باتت مدينتا سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، اللتان يفصل بينهما نهر سيفرسكي دونيتس، النقطة المحورية للمعركة في الشرق الأوكراني، وفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

في تلك المنطقة، يتحرك الجنود الأوكرانيون بسرعة فائقة داخل مركبات سريعة متعددة الاستخدامات خوفا من أن يصبحوا أهدافا للقوات الروسية الغازية.

وقال العقيد في الجيش الأوكراني، يوري فاشوك، عن ضرورة التحرك بسرعة أو يصبحوا هدفا للمدفعية الروسية، "إنهم يروننا ويفتحون النار. لا يوجد مكان آمن في المدنية".

وتهدف روسيا للاستيلاء على المدن الشرقية، حتى لو كان ذلك على حساب تسويتها بالأرض، ثم مواصلة مسيرتها باتجاه الغرب.

ومع ذلك، لا تزال استراتيجية أوكرانيا هناك غير واضحة. ويقول المحللون إن سيفيرودونيتسك بشوارعها الخالية ومبانيها المجوفة، لها أهمية عسكرية محدودة. وفي الأيام الأخيرة، تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن مزايا التراجع والمخاطر طويلة المدى للقيام بذلك.

ليلة الأربعاء، عاد للتأكيد على أهميتها، واعتبر القتال هنا محوريًا للمعركة الأوسع للمنطقة. وقال زيلينسكي في خطابه الليلي للأمة: "من نواح كثيرة، يتم تحديد مصير دونباس لدينا هناك".

قال زيلينسكي: "نحن ندافع عن مواقعنا ونلحق العدو بخسائر كبيرة. هذه معركة شرسة وصعبة للغاية. وربما تكون واحدة من أصعب المعارك خلال هذه الحرب".

تقع سيفيرودونيتسك على الضفة الشرقية من نهر سيفرسكي دونيتس، وخط الإمداد الوحيد للقوات الأوكرانية هو جسر معطل جزئيا. وتم تفجير جسرين آخرين في وقت سابق خلال القتال.

وتقع مدينة ليسيتشانسك على الضفة الغربية. وتشكل المدينتان منطقة سكنية واحدة، يفصلها النهر فقط. ويُنظر إلى ليسيتشانسك، الواقعة على الضفة المرتفعة، على أنها موقف احتياطي أكثر قابلية للدفاع عن الأوكرانيين الذين يقاتلون في هذه المنطقة.

محاولات تطويق المنطقة

في ليسيتشانسك، تناثرت قطع الأسفلت وأغصان الأشجار المقطوعة وغيرها من الحطام الناجم عن القصف في شوارع المدينة، والتي كانت في الغالب فارغة خلال زيارة هذا الأسبوع. وتتدلى خطوط الكهرباء المكسورة من الأعمدة.

عبر النهر، كانت الشوارع في سيفيرودونيتسك في لحظات هادئة بشكل مخيف، وفي أوقات أخرى كانت أصوات الطلقات النارية والانفجارات تدوي المدينة.

وتحاول القوات الروسية تطويق المدينتين بالكامل ومحاصرة الجنود الأوكرانيين الموجودين فيها تمهيدا للاستيلاء عليها بالكامل.

وقالت نائبة رئيس لجنة الأمن والدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني، ماريانا بيزوغلا، "إنهم يحاولون تشكيل دائرة لحبس كل الجنود في الداخل وتدميرهم".

ولم يكشف الجيش عن عدد القوات الأوكرانية الموجودة في تلك المنطقة، لكن بيزوغلا قالت إن عدة آلاف من الجنود الأوكرانيين منتشرون الآن في هناك ومعرضين لخطر الحصار.

ترتدي بيزوغلا زيا عسكريا أثناء قيادتها لسيارة كانت تستخدم في السابق كسيارة مصفحة لنقل أموال أحد البنوك. وقالت إنها كانت تعيش في منطقة التطويق المحتملة على مدى الأسبوعين الماضيين، وتعمل على ضمان عدم إساءة استخدام المساعدات العسكرية لأوكرانيا. ومن المرجح أن تزداد أهمية هذه القضية مع وصول مليارات الدولارات من المساعدات الغربية الإضافية.

وأعربت بيزوغلا عن امتنانها لمساعدة الدول الغربية لأوكرانيا بتزويدها للأسلحة. ومع ذلك تساءلت: "من الصعب أن أفهم سبب تقديم المساعدة على مراحل تكفي فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكنها ليست كافية لكسب المعركة".