الحرة

أعرب العديد من المدنيين الأفارقة عن استعدادهم للقتال في الفيلق الأجنبي الدولي الأوكراني ضد القوات الروسية، لكنهم يواجهون صعوبات بسبب تكلفة السفر والحاجة إلى الخبرة القتالية والحظر من حكوماتهم، بحسب صحيفة الإندبندنت.

وتقول سفارات أوكرانيا في جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا إنهم تلقوا مئات الطلبات - عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو شخصيًا - للدفاع عن كييف.

وفي مقابلة، قالت سفيرة أوكرانيا في جنوب أفريقيا إن سفارتها تلقت سيل من الرسائل عندما تم إنشاء الفيلق الأجنبي بأمر من الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في نهاية فبراير بعد ثلاثة أيام من بدء الغزو.

وأكد داميان ماغرو، المتحدث باسم الفيلق الأجنبي، تواجد بعض الجنود من أفريقيا في الفيلق، لكنه لم يعلق على الأرقام أو الجنسيات.

وفي الشهر الماضي قال مسؤول عسكري إن أكثر من 20 ألف شخص من 50 دولة على الأقل انضموا.

ومن بين سبعة مقاتلين محتملين قابلتهم الإندبندنت، قال معظمهم إن مساعدة الأوكرانيين كانت الدافع الرئيسي لهم. ولكن كان هناك عامل آخر بالنسبة للكثيرين وهو الرغبة في الهجرة إلى أوروبا.

تقدم أوكرانيا حاليًا دخولًا بدون تأشيرة للمواطنين الأجانب الراغبين في القتال، وهو أمر نادر بالنسبة لمواطني الدول الأفريقية الذين غالبًا ما تُصنف جوازات سفرهم من بين الأقل قوة في العالم.

علاوة على ذلك، يهاجر العديد من الأفارقة الذين ليس لديهم جوازات سفر إلى أوروبا عبر قنوات غير نظامية، ويشرعون في رحلات طويلة وخطيرة براً وبحراً، مع التهديد بالعنف والتمييز والاحتجاز على طول الطريق.

"تذكرة خروج"

وقال ستيفن غروز، الباحث في معهد جنوب إفريقيا للشؤون الدولية: "إذا فكرت في من سيتطوع، فسيكون من الشباب والرجال المناسبين وقد يرون ذلك كتذكرة للخروج من أفريقيا وطريقة للدخول إلى أوروبا والبقاء هناك على الأرجح".

وذكر إبراهيم ناي، الزميل المقيم في ليبيريا في مركز الديمقراطية والتنمية، إن العديد من أولئك الذين قرروا الذهاب إلى أوكرانيا من المحتمل أن يكونوا قد قاموا بمحاولات سابقة للسفر إلى أوروبا بوسائل غير نظامية.

عندما رأى عامل البناء السنغالي، الحسن فاي، أخبار الغزو الروسي لأوكرانيا على شاشة التلفزيون، أراد على الفور أن يفعل شيئًا للمساعدة. وقال الشاب البالغ من العمر 45 عامًا من بلدة بوت الواقعة خارج عاصمة السنغال: "لا أستطيع تحمل الظلم. أنا لا أحب أن أرى الناس يعانون".

عثر فاي على رقم هاتف السفارة الأوكرانية في داكار واتصل ليقول إنه يريد القتال. وجهته السفارة نحو استمارة تسجيل عبر الإنترنت، لكن بعد ذلك طالبته الحكومة السنغالية بوقف عملية الانضمام.

كما يقول فريدريك أوكوت، البالغ من العمر 27 عامًا من أوغندا، إنه يود "الذهاب إلى أوكرانيا للمساعدة في تقديم المساعدة الإنسانية والقتال وإنقاذ الأرواح".

وأكد أوكوت أنه حاول البحث عن أقرب سفارة يمكنها المساعدة، وبحث على الإنترنت للحصول على معلومات وسأل صديقًا يعمل في وزارة الخارجية كيف يمكنه الاتصال بالفيلق. وأضاف: "أنا على استعداد للقتال من أجل إخوتي في أوكرانيا"، ووصف القوات الروسية بـ"الإرهابية".

