وليد صبري
المقاومة الإيرانية لـ"الوطن": سياسات عدائية للملالي في القمع وتصدير الإرهاب والحروب
ماهوتشي: طباعة الأوراق النقدية غير المدعومة أحد أسباب إفراغ موائد الإيرانيين
عابديني: الفقر والبطالة نصيب ملايين الإيرانيين بينما الملالي يعيشون في رفاهية
السياسات الجائرة والسرقات الفلكية لقادة النظام وراء الانتفاضة التاريخية
شهدت إيران في الآونة الأخيرة احتجاجات حاشدة في مناطق مختلفة من البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة جراء ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم وارتفاع مستوى البطالة نتيجة العقوبات الأمريكية المشددة على طهران بالإضافة إلى سوء الإدارة الممتد على مدار أكثر من 4 عقود، فيما تعد تلك الاحتجاجات هي الأولى في عهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وتأتي الاحتجاجات على وقع المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران وأمريكا حيث تواجه تحديات أبرزها التزام إيران بالاتفاق النووي مقابل رفع العقوبات عنها.
وقد جاءت الاحتجاجات الحاشدة بسبب أنها مست قوت الإيرانيين، خاصة مع رفع الحكومة الإيرانية الدعم عن سلع أساسية مثل الطحين، والدجاج، والبيض، والألبان، والزيوت الغذائية"، في إطار سياسة ترشيد أو تحرير الأسعار.
وأسفرت الاحتجاجات عن صدامات بين الأمن الإيراني والمواطنين وشهدت عملية قمع التظاهرات اعتقال العشرات من المتظاهرين واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وقال أعضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن "طباعة الأوراق النقدية غير المدعومة أحد أسباب إفراغ موائد الإيرانيين"، مشيرين إلى أن "الفقر والبطالة نصيب ملايين الإيرانيين بينما الملالي يعيشون في رفاهية ورخاء"، معتبرين أن ما يحدث نتيجة مباشرة للسياسات الجائرة والسرقات الفلكية لخامنئي وقادة النظام الآخرين وقادة قوات الحرس، وكذلك السياسات الإقليمية العدائية للملالي في القمع وتصدير الإرهاب والحروب".
من جانبه، قال عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حسين عابديني، حول رفع نظام الملالي الحاكم لأسعار أغلب المواد الغذائية في إيران إن "رفع أسعار الخبز والمواد الغذائية الأساسية الأخرى، والتي وجه نظام الملالي من خلالها رصاصة الرحمة لحياة غالبية الناس، الذين يعيشون تحت خط الفقر، هو نتيجة مباشرة للسياسات الجائرة والسرقات الفلكية لخامنئي وقادة النظام الآخرين وقادة قوات الحرس، وكذلك السياسات الإقليمية العدائية للملالي في القمع وتصدير الإرهاب والحروب".
وأشار عابديني إلى أن "الفقر والبطالة والجوع هو من نصيب عشرات الملايين من الإيرانيين، بينما الملالي وقوات حرسهم وعائلاتهم يعيشون في رفاهية، ومن جهة أخرى أوضح عابديني أن النظام بدعمه الكامل للجماعات الإرهابية والمتطرفة في جميع أنحاء المنطقة، والشرق الأوسط على وجه التحديد، يستمر في محاولاته للحصول على أسلحة نووية".
وبين عابديني أن "استمرار التظاهرات في الأيام القليلة الماضية في جميع أنحاء إيران بشعارات الموت لخامنئي والموت لرئيسي رغم القمع الوحشي وقتل العديد من المتظاهرين، يؤكد مرة أخرى حقيقة أن الشعب الإيراني يريد إسقاط النظام بأكمله".
وأضاف "خامنئي، الذي يعيش في كابوس انتفاضات واحتجاجات الإيرانيين ليلاً ونهاراً، اضطر العام الماضي لتنصيب الجلاد رئيسي كرئيس، ظنه منه أنه سيكون الملاذ الأخير له للسيطرة على الوضع. لكن، بحسب عابديني، تدهور النظام تجاوز هذا الوصف، والآن تقول شخصيات ووكلاء النظام أن حكومة رئيسي شارفت على انحلال عقدها".
وشدد على أن "أربعون عاماً من حكم الملالي تثبت أن هذه الديكتاتورية الدينية لا تفهم سوى لغة القوة والحزم".
لهذا السبب، وفقاً لعابديني، انتشرت وحدات المقاومة التابعة لأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في جميع أنحاء البلاد. وفي العام الماضي، أطلقوا أكثر من 2230 حملة ضد القمع ومهدوا الطريق لانتفاضات.
وتابع حديثه قائلاً: عطلت وحدات المقاومة العديد من شبكات الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام ووزارة الرقابة ووزارة نهب الفلاحين في عدة حملات كبرى منذ فبراير الماضي.
وأكد عابديني على أن المنتفضين، إلى جانب الشبات ووحدات المقاومة الإيرانية، مصممون على إدامة وسائلهم لمواجهة سياسة الإعدام والتعذيب والقمع والنهب، فهم يعدون بإيران حرة ومزدهرة وديمقراطية.
