياتي الكروية كانت في بداية التسعينات، على يد مكتشف المواهب بنادي الرفاع الرياضي الشيخ عبدالله بن خليفة آل خليفة، الذي احتضن موهبتي، وقدمها إلى نادي الرفاع. حيث بدأت في فئة البراعم ولعبت مع فئة الأشبال تحت قيادة المدرب الوطني القدير الكابتن محمد فهد الدوسري، والذي نعتبره الوالد والأخ العزيز الذي له الفضل علينا من بعد الله، في مسيرتي كلاعب في الملاعب البحرينية.

أما عن إنجازاتي الرياضية كلاعب، فقد حققت لقب الدوري والكأس ولقب هداف الدوري في فئة الأشبال، ولقب بطولتي الدوري والكأس مع فئة الناشئين وثاني هدافي مسابقة الدوري في هذه الفئة، وحققت لقب الدوري والكأس في فئة الشباب، والتي لم ألعب فيها لفترة طويلة، حيث ارتأى النادي صعودي إلى فئة الفريق الأول، حيث كانت بداياتي مع الفريق تحت قيادة المدرب الألماني ماسلو.

وأتذكر أول مباراة رسمية لي مع فئة الفريق الأول كانت أمام فريق قلالي في كأس الاتحاد البحريني على ملعب النادي الأهلي، عندما وضع المدرب ماسلو اسمي كلاعب أساسي في تشكيلة الفريق التي كانت تضم كوكبة من اللاعبين من أبرزها خميس عيد، وسالم خليفة، وأحمد حسان، وعبدالله المرزوقي وحمد الخزامي.

وأتذكر كذلك الموقف الذي شعرت به قبل هذه المباراة، عندما ظهر علي الخوف والارتباك، حيث تحدث معي المدرب ماسلو على انفراد، وكانت لكلماته آنذاك أثر كبير في نفسي، حيث قال: «لماذا أنت خائف وقلق، لا تخف ألعب كرة القدم واستمتع».

وحققت مع الفريق الكروي الأول بالنادي ما كنت أتمنى تحقيقه كلاعب، فقد أحرزت مع الفريق جميع الألقاب المحلية، كأس جلالة الملك المعظم، وكأس سمو ولي العهد، وكأس الاتحاد، ومسابقة دوري ناصر بن حمد الممتاز «بمسماها السابق». كما أنني شاركت مع الفريق في البطولات الخارجية.

كنت أحد أبرز لاعبي كرة القدم في الرفاع، كيف ترى الفريق هذا الموسم، وماذا تتوقع له؟
- الرفاع كان ولا يزال فريقاً منافساً، وأعتقد أن الرفاع أعد العدة في هذا الموسم للعودة من جديد إلى منصات التتويج، ولقد تابعنا الدعم الذي حصل عليه الفريق من قبل رئيس النادي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة من خلال التعاقدات وتوفير البيئة المثالية للفريق في فترة الإعداد، والتي ستنعكس بشكل إيجابي على مشوار الفريق في جميع المسابقات. وأعتقد أن حظوظ الرفاع هذا الموسم ستكون كبيرة في جميع البطولات، وهذا أمر طبيعي خصوصاً وأن الرفاع دائماً ما يكون منافساً في جميع البطولات.

حدثنا عن مواقف لا تنساها في حياتك الرياضية؟ ومواقف أثرت فيك وغيرت من شخصيتك؟
- هناك مواقف كثيرة، وتخونني الذاكرة في أن أتذكرها جميعها، ولكن هناك موقفاً لا يغيب عن مخيلتي، وذلك عندما شاركت مع الفريق في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي وتحديداً في مباراة الذهاب بالدور نصف النهائي أمام فريق القادسية الكويتي التي أقيمت في مملكة البحرين، والتي انتهت بفوز الرفاع بهدفين دون رد، حيث صنعت الهدف الأول، وسجلت الهدف الثاني.
وبعد المباراة وبصراحة الموضوع لا يعرفه أحد لا من الجهازين الفني والإداري ولا اللاعبين، فقد قدم لي رئيس النادي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة هدية ثمينة، تقديراً للمجهود التي بذلته في هذه المباراة، وأعتبر هذه الهدية محل تقدير في نفسي لرجل يغمرك بطيبته وله مواقف كثيرة معي شخصياً لا أنساها ما حييت.

ما هي توقعاتك للمستوى العام لدوري ناصر بن حمد الممتاز هذا الموسم ؟
- أعتقد أن المستوى العام سيختلف عن المواسم السابقة، فقد كانت هناك تحركات واضحة من جميع الأندية في تدعيم صفوفها باللاعبين المحليين والمحترفين، سواء على مستوى فريق الرفاع، والخالدية والمحرق وكذلك الفرق الصاعدة من دوري الدرجة الثانية فريق البحرين والمالكية. وأعتقد أن التكهن ببطل هذا الموسم مبكر جدا، فالدوري طويل ويحتاج للتركيز والصبر والمثابرة والعمل الجاد لكي تجني ثماره، وأتمنى أن يكون اللقب من نصيب فريق الرفاع.

كيف تمثل لك عودتك لناديك نادي الرفاع كمدرب في فرق الفئات العمرية بعد غياب طويل؟
- عودتي لنادي الرفاع ليست بغريبة، فالرفاع بيتي الأول وترعرعت فيه كلاعب، وعودتي اليوم كمدرب ضمن أجهزة فرق الفئات العمرية وتحديداً لفئتي تحت 19 وتحت 21، جاءت لخدمة هذا الكيان الرياضي العريق. وأرى أن نادي الرفاع عندما تعاقد معي كمدرب لهاتين الفئتين، لم يتعاقد معي؛ لأنني كنت لاعباً سابقاً بالنادي فحسب، بل إن استقطابي للعمل ضمن أجهزة الفئات العمرية هو تقدير للفترة والعمل الذي قدمته مع الطاقم الفني المساعد خلال المواسم الماضية، والذي نتمنى أن ينعكس بصورة إيجابية على عملنا في هاتين الفئتين بالوصول إلى منصات التتويج في هذا الموسم.

