اندلعت معارك اليوم الاثنين بين الجيش العراقي ومقاتلين إيزيديين مرتبطين بحزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار الواقعة في شمال العراق.

وتشهد منطقة سنجار، معقل الأقلية الإيزيدية في العراق، معارك متفرقة بين القوات العراقية و"وحدات حماية سنجار" بين الآونة والأخرى. واندلعت الاشتباكات الأخيرة ليل الأحد وتواصلت حتى الاثنين فيما يتهم كل طرف الآخر بإشعالها.



وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية اليوم إن مجموعة من عناصر "تنظيم اليبشة" قطعت عدداً من الطرق ومنعت حركة المواطنين في قضاء سنجار بشمال البلاد، مما دفع قوات الأمن إلى التعامل معها.

وأضافت الخلية أن القوات العسكرية قامت بفتح الطرق، لكنها "تعرضت إلى رمي كثيف مع انتشار للقناصين على أسطح عدد من البنايات وزرع الطرق بالعبوات الناسفة".

وأشارت الخلية إلى أن العمليات المشتركة "أصدرت أوامرها بشكل واضح للتعامل بحزم ووفق قواعد الاشتباك ضد أي تصرف أو ممارسة من شأنها زعزعة الأمن".

من جانبه، واتهم حزب الاتحاد الديمقراطي في بيان الجيش العراقي بشن "هجوم واسع النطاق" في سنجار منذ ليلة أمس، وعبر عن إدانته الشديدة لتلك الهجمات ودعا إلى وقفها فوراً. وأشار البيان أيضاً إلى أن هذه الهجمات تأتي في وقت تقوم فيه تركيا "باحتلال وانتهاك سيادة العراق وقصف وتدمير القرى الكردية".

من جهته، قال النائب عن محافظة نينوى حيث تقع سنجار شيروان الدوبرداني لوكالة "فرانس برس" إن "المعارك كانت مستمرة حتى بعض ظهر" الاثنين. وأشار إلى أن جندياً عراقياً قتل، مؤكداً أن المقاتلين الايزيديين هاجموا القوات العراقية.

بدوره، قال مصدر عسكري رفيع لـ"فرانس برس": "لدينا شهيد وجريحان"، لافتاً في المقابل الى مقتل 13 عنصراً من "وحدات حماية سنجار".

وتُعرف "وحدات حماية سنجار" حالياً بـ"الفوج 80" ضمن قوات الحشد الشعبي والذي يتبع للحكومة العراقية. وتأسست بدعم من حزب العمال الكردستاني في العام 2014 للدفاع عن المدينة بعدما سقطت بيد تنظيم داعش.

وقال الدوبرداني إن المقاتلين الإيزيديين يرفضون "الانسحاب من سنجار وطرد العناصر الأجنبية من داخل مركز قضاء سنجار والنواحي التابعة له"، في إشارة إلى قوات حزب العمال الكردستاني.

وأشار الدوبرداني إلى أن انسحاب الوحدات الإيزيدية المنضوية كذلك في قوات الحشد الشعبي، يسمح للجيش العراقي من حيث المبدأ بفرض سيطرته كاملةً على منطقة سنجار.

وتحدّث موقع "أنف نيوز" الإلكتروني المقرب من حزب العمال الكردستاني عن استخدام الجيش العراقي "الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع" في سنجار ومواصلته للعمليات العسكرية "بهدف احتلال القضاء".

من جهتها، كتبت الناشطة الإيزيدية الحائزة جائزة نوبل للسلام في العام 2018 ناديا مراد، في تغريدة تعليقاً على المعارك: "بعد سنوات من النزوح، يجد السكان العائدون للتو أنفسهم مرغمين على الفرار من جديد من بيوتهم بسبب الاشتباكات الحالية في سنجار".

وأضافت: "أدعو المجتمع الدولي للتدخل والعمل مع الحكومة العراقية لحلّ مشكلة المنطقة الأمنية الدائرة وحماية المدنيين".

ويشن حزب العمال الكردستاني تمرّداً ضد السلطات التركية منذ العام 1984 أوقع عشرات آلاف القتلى، فيما تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية.

وفي آب/أغسطس 2021، قتل ثمانية أشخاص بقصف تركي على المنطقة، استهدف مستشفى في سنجار كان عنصر في حزب العمال الكردستاني يتلقى فيه العلاج.

وتعرضت الأقلية الإيزيدية الناطقة بالكردية للقتل والاضطهاد على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على المنطقة بين عامي 2014 و2017. وقتل مقاتلو التنظيم آلافاً من أبناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وأطفالها.