وفي ختام حديثه، دعا عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية "المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لإسقاط النظام وإحلال السلام والديمقراطية والتعايش، والاعتراف بحق الشعب والمقاومة الإيرانية في الإطاحة بنظام الملالي".
من جهته، قال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فريد ماهوتشي، حول أسباب الغلاء الأخير في إيران، "اجتذبت الاحتجاجات الأخيرة في المدن الإيرانية حول ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وخاصة الخبز، اهتماماً عالمياً. والسؤال الآن لماذا تضاعفت الأسعار في إيران دفعة واحدة رغم الوعود التي قطعها قادة الحكومة بتقديم دعم 400 ألف تومان، نزل الناس إلى الشوارع وهتفوا "الموت لرئيسي" و"الموت لخامنئي"".
وذكر أن "جذر المشكلة والمشاكل الاقتصادية في إيران مثل جذور المشاكل الأخرى في النظام نفسه وسياساته العدوانية".
وأردف ماهوتشي قائلاً: "لطالما أراد نظام الملالي إلغاء العملة البالغة 4200 تومان المخصصة لاستيراد السلع الأساسية، بما في ذلك الدقيق، واستيراد هذه السلع بالعملة الحرة، في 8 أبريل 2022، بخصوص إلغاء عملة 4200 المخصصة للاستيراد، قال رئيسي إن حكومته تصرفت بطريقة "لم نتسبب فيها بمشكلة وصدمة للوضع الاقتصادي!"".
وأضاف: "بعد أقل من شهر من ادعاء رئيسي بأن التضخم المتفشي قد استحوذ على آخر بقايا مائدة الشعب. ارتفع القمح بنسبة 100٪ مقارنة بما كان عليه قبل 3 سنوات، ارتفع سعر الدقيق بكافة أنواعه من 2500 تومان حتى 12 ألفاً ثم إلى 16900 تومان، وارتفع سعر خبز الساندويتش 13 مرة، ويمكن أن يصل سعر الزيت النباتي لكل علبة من 22 ألفاً و500 تومان إلى 170 ألف تومان، وأصبح الأرز 130٪ أغلى مما كان عليه قبل 6 أشهر. ارتفع سعر الدواء 10 مرات في المتوسط".
وبخصوص أسعار المساكن، قال ماهوتشي: "أفادت وسائل إعلام حكومية عن "ثني" وكسر "ظهور المستأجرين تحت وطأة التضخم والغلاء". كما أصبح الخبز باهظ الثمن ونادراً لدرجة أن وسائل الإعلام التابعة للنظام حذرت من أن "الثورة الفرنسية الكبرى انطلقت أيضاً من ارتفاع أسعار الخبز".
وفي محاولة يائسة لخداع الناس ولقمع الاحتجاجات، أشار ماهوتشي إلى "وعد رئيسي ومسؤولو النظام بدعم الشعب بـ300 و 400 ألف تومان لتعويض غلاء الأسعار الناجم عن شطب العملة المخصصة لاستيراد السلع الأساسية".
وأكد على أن "سياسة النظام هذه لم تخدع الناس لأنهم كانوا يعرفون جيداً أن هدف النظام في القضاء على العملة المفضلة المخصصة للاستيراد هو نهب أكبر عدد ممكن من الناس وتفريغ جيوبهم لتغطية تكاليف الإرهاب وجهاز القمع، والدعم الذي وعد به رئيسي لن يصل حتى 10٪ من التعويض الحقيقي".
وتابع ماهوتشي حديثه بالقول: "تخصيص عملة مخصصة لاستيراد السلع الأساسية لعام 1400 تتطلب نحو 8 مليارات دولار، إذن، بإلغاء هذه العملة، يربح رئيس الملالي 8 مليارات دولار، يمكن استخدامها لدعم جهازه القمعي وسياسة تصدير الإرهاب. إذا أخذنا في الاعتبار ارتفاع الأسعار، بحسب صحيفة اقتصاد المستقبل الحكومية، فإن حكومة رئيسي تسرق 18 مليار دولار من جيوب الشعب".
وأشار ماهوتشي إلى تصريح وزير العمل الإيراني الذي اعترف إنه "مع بداية موجة التضخم الأخيرة، تدفقت 38 ألف مليار تومان "ما يعادل مليار و270 مليون دولار شهرياً" إلى الحكومة كل شهر "14 مايو 2022"".
وأوضح ماهوتشي أن "هذه السرقة فاضحة لدرجة أن خبراء حكوميين يسمونها "تغطية أخرى للنهب والسلب الحاصل في الاقتصاد الإيراني" من أجل "تعويض عجز ميزانية الحكومة"، بحسب تصريح لراغفر، وهو خبير حكومي في 15 مايو 2022".
من ناحية أخرى، أشار ماهوتشي إلى أن "وعد رئيسي بزيادة الدعم إلى 400 ألف تومان ينبع من ذعره من اندلاع غضب الناس، الذي نشهده هذه الأيام في مدن مختلفة من البلاد".
ومع ذلك، بحسب ماهوتشي، فإن "التكلفة العالية والطباعة غير المدعومة للأوراق النقدية من قبل نفس الحكومة كانت متفشية لدرجة أن مبلغ الإعانات لا يقل عن عُشر ما كان يحصل عليه الناس قبل إلغاء العملة المدعومة".
واستدل ماهوتشي على وجهة نظره من خلال الإشارة إلى ما قاله سائق تاكسي لمراسل وكالة أنباء ولاية تسنيم: "تعطيني 400 ألف تومان في الشهر، لكن مع الأسعار الباهظة، تأخذ 5 ملايين تومان من جيبي كل شهر!"، "15 مايو 2022"".
وتساءل ماهوتشي لماذا لا يشرح رئيسي كيف يمكنه تحمل تقديم "تعويض"، أي نفس الدعم الذي يبلغ 400 ألف تومان، إذا لم يكن قادرًا على توفير عملة مدعومة مخصصة للدعم. وهي نفقة لم يتم تضمينها في ميزانية نظام 1401 ولم يتم تحديدها في أي مكان آخر؟!
وبيَّن أن المصدر الوحيد هو طباعة الأوراق النقدية دون دعم. لذلك أقر همتي، الرئيس السابق للبنك المركزي للنظام، بأن الحكومة الرئيسية طبعت 142 ألف مليار تومان حتى الآن و "تستحق لقب ملك طباعة النقود".
وشدد على أن طباعة الأوراق النقدية غير المدعومة هو أحد الأسباب الرئيسة لاشتداد التضخم غير المسبوق وإفراغ موائد الناس، وأنها هي الآلية الأساسية لحكومة رئيسي للإصلاح الاقتصادي".
وفي ختام حديثه، أكد ماهوتشي، أن الفضيحة والنهب فاضحة لدرجة أنهم كتبوا هم أنفسهم لرئيسي في حرب عقارب الملالي: "الاستمرار في دفع الدعم يعني ترك سكينك الجراحي الصدئ في جسم المريض وجعله أكثر عدوى ومعاناة!" "جريدة الجمهورية - 15 مايو 2022"".
وذكرت وسائل إعلام حكومية، أن السلطات الإيرانية اعتقلت متظاهرين كانوا يحتجون على ارتفاع مفاجئ في أسعار المواد الغذائية الأساسية المدعومة في مدينتين جنوبيتين.
وتأتي الاعتقالات في أعقاب إعلان إيران أن تكلفة زيت الطهي والدجاج والبيض والحليب سترتفع بنسبة تصل إلى 300 %، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط بسبب اضطراب سلاسل التوريد العالمية وغزو روسيا لأوكرانيا، وهي مصدر رئيس للمواد الغذائية.
وتستورد إيران نصف استهلاكها من زيت الطهي من أوكرانيا، حيث أدى القتال إلى إبعاد العديد من المزارعين عن الحقول، وحوالي نصف قمحها من روسيا.
وتصاعد تهريب الخبز الإيراني المدعوم بشدة إلى العراق وأفغانستان المجاورتين مع انتشار الجوع في جميع أنحاء المنطقة.
ويدمر الجفاف الاقتصاد الإيراني بالفعل، وتسببت العقوبات الغربية المفروضة على البرنامج النووي الإيراني في صعوبات إضافية. وارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب من 40 بالمائة، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1994.
ولا تزال بطالة الشباب مرتفعة أيضاً. وحوالي 30% من الأسر الإيرانية تعيش تحت خط الفقر وفقاً لمركز الإحصاء الإيراني. وكذلك، ما زالت ذكريات ارتفاع أسعار الوقود في إيران في نوفمبر 2019 حاضرة أيضاً.
ووقتها هزت البلاد احتجاجات واسعة النطاق، وهي الأكثر عنفاً منذ قيام الجمهورية الإسلامية في عام 1979.
من جانبها، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن التظاهرات في إيران، سرعان ما تحولت إلى الطابع السياسي، بعد أن كانت تحتج على ارتفاع الأسعار وتفشي البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وهاجم متظاهرون نظام المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس البلاد إبراهيم رئيسي، فيما ردد آخرون هتافات تمجد رضا بهلوي نجل آخر ملوك إيران.
كما أظهرت لقطات الشرطة وهي تطلق النار على الحشود وأخرى تقتحم متجراً للمواد الغذائية، في حين اقتحم متظاهرون أثناء مرورهم بسيارات في بلدة حفشجان في الجنوب الغربي قاعدة لقوات الباسيج شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري.
كما انتشر أحد مقاطع الفيديو يظهر فيه متظاهرون في مدينة دزفول وهم يرددون "الموت لرئيسي.. الموت لرئيسي".
ورغم عدم إمكانية التحقق من تلك المقاطع المصورة فإن الكثير بدا منها حديث العهد، بحسب إندبندنت، وما يؤيد ذلك هو انقطاع الإنترنت عن الكثير من المناطق التي شهدت تلك الاحتجاجات في محاولة من السلطات الإيرانية منع انتشار أي مقاطع مصورة توثق تلك الاحتجاجات وتنقلها إلى العالم الخارجي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات، التي امتدت من الجنوب الغربي وإقليم خوزستان إلى العاصمة، أقل حجماً بكثير من الاحتجاجات التي بدأت في إيران في الأيام الأخيرة من العام 2017 والتي عادت إلى الظهور في أشهر صيف 2018، قبل خروج تظاهرات للاحتجاج على أسعار المحروقات في 2019 وانخفاض مستوى المياه المخصص للزراعة في العام 2021.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على "تويتر": "المتظاهرون الإيرانيون الشجعان يدافعون عن حقوقهم"، مضيفاً: "للشعب الإيراني الحق في محاسبة حكومته، ونحن ندعم حقوقهم في التجمع السلمي وحرية التعبير على الإنترنت أو في العالم الحقيقي دون خوف من العنف والانتقام".
وبدأت الاحتجاجات بعد أن خفضت الحكومة الإيرانية الدعم المخصص للخبر وزيت الطهي ومنتجات الألبان في 3 مايو، مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إذ اشتكى الإيرانيون من ارتفاع أسعار الخبز والمعكرونة بأكثر من الضعف، بينما تضاعف سعر زيت الطهي ثلاث مرات تقريبًا، وتزامن ذلك جنباً إلى جنب مع ركود الأجور والتضخم المتصاعد الذي يقوض أي زيادة في الأجور.
وسعى التلفزيون الإيراني الحكومي إلى بث الشكاوى من ارتفاع الأسعار لكن المسؤولين الإيرانيين قللوا إلى حد كبير من أهمية الاحتجاجات.
وفي تطورات الأوضاع الأمنية والعسكرية، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن بدء مناورة كتائب الباسيج الأمنية بمحافظة خوزستان وأيضا مدينة كلبايكان في محافظة أصفهان مع استمرار الوضع الأمني في العديد من المدن، وذلك بالتزامن مع الاحتجاجات المناهضة للنظام، والتي بدأت في خوزستان وامتدت إلى محافظات أخرى في إيران.
وقال قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان، إن المناورة التي حملت عنوان "إلى بيت المقدس" بوجود 65 كتيبة بيت المقدس و 28 كتيبة كوثر للأخوات، من أجل تحسين مستوى الاستعداد الدفاعي والأمني لقوة الباسيج و"تجهيز الوحدات للقيام بعمليات حقيقية في المجالات الاجتماعية في عموم محافظة خوزستان".
وتجري مناورات الحرس الثوري وكتائب الباسيج الأمنية في محافظة خوزستان، فيما لا يزال الجو الأمني سائدا في بعض المدن الإيرانية بما في ذلك محافظتا خوزستان وتشهارمحال وبختياري، وكذلك مدينة كلبايكان بمحافظة أصفهان. كما أن شبكة الإنترنت في هذه المدن بطيئة أو غير متصلة.
في غضون ذلك، وفي أعقاب الاحتجاجات المناهضة للنظام لأهالي كلبايكان في محافظة أصفهان، أعلن الحرس الثوري في محافظة أصفهان أيضاً عن إجراء مناورة كتائب بيت المقدس الأمنية في مقر القدس في كلبايكان.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان، محمد رضا ليلي زاده، عن مناورة كتائب الباسيج الأمنية: "بحسب التخطيط، بدأ هذا التمرين بنهج دفاعي وأمني في عموم محافظة خوزستان وسيستمر لمدة يومين".
وأضاف قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان، أن إعداد الوحدات للقيام بعمليات حقيقية في المناطق الاجتماعية في عموم محافظة خوزستان، وزيادة القوة والجاهزية القتالية لوحدات كتيبتي بيت المقدس وكوثر، والقيام بعمليات نفسية وفق الوضع الراهن في المناطق التابعة لمقرات مقاومة "الباسيج"، من برامج هذه المناورة العسكريّة.
وتجري مناورات الحرس الثوري وكتائب الباسيج الأمنية في خوزستان بعد الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للنظام في مختلف مدن محافظة خوزستان، بما في ذلك الخفاجيّة، وسوسنغرد، ودزفول، وأنديمشك، والأحواز، والحميدية والفلاحيّة، وشادکان، ومعشور "ماهشر"، ومناطق أخرى من المحافظة، ثم امتدت إلى محافظات أخرى في إيران.
وخلال الاحتجاجات المناهضة للنظام، ردد المتظاهرون مراراً هتافات ضد المرشد علي خامنئي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، كما أضرمت النيران في مقر للباسيج في مدينة جونقان بمحافظة تشهارمحال وبختياري وهتف المتظاهرون "اللعنة على الباسيج، اللعنة على الحرس الثوري، اللعنة على خامنئي".
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان، إن أحد أهداف كتائب الباسيج الأمنية في هذه المحافظة هو التدريب القتالي وفق المهمات والإشراف الاستخباراتي، والتنفيذ المكثف لمختلف التكتيكات القتالية الفردية في الميدان.
وأشار القائد في الحرس الثوري، ضمنياً، إلى ارتباط هذه المناورة بالاحتجاجات المناهضة للنظام، وقال: "آمل أن تحقق هذه الكتائب بكل قوتها الأهداف المحددة سلفاً للمناورة، وأن تخلق الأمل في جبهة الثورة الإسلامية والخوف واليأس في نفوس أعداء النظام الإيراني".
{{ article.visit_count }}
المقاومة الإيرانية لـ"الوطن": سياسات عدائية للملالي في القمع وتصدير الإرهاب والحروب
ماهوتشي: طباعة الأوراق النقدية غير المدعومة أحد أسباب إفراغ موائد الإيرانيين
عابديني: الفقر والبطالة نصيب ملايين الإيرانيين بينما الملالي يعيشون في رفاهية
السياسات الجائرة والسرقات الفلكية لقادة النظام وراء الانتفاضة التاريخية
شهدت إيران في الآونة الأخيرة احتجاجات حاشدة في مناطق مختلفة من البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة جراء ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم وارتفاع مستوى البطالة نتيجة العقوبات الأمريكية المشددة على طهران بالإضافة إلى سوء الإدارة الممتد على مدار أكثر من 4 عقود، فيما تعد تلك الاحتجاجات هي الأولى في عهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وتأتي الاحتجاجات على وقع المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران وأمريكا حيث تواجه تحديات أبرزها التزام إيران بالاتفاق النووي مقابل رفع العقوبات عنها.
وقد جاءت الاحتجاجات الحاشدة بسبب أنها مست قوت الإيرانيين، خاصة مع رفع الحكومة الإيرانية الدعم عن سلع أساسية مثل الطحين، والدجاج، والبيض، والألبان، والزيوت الغذائية"، في إطار سياسة ترشيد أو تحرير الأسعار.
وأسفرت الاحتجاجات عن صدامات بين الأمن الإيراني والمواطنين وشهدت عملية قمع التظاهرات اعتقال العشرات من المتظاهرين واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وقال أعضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن "طباعة الأوراق النقدية غير المدعومة أحد أسباب إفراغ موائد الإيرانيين"، مشيرين إلى أن "الفقر والبطالة نصيب ملايين الإيرانيين بينما الملالي يعيشون في رفاهية ورخاء"، معتبرين أن ما يحدث نتيجة مباشرة للسياسات الجائرة والسرقات الفلكية لخامنئي وقادة النظام الآخرين وقادة قوات الحرس، وكذلك السياسات الإقليمية العدائية للملالي في القمع وتصدير الإرهاب والحروب".
من جانبه، قال عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حسين عابديني، حول رفع نظام الملالي الحاكم لأسعار أغلب المواد الغذائية في إيران إن "رفع أسعار الخبز والمواد الغذائية الأساسية الأخرى، والتي وجه نظام الملالي من خلالها رصاصة الرحمة لحياة غالبية الناس، الذين يعيشون تحت خط الفقر، هو نتيجة مباشرة للسياسات الجائرة والسرقات الفلكية لخامنئي وقادة النظام الآخرين وقادة قوات الحرس، وكذلك السياسات الإقليمية العدائية للملالي في القمع وتصدير الإرهاب والحروب".
وأشار عابديني إلى أن "الفقر والبطالة والجوع هو من نصيب عشرات الملايين من الإيرانيين، بينما الملالي وقوات حرسهم وعائلاتهم يعيشون في رفاهية، ومن جهة أخرى أوضح عابديني أن النظام بدعمه الكامل للجماعات الإرهابية والمتطرفة في جميع أنحاء المنطقة، والشرق الأوسط على وجه التحديد، يستمر في محاولاته للحصول على أسلحة نووية".
وبين عابديني أن "استمرار التظاهرات في الأيام القليلة الماضية في جميع أنحاء إيران بشعارات الموت لخامنئي والموت لرئيسي رغم القمع الوحشي وقتل العديد من المتظاهرين، يؤكد مرة أخرى حقيقة أن الشعب الإيراني يريد إسقاط النظام بأكمله".
وأضاف "خامنئي، الذي يعيش في كابوس انتفاضات واحتجاجات الإيرانيين ليلاً ونهاراً، اضطر العام الماضي لتنصيب الجلاد رئيسي كرئيس، ظنه منه أنه سيكون الملاذ الأخير له للسيطرة على الوضع. لكن، بحسب عابديني، تدهور النظام تجاوز هذا الوصف، والآن تقول شخصيات ووكلاء النظام أن حكومة رئيسي شارفت على انحلال عقدها".
وشدد على أن "أربعون عاماً من حكم الملالي تثبت أن هذه الديكتاتورية الدينية لا تفهم سوى لغة القوة والحزم".
لهذا السبب، وفقاً لعابديني، انتشرت وحدات المقاومة التابعة لأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في جميع أنحاء البلاد. وفي العام الماضي، أطلقوا أكثر من 2230 حملة ضد القمع ومهدوا الطريق لانتفاضات.
وتابع حديثه قائلاً: عطلت وحدات المقاومة العديد من شبكات الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام ووزارة الرقابة ووزارة نهب الفلاحين في عدة حملات كبرى منذ فبراير الماضي.
وأكد عابديني على أن المنتفضين، إلى جانب الشبات ووحدات المقاومة الإيرانية، مصممون على إدامة وسائلهم لمواجهة سياسة الإعدام والتعذيب والقمع والنهب، فهم يعدون بإيران حرة ومزدهرة وديمقراطية.
وفي ختام حديثه، دعا عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية "المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لإسقاط النظام وإحلال السلام والديمقراطية والتعايش، والاعتراف بحق الشعب والمقاومة الإيرانية في الإطاحة بنظام الملالي".
من جهته، قال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فريد ماهوتشي، حول أسباب الغلاء الأخير في إيران، "اجتذبت الاحتجاجات الأخيرة في المدن الإيرانية حول ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وخاصة الخبز، اهتماماً عالمياً. والسؤال الآن لماذا تضاعفت الأسعار في إيران دفعة واحدة رغم الوعود التي قطعها قادة الحكومة بتقديم دعم 400 ألف تومان، نزل الناس إلى الشوارع وهتفوا "الموت لرئيسي" و"الموت لخامنئي"".
وذكر أن "جذر المشكلة والمشاكل الاقتصادية في إيران مثل جذور المشاكل الأخرى في النظام نفسه وسياساته العدوانية".
وأردف ماهوتشي قائلاً: "لطالما أراد نظام الملالي إلغاء العملة البالغة 4200 تومان المخصصة لاستيراد السلع الأساسية، بما في ذلك الدقيق، واستيراد هذه السلع بالعملة الحرة، في 8 أبريل 2022، بخصوص إلغاء عملة 4200 المخصصة للاستيراد، قال رئيسي إن حكومته تصرفت بطريقة "لم نتسبب فيها بمشكلة وصدمة للوضع الاقتصادي!"".
وأضاف: "بعد أقل من شهر من ادعاء رئيسي بأن التضخم المتفشي قد استحوذ على آخر بقايا مائدة الشعب. ارتفع القمح بنسبة 100٪ مقارنة بما كان عليه قبل 3 سنوات، ارتفع سعر الدقيق بكافة أنواعه من 2500 تومان حتى 12 ألفاً ثم إلى 16900 تومان، وارتفع سعر خبز الساندويتش 13 مرة، ويمكن أن يصل سعر الزيت النباتي لكل علبة من 22 ألفاً و500 تومان إلى 170 ألف تومان، وأصبح الأرز 130٪ أغلى مما كان عليه قبل 6 أشهر. ارتفع سعر الدواء 10 مرات في المتوسط".
وبخصوص أسعار المساكن، قال ماهوتشي: "أفادت وسائل إعلام حكومية عن "ثني" وكسر "ظهور المستأجرين تحت وطأة التضخم والغلاء". كما أصبح الخبز باهظ الثمن ونادراً لدرجة أن وسائل الإعلام التابعة للنظام حذرت من أن "الثورة الفرنسية الكبرى انطلقت أيضاً من ارتفاع أسعار الخبز".
وفي محاولة يائسة لخداع الناس ولقمع الاحتجاجات، أشار ماهوتشي إلى "وعد رئيسي ومسؤولو النظام بدعم الشعب بـ300 و 400 ألف تومان لتعويض غلاء الأسعار الناجم عن شطب العملة المخصصة لاستيراد السلع الأساسية".
وأكد على أن "سياسة النظام هذه لم تخدع الناس لأنهم كانوا يعرفون جيداً أن هدف النظام في القضاء على العملة المفضلة المخصصة للاستيراد هو نهب أكبر عدد ممكن من الناس وتفريغ جيوبهم لتغطية تكاليف الإرهاب وجهاز القمع، والدعم الذي وعد به رئيسي لن يصل حتى 10٪ من التعويض الحقيقي".
وتابع ماهوتشي حديثه بالقول: "تخصيص عملة مخصصة لاستيراد السلع الأساسية لعام 1400 تتطلب نحو 8 مليارات دولار، إذن، بإلغاء هذه العملة، يربح رئيس الملالي 8 مليارات دولار، يمكن استخدامها لدعم جهازه القمعي وسياسة تصدير الإرهاب. إذا أخذنا في الاعتبار ارتفاع الأسعار، بحسب صحيفة اقتصاد المستقبل الحكومية، فإن حكومة رئيسي تسرق 18 مليار دولار من جيوب الشعب".
وأشار ماهوتشي إلى تصريح وزير العمل الإيراني الذي اعترف إنه "مع بداية موجة التضخم الأخيرة، تدفقت 38 ألف مليار تومان "ما يعادل مليار و270 مليون دولار شهرياً" إلى الحكومة كل شهر "14 مايو 2022"".
وأوضح ماهوتشي أن "هذه السرقة فاضحة لدرجة أن خبراء حكوميين يسمونها "تغطية أخرى للنهب والسلب الحاصل في الاقتصاد الإيراني" من أجل "تعويض عجز ميزانية الحكومة"، بحسب تصريح لراغفر، وهو خبير حكومي في 15 مايو 2022".
من ناحية أخرى، أشار ماهوتشي إلى أن "وعد رئيسي بزيادة الدعم إلى 400 ألف تومان ينبع من ذعره من اندلاع غضب الناس، الذي نشهده هذه الأيام في مدن مختلفة من البلاد".
ومع ذلك، بحسب ماهوتشي، فإن "التكلفة العالية والطباعة غير المدعومة للأوراق النقدية من قبل نفس الحكومة كانت متفشية لدرجة أن مبلغ الإعانات لا يقل عن عُشر ما كان يحصل عليه الناس قبل إلغاء العملة المدعومة".
