قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه سيتعين على أوروبا "التخلي عن النفط الروسي ومنتجاته بأي حال من الأحوال، لأن هذا يتعلق باستقلال الأوروبيين أنفسهم عن أسلحة الطاقة الروسية"، معتبرا أنه "كلما حدث ذلك مبكرا، كلما كان التخلي عن النفط الروسي كاملا، وزادت الفوائد التي تعود على أوروبا نفسها في النهاية".

وأضاف زيلينسكي في كلمة وجهها للأوكرانيين، مساء الاثنين: "كانت إحدى المهام الرئيسية في ذلك اليوم هي الموافقة على الحزمة السادسة من العقوبات على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي. لقد تم الاتفاق على حزمة العقوبات الخامسة في 8 أبريل الماضي، ومر وقت طويل دون تشديد العقوبات الأوروبية ضد روسيا".



وأكد زيلينسكي على أنه طالب خلال اجتماع المجلس الأوروبي، بأنه "يجب تصحيح هذا الأمر على الفور".

وتابع: "أنا ممتن لرئيس المجلس الأوروبي، تشارل ميشيل، على دعمه لمصالح أوكرانيا ومصالح أوروبا بأكملها، ولمحاولته إيجاد الحلول الوسط اللازمة في أقرب وقت ممكن، حتى يمكن اعتماد حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي السادسة، إذ يجب أن تشعر روسيا بثمن أعلى بكثير لعدوانها".

أزمة أمن الغذاء

وأشار الرئيس الأوكراني إلى لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، في كييف، موضحا أنه ناقش معها تشديد العقوبات على روسيا، بالإضافة لقضايا الدعم الدفاعي لأوكرانيا، و"التكامل الأوروبي، والحاجة إلى العمل بشكل أسرع لمنع تصاعد أزمة الغذاء في العالم".

واستطرد: "نظرا لحقيقة أن روسيا أغلقت موانئنا في البحر الأسود واستولت على الجزء الخاص بنا من ساحل بحر آزوف، لا يمكننا تصدير 22 مليون طن من الحبوب الموجودة بالفعل في المستودعات في بلدنا. هذا هو الحجم الذي كان من المقرر أن يدخل السوق الخارجية".

وشدد زيلينسكي على أن "الحصار الروسي لصادرات بلاده، يزعزع استقرار الوضع على نطاق عالمي".

وأضاف: "نتيجة لذلك، أصبح الغذاء مكلفا بشكل متزايد في بلدان مختلفة، وبالتالي هناك خطر المجاعة في إفريقيا وآسيا وبعض الدول الأوروبية".

وحذر من أن ذلك الأمر "قد يتصاعد ليؤدي إلى أزمة مهاجرين جديدة"، معتبرا أن "هذا ما تريده القيادة الروسية بوضوح".

وأضاف: الروس يسببون هذه المشكلة عن عمد، بحيث تواجه أوروبا كلها صعوبات، وحتى لا تتلقى أوكرانيا مليارات الدولارات مقابل صادراتها. هذه هي المليارات التي يحتاجها اقتصادنا الآن".

"سرقة موارد أوكرانيا"

واتهم زلينسكي روسيا بـ"سرقة الموارد والثروات الأوكرانية"، قائلا: "سرق الغزاة بالفعل ما لا يقل عن نصف مليون طن من الحبوب، ويبحثون الآن عن طرق لبيعها بشكل غير قانوني في مكان ما.. لكسب المال مما تم سرقته وللحفاظ على العجز في السوق القانوني".

كما أشار إلى أنه أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تناولا خلاله "التهديد للأمن الغذائي، وكيفية ضمان حركة المرور العادية من موانئ البحر الأسود الأوكرانية، وحول كيفية الإسراع بإنهاء هذه الحرب، إلى جانب التعاون الدفاعي بين أوكرانيا وتركيا".

وأوضح زلينسكي في كلمته للشعب الأوكراني، أن اليوم الـ96 من الحرب شهد استمرار المعارك على جبهات القتال، مشيرا إلى أنه في منطقة لوهانسك، عرقل "المحتلون" الإخلاء من مناطق القتال، بإطلاق النار على سيارة تتبع السكان المحليين.

وقُتل الصحفي الفرنسي، فريديريك لوكليرك إيمهوف، جراء القصف. وأصبح الإعلامي رقم 32 الذي قُتل بعد بدء الحرب في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

وأضاف الرئيس الأوكراني: "لا يزال الوضع في دونباس صعبا للغاية. حيث يحاول الجيش الروسي حشد قوى ساحقة في مناطق معينة لممارسة المزيد والمزيد من الضغط على المدافعين عنا. هناك، في دونباس، تتجمع الآن القوة القتالية القصوى للجيش الروسي".

وأشار إلى أن سيفيرودونتسك وليسيتشانسك وباخموت وأفدييفكا وكوراخوف وسلوفيانسك، لا تزال تشكل "أهدافا رئيسية" للروس في هذا الاتجاه.

يذكر أن القوات الروسية قصفت، الاثنين، خاركيف مرة أخرى. كما تم قصف أراضي منطقتنا سومي عبر الحدود بين أوكرانيا وروسيا.

واختتم زلينسكي كلمته بالتأكيد على "استمرار النضال من أجل منطقة خيرسون، الواقعة تحت السيطرة الروسية، مضيفا: "خطوة بخطوة نحرر أرضنا، ونقترب تدريجيا من النقطة التي ستضطر فيها روسيا إلى إلقاء سلاحها، وإحصاء جميع قتلاها".