ولكن عندما تم الضغط عليه لمعرفة سبب استعداده للمخاطرة بحياته في حرب خارجية، أرجع ذلك إلى أنه سيزيد فرصة مغادرة بلاده، التي فشل في العثور على وظيفة فيها بعد سنتين من التخرج.

وقال: "أريد أن أغادر أوغندا، لقد بحثت عن وظائف لكنني فشلت في الحصول على واحدة في بلدي". وأكد أنه إذا ذهب إلى أوكرانيا فسوف يحاول البحث عن عمل هناك، رغم أنه يأمل في النهاية في الوصول إلى المملكة المتحدة.

صراعات أفريقيا

ويقول المحللون إن هناك تغطية إخبارية مكثفة للحرب الأوروبية أكثر من الصراعات الأفريقية مثل تلك الموجودة في إثيوبيا أو الكاميرون أو مالي. وقد يكون هذا سببًا وراء استعداد العديد من الأفارقة للقتال في أوكرانيا.

بالنسبة للمراقبين، فإن معظم الصراعات داخل أفريقيا أقل وضوحًا من الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد لا يكون هناك معتد واحد واضح، ومعظم الحروب هي صراعات داخلية وليست صراعات بين الدول.

كما أشار المجندون المحتملون إلى السهولة الواضحة للانضمام إلى الفيلق الدولي الأوكراني.

وقال السنغالي فاي إنه "على استعداد لمساعدة أي شخص محتاج سواء في أوكرانيا أو مالي أو منطقة كازامانس الانفصالية في جنوب السنغال". وتابع: "الفرصة التي أتيحت لي للذهاب ومساعدة الأوكرانيين لم تقدم لي بالضرورة من المناطق أو البلدان الأخرى. ليس لدي أي معلومات حول كيفية التعامل مع الجيش السنغالي أو المالي. كان من السهل الاتصال بالسفارة الأوكرانية".

لكن أوكرانيا لا تستطيع تغطية نفقات مثل تذاكر الطائرة للمقاتلين المحتملين، كما يشترط الفيلق الخبرة القتالية وإجادة اللغة الإنجليزية أو الأوكرانية بطلاقة.

وقال الباحث إبراهيم ناي إن بعض أولئك الذين يريدون القتال هم على الأرجح مقاتلون سابقون عاطلون عن العمل استأجرتهم شركات أمنية خاصة بريطانية أو أميركية للقتال في أفغانستان أو العراق.

وذكر المتحدث باسم سفارة أوكرانيا في كينيا أنه بعد تلقي طلبات كثيرة حول الفيلق عبر فيسبوك وعبر الهاتف، تلاشى هذا الاهتمام عندما شرح الموظفون المتطلبات المالية والعسكرية.

بالنسبة للاجئ السياسي الأوغندي آلان كيتونسا سافا، فإن فرصة القتال في أوكرانيا هي أكثر من مجرد تذكرة سفر إلى أوروبا أو دفع أجر.

وقال اللاجئ البالغ من العمر 35 عامًا والمقيم في زيمبابوي، إنه يريد محاربة روسيا لأن "بوتين يقف إلى جانب المستبدين في القارة مثل الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني".

ولم ترد زيمبابوي وست دول أخرى على التعليق، بينما قالت ناميبيا وبوتسوانا إنهما لا تسمحان بذلك. وفي جنوب أفريقيا، يجب على المقاتلين المتطوعين التقدم بطلب إلى اللجنة الوطنية للحد من الأسلحة التقليدية ووزير الدفاع وقدامى المحاربين قبل السماح لهم بالانضمام إلى القوات المسلحة الأوكرانية.

وفي الجزائر، أمرت الحكومة السفارة الأوكرانية بحذف منشور على فيسبوك يدعو إلى تجنيد، واعتبرته "انتهاكًا صارخًا لاتفاقية فيينا"، وفقًا لتقارير محلية.

وقالت وزارة الخارجية السنغالية في بيان إنها استدعت السفير الأوكراني، و"دعت" السفارة للتراجع عن دعوتها للمقاتلين ووقف جميع أنشطة التجنيد على الفور. وقالت إن "تجنيد متطوعين أو مرتزقة أو مقاتلين أجانب على الأراضي السنغالية غير قانوني".