واستدل ماهوتشي على وجهة نظره من خلال الإشارة إلى ما قاله سائق تاكسي لمراسل وكالة أنباء ولاية تسنيم: "تعطيني 400 ألف تومان في الشهر، لكن مع الأسعار الباهظة، تأخذ 5 ملايين تومان من جيبي كل شهر!"، "15 مايو 2022"".
وتساءل ماهوتشي لماذا لا يشرح رئيسي كيف يمكنه تحمل تقديم "تعويض"، أي نفس الدعم الذي يبلغ 400 ألف تومان، إذا لم يكن قادرًا على توفير عملة مدعومة مخصصة للدعم. وهي نفقة لم يتم تضمينها في ميزانية نظام 1401 ولم يتم تحديدها في أي مكان آخر؟!
وبيَّن أن المصدر الوحيد هو طباعة الأوراق النقدية دون دعم. لذلك أقر همتي، الرئيس السابق للبنك المركزي للنظام، بأن الحكومة الرئيسية طبعت 142 ألف مليار تومان حتى الآن و "تستحق لقب ملك طباعة النقود".
وشدد على أن طباعة الأوراق النقدية غير المدعومة هو أحد الأسباب الرئيسة لاشتداد التضخم غير المسبوق وإفراغ موائد الناس، وأنها هي الآلية الأساسية لحكومة رئيسي للإصلاح الاقتصادي".
وفي ختام حديثه، أكد ماهوتشي، أن الفضيحة والنهب فاضحة لدرجة أنهم كتبوا هم أنفسهم لرئيسي في حرب عقارب الملالي: "الاستمرار في دفع الدعم يعني ترك سكينك الجراحي الصدئ في جسم المريض وجعله أكثر عدوى ومعاناة!" "جريدة الجمهورية - 15 مايو 2022"".
وذكرت وسائل إعلام حكومية، أن السلطات الإيرانية اعتقلت متظاهرين كانوا يحتجون على ارتفاع مفاجئ في أسعار المواد الغذائية الأساسية المدعومة في مدينتين جنوبيتين.
وتأتي الاعتقالات في أعقاب إعلان إيران أن تكلفة زيت الطهي والدجاج والبيض والحليب سترتفع بنسبة تصل إلى 300 %، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط بسبب اضطراب سلاسل التوريد العالمية وغزو روسيا لأوكرانيا، وهي مصدر رئيس للمواد الغذائية.
وتستورد إيران نصف استهلاكها من زيت الطهي من أوكرانيا، حيث أدى القتال إلى إبعاد العديد من المزارعين عن الحقول، وحوالي نصف قمحها من روسيا.
وتصاعد تهريب الخبز الإيراني المدعوم بشدة إلى العراق وأفغانستان المجاورتين مع انتشار الجوع في جميع أنحاء المنطقة.
ويدمر الجفاف الاقتصاد الإيراني بالفعل، وتسببت العقوبات الغربية المفروضة على البرنامج النووي الإيراني في صعوبات إضافية. وارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب من 40 بالمائة، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1994.
ولا تزال بطالة الشباب مرتفعة أيضاً. وحوالي 30% من الأسر الإيرانية تعيش تحت خط الفقر وفقاً لمركز الإحصاء الإيراني. وكذلك، ما زالت ذكريات ارتفاع أسعار الوقود في إيران في نوفمبر 2019 حاضرة أيضاً.
ووقتها هزت البلاد احتجاجات واسعة النطاق، وهي الأكثر عنفاً منذ قيام الجمهورية الإسلامية في عام 1979.
من جانبها، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن التظاهرات في إيران، سرعان ما تحولت إلى الطابع السياسي، بعد أن كانت تحتج على ارتفاع الأسعار وتفشي البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وهاجم متظاهرون نظام المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس البلاد إبراهيم رئيسي، فيما ردد آخرون هتافات تمجد رضا بهلوي نجل آخر ملوك إيران.
كما أظهرت لقطات الشرطة وهي تطلق النار على الحشود وأخرى تقتحم متجراً للمواد الغذائية، في حين اقتحم متظاهرون أثناء مرورهم بسيارات في بلدة حفشجان في الجنوب الغربي قاعدة لقوات الباسيج شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري.
كما انتشر أحد مقاطع الفيديو يظهر فيه متظاهرون في مدينة دزفول وهم يرددون "الموت لرئيسي.. الموت لرئيسي".
