إرم نيوز

رأت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن الرئيس جو بايدن يواجه خيارات محدودة، ومهمة صعبة في الوصول لاتفاق نووي مع إيران بسبب أخطاء الرئيس السابق دونالد ترامب التي قالت إنها شجعت طهران على زيادة مطالبها.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته السبت بعنوان ”شبح ترامب يهيمن على المفاوضات النووية المنهارة مع إيران“، إن ”العديد من العوامل هي المسؤولة عن انهيار الآفاق لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وإنه لا شيء أعاق جهود بايدن في هذا المجال أكثر من إرث الرئيس السابق دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق“.

وأعربت عن اعتقادها بأن ”ترامب فعل أكثر من مجرد الانسحاب من الاتفاق، وأن مسؤولين أمريكيين يرون أن أفعاله عقّدت بشكل كبير قدرة واشنطن على التفاوض مع طهران التي قدمت مطالب خارج الاتفاق النووي ورفض الرئيس بايدن تلبيتها دون الحصول على تنازلات“.

ولفتت إلى أنه ”مع عدم وجود حل وسط بشأن اتفاقية جديدة وإحراز إيران تقدمًا مطردًا نحو القدرة النووية، قد تضطر إدارة بايدن قريبًا إلى الاختيار بين قبول أن إيران لديها القدرة على صنع قنبلة أو القيام بعمل عسكري لمنعها من القيام بذلك“.

وأشارت إلى تصريحات كبير مفاوضي وزارة الخارجية روبرت مالي خلال جلسة استماع لأعضاء مجلس الشيوخ أواخر الشهر الماضي قال فيها إن ”ترامب سلم بايدن أزمة نووية لا داعي لها، وإن فرص إنقاذ الصفقة أصبحت ضعيفة“، معتبرا أن ”إرث ترامب يطارد المحادثات النووية ببضع طرق ملحوظة على الأقل، مثل أن الإيرانيين يرون في انسحاب ترامب خيانة للثقة رغم التزام طهران بالاتفاق، وأن ذلك أكد مخاوف طهران بشأن السرعة التي يمكن أن تغير بها واشنطن مسارها بعد الانتخابات“.

وتابع مالي أن ”إدارة ترامب توقعت أن إيران لن تستأنف برنامجها النووي، وأنها ستأتي للتفاوض بشأن مخاوفنا الأخرى، أتمنى لو كانوا على حق؛ لكن للأسف ثبت أنهم مخطئون من جميع النواحي“.

تكديس عقوبات جديدة

وأوضحت الصحيفة أن ”ترامب أوجد عقبة رئيسة ثانية لاستعادة الاتفاق النووي من خلال تكديس نحو 1500 عقوبة جديدة على إيران التي أصرت على إلغائها، بما فيها تصنيف ترامب للحرس الثوري الإيراني مجموعة إرهابية“.

ونقلت عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن ”الولايات المتحدة كانت منفتحة على رفع التصنيف لكن فقط إذا كانت إيران مستعدة لتقديم تأكيدات جديدة بشأن المخاوف الأمنية المتعلقة بالحرس الثوري، وهناك عقبة ثالثة خلقها ترامب وهي رفض المسؤولين الإيرانيين التحدث مباشرة للