الوطن - حوراء مرهون

”إن الحياة إثبات وجود، وإذا لم يثبت الإنسان وجوده بعمله، سوف يمحى وينتهي بسهولة حتى وإن كان مايزال حيًا... أؤمن بأن لكل إنسان رسالة ومسؤولية يجب أن يؤديها في حياته، وعن نفسي اخترت مجال نحت الخيل لأترك بصمتي في الدنيا“. هكذا بدأ حسن عطية قصة شغفه بنحت الخيل.

ينطلق شغف في موسمه الثاني بقصة النحات حسن عطية الذي أفنى عمره في نحت الخشب ومارسه بدايةً في صناعة الأثاث للمنازل ثم انتقل لنحت الخيل.

”أتخيل شكل الخيل في عقلي ثم أنحت مباشرة دون الرجوع لرسومات مساعدة أو حتى استخدام مقاسات، لأن ما أفعله نابع عن إلهام وموهبة منحني الله إياها“. هكذا وصف عطية سر نجاحه في مجال النحت، الذي تميز فيه بشكل كبير وصار يبيع منحوتاته في البحرين وخارجها منطلقًا لدول خليجية وعربية مختلفة.

حسن عبدالله الملقب بحسن عطية، نجار بحريني خمسيني انخرط في مجال النحت بفضل نصيحة صاحبه علي رستم الذي اكتشف مهارته بالنحت على الخشب، وعمل حسن في هذا المجال منذ كان في الخامسة عشر من عمره، جرب ممارسة الخط العربي على الخشب ونحت الوجوه والأشكال المختلفة الى أن وجد شغفه في نحت الخيل، الحيوان المفضل بالنسبة اليه والذي كان يربيه لفترة طويلة من عمره.

وعن سبب اختياره للخيل تحديدًا قال حسن: ” الخيل حيوان محبوب جدًا، ربيته وعشت معه وحاولت أن أبدع في نحت تفاصيله لأنه من الصعب جدًا نحت كل تفاصيله وحركاته الكثيرة والمتنوعه التي تبلغ أكثر من عشر حركات في الثانية، وأنا أحب التحدي لذا جربت وبفضل من الله نجحت“.

ورغم جمال هذا المجال الفني الذي يحترفه حسن، اللا أنه معرض للإصابات بكثرة، كونه يعمل مع أجهزة وأدوات حادة جدًا، تعرض حسن للعديد من الاصابات المتوسطة والخطيرة ولكن كل ذلك لا يمنعه من الاستمرار بل يدفعه بطاقة التحدي مجددًا للإبداع في نحت الخيل.

وتتراوح أسعار المنحوتات الخشبية بين ٦٠٠ دينار - ألف دينار، على حسب طبيعة الخشب وحركة وحجم الحصان.


تركت مهنة النحت أثرها على حسن حسب حديثه، فهي مهنة علمته الصبر والتركيز ومنحته متعة الابتعاد عن ضجيج الناس والحياة.
لكنها أيضًا في الآن ذاته جعلته يدقق في كل ما تراه عيناه، ويبحث عن العلاج في كل الأخطاء في الحياة، لأن عمله يرتبط بمعالجة كل الأخطاء في المنحوته وإظهارها بشكل مثالي متكامل.

وأضاف عطية بأن قطع الخشب لها روح خاصة بها، وتفاصيل حساسة تبرز جمالها مثل الألياف وتماسك الخشب والألوان المتداخلة وحجم الكتلة، مشيرًا إلى أن بعض الناس يقتل روح الخشب بصباغته وتغيير جمالية طبيعيته.

كما يطمح حسن عطية لتأسيس مدرسة لفن نحت الخشب لتستمر مسيرة الفنانين والنحاتين البحرينيين وتتراكم التجارب ولا تندثر، ويضيف بأنه بالفعل درّب العديد من النحاتين على مستوى الوطن العربي في مكانه المتواضع.