ورغم عدم إمكانية التحقق من تلك المقاطع المصورة فإن الكثير بدا منها حديث العهد، بحسب إندبندنت، وما يؤيد ذلك هو انقطاع الإنترنت عن الكثير من المناطق التي شهدت تلك الاحتجاجات في محاولة من السلطات الإيرانية منع انتشار أي مقاطع مصورة توثق تلك الاحتجاجات وتنقلها إلى العالم الخارجي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات، التي امتدت من الجنوب الغربي وإقليم خوزستان إلى العاصمة، أقل حجماً بكثير من الاحتجاجات التي بدأت في إيران في الأيام الأخيرة من العام 2017 والتي عادت إلى الظهور في أشهر صيف 2018، قبل خروج تظاهرات للاحتجاج على أسعار المحروقات في 2019 وانخفاض مستوى المياه المخصص للزراعة في العام 2021.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على "تويتر": "المتظاهرون الإيرانيون الشجعان يدافعون عن حقوقهم"، مضيفاً: "للشعب الإيراني الحق في محاسبة حكومته، ونحن ندعم حقوقهم في التجمع السلمي وحرية التعبير على الإنترنت أو في العالم الحقيقي دون خوف من العنف والانتقام".
وبدأت الاحتجاجات بعد أن خفضت الحكومة الإيرانية الدعم المخصص للخبر وزيت الطهي ومنتجات الألبان في 3 مايو، مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إذ اشتكى الإيرانيون من ارتفاع أسعار الخبز والمعكرونة بأكثر من الضعف، بينما تضاعف سعر زيت الطهي ثلاث مرات تقريبًا، وتزامن ذلك جنباً إلى جنب مع ركود الأجور والتضخم المتصاعد الذي يقوض أي زيادة في الأجور.
وسعى التلفزيون الإيراني الحكومي إلى بث الشكاوى من ارتفاع الأسعار لكن المسؤولين الإيرانيين قللوا إلى حد كبير من أهمية الاحتجاجات.
وفي تطورات الأوضاع الأمنية والعسكرية، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن بدء مناورة كتائب الباسيج الأمنية بمحافظة خوزستان وأيضا مدينة كلبايكان في محافظة أصفهان مع استمرار الوضع الأمني في العديد من المدن، وذلك بالتزامن مع الاحتجاجات المناهضة للنظام، والتي بدأت في خوزستان وامتدت إلى محافظات أخرى في إيران.
وقال قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان، إن المناورة التي حملت عنوان "إلى بيت المقدس" بوجود 65 كتيبة بيت المقدس و 28 كتيبة كوثر للأخوات، من أجل تحسين مستوى الاستعداد الدفاعي والأمني لقوة الباسيج و"تجهيز الوحدات للقيام بعمليات حقيقية في المجالات الاجتماعية في عموم محافظة خوزستان".
وتجري مناورات الحرس الثوري وكتائب الباسيج الأمنية في محافظة خوزستان، فيما لا يزال الجو الأمني سائدا في بعض المدن الإيرانية بما في ذلك محافظتا خوزستان وتشهارمحال وبختياري، وكذلك مدينة كلبايكان بمحافظة أصفهان. كما أن شبكة الإنترنت في هذه المدن بطيئة أو غير متصلة.
في غضون ذلك، وفي أعقاب الاحتجاجات المناهضة للنظام لأهالي كلبايكان في محافظة أصفهان، أعلن الحرس الثوري في محافظة أصفهان أيضاً عن إجراء مناورة كتائب بيت المقدس الأمنية في مقر القدس في كلبايكان.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان، محمد رضا ليلي زاده، عن مناورة كتائب الباسيج الأمنية: "بحسب التخطيط، بدأ هذا التمرين بنهج دفاعي وأمني في عموم محافظة خوزستان وسيستمر لمدة يومين".
وأضاف قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان، أن إعداد الوحدات للقيام بعمليات حقيقية في المناطق الاجتماعية في عموم محافظة خوزستان، وزيادة القوة والجاهزية القتالية لوحدات كتيبتي بيت المقدس وكوثر، والقيام بعمليات نفسية وفق الوضع الراهن في المناطق التابعة لمقرات مقاومة "الباسيج"، من برامج هذه المناورة العسكريّة.
وتجري مناورات الحرس الثوري وكتائب الباسيج الأمنية في خوزستان بعد الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للنظام في مختلف مدن محافظة خوزستان، بما في ذلك الخفاجيّة، وسوسنغرد، ودزفول، وأنديمشك، والأحواز، والحميدية والفلاحيّة، وشادکان، ومعشور "ماهشر"، ومناطق أخرى من المحافظة، ثم امتدت إلى محافظات أخرى في إيران.
وخلال الاحتجاجات المناهضة للنظام، ردد المتظاهرون مراراً هتافات ضد المرشد علي خامنئي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، كما أضرمت النيران في مقر للباسيج في مدينة جونقان بمحافظة تشهارمحال وبختياري وهتف المتظاهرون "اللعنة على الباسيج، اللعنة على الحرس الثوري، اللعنة على خامنئي".
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان، إن أحد أهداف كتائب الباسيج الأمنية في هذه المحافظة هو التدريب القتالي وفق المهمات والإشراف الاستخباراتي، والتنفيذ المكثف لمختلف التكتيكات القتالية الفردية في الميدان.
وأشار القائد في الحرس الثوري، ضمنياً، إلى ارتباط هذه المناورة بالاحتجاجات المناهضة للنظام، وقال: "آمل أن تحقق هذه الكتائب بكل قوتها الأهداف المحددة سلفاً للمناورة، وأن تخلق الأمل في جبهة الثورة الإسلامية والخوف واليأس في نفوس أعداء النظام الإيراني".