تقنية الفار حاضرة في دورينا خلال هذا الموسم.. هل ترى أن هذه التقنية ستسهم في تطور مستوى المسابقة؟
- دخول تقنية الفار سيكون لها مردود إيجابي ينعكس على مسابقاتنا الكروية، حيث سنكون على موعد مع مباريات قمة في المستوى، وان شاء الله نتمنى كل التوفيق للفرق وللرفاع بشكل خاص.

منتخبنا الوطني أمام مهمة كبرى في التصفيات الحاسمة المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٦.. هل سنشاهد الأحمر بالمونديال أم سيتأجل تحقيق الحلم؟
- كلنا نعرف أن المنتخب وقع في مجموعة صعبة، ولكن لا يوجد مستحيل في عالم كرة القدم، وأعتقد أن تفوقنا على المنتخب الأسترالي هو الأمر الذي يجب أن نبني عليه، فهو حافز ودرس، حيث قدم المنتخب مباراة بطولية وكانت الروح موجودة في الأداء والمستوى.

وأعتقد أن ما تعرض له المنتخب الوطني من خسارة أمام منتخب اليابان، الذي يعد المصنف الأول في قارة آسيا، أعتبرها شخصياً خسارة «منطقية»، بحكم الفوارق الشاسعة بين المنتخبين، والتي لا يمكن إدراكها في يوم وليلة.

ولكن هذه الخسارة لا تقلل من العمل الذي يقوم به الاتحاد البحريني لكرة القدم برئاسة الشيخ علي بن خليفة بن أحمد آل خليفة ونائبه سمو الشيخ خليفة بن علي بن عيسى آل خليفة، وأعضاء مجلس الإدارة والأمانة العامة بالاتحاد، في سبيل توفير متطلبات المنتخب.

وبلا شك، فإن دعم المنتخب الوطني في هذه المهمة يعد واجباً وطنياً ويجب علينا جميعاً كرياضيين الوقوف خلف المنتخب في جميع المباريات ودعم ومؤازرة اللاعبين في جميع الظروف، وألا نتعاطى بشكل سلبي مع نتيجة مباراة اليابان أو غيرها من النتائج، فالخسارة واردة في عالم كرة القدم، ويجب التركيز والاستمرار بالعمل.

والمنتخب يمتلك لاعبين ذوي إمكانيات كبيرة، إلى جانب من يحظى به من دعم واضح من القيادة الرشيدة وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية.

ويجب أن تكون ثقتنا كبيرة بالأحمر الكروي في هذه المشاركة، وأنه يمتلك القدرة للوصول إلى أبعد نقطة للمنافسة في الحصول على بطاقة العبور إلى المونديال العالمي.

كيف تقييم مستوى المنتخبات الوطنية للفئات العمرية؟ ولماذا لا نشاهد المنتخبات في خانة المنافسة في البطولات وكذلك بعيدة عن التأهل للنهائيات الآسيوية؟
-نحن بعيدون عن المنافسة على مستوى منتخبات الفئات العمرية لأسباب كثيرة، من أبرزها فترة تجمع المنتخبات لخوض المشاركات. فالمنتخبات يجب أن تتجمع على مدار السنة، وليس فقط لمدة شهرين إلى 3 شهور قبل كل مشاركة. ويجب أن تكون هناك خطة طويلة المدى لا تقل عن 4 سنوات لكي نجني ثمار هذه الخطة فيما بعد في الوصول والمنافسة. فالبحرين تمتلك المواهب الكروية، ولكن تحتاج إلى مزيد من الدعم، إلى جانب دعم الأندية على مستوى فرق الفئات العمرية، ودعم المسابقات الكروية لتكون ذات مستوى فني عال، وهذا بكل تأكيد سيكون مردوده واضحاً على تطوير الكرة البحرينية في المستقبل.

ما هو رأيك في شركة طموح؟ وهل حققت تطلعات الشارع الرياضي في تطوير الكرة البحرينية؟
- من وجهة نظري الشخصية، أرى أن شركة طموح الرياضية تحقق الأهداف التي رسمتها في دعم الأندية باللاعبين، وتسعى من خلال جهودها للمساهمة في تطوير الكرة البحرينية. وأرى أن يوجه الدعم كذلك لفرق الفئات العمرية، من خلال رفد الأندية على مستوى هذه الفئات باللاعبين، ويكون تأسيسهم مختلف وإمكانياتهم مختلفة والبنية الجسمانية مختلفة، وسيكون لذلك انعكاس واضح على تطور مستوى مسابقات الفئات في الفترة القادمة.

هل من كلمة أخيرة؟
- أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى صحيفة الوطن والقائمين عليها، في جهودها الكبيرة في دعم الرياضة والرياضيين في مملكة البحرين، وشكري موصول إلى كل من وقف إلى جانب عبدالرحمن مبارك اللاعب وعبدالرحمن مبارك المدرب، وأتمنى أن أوفق وأن أقدم العمل الذي يعكس تطلعات المسؤولين بنادي الرفاع وعلى رأسهم رئيس النادي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، في الوصول بفرق الفئات العمرية إلى منصات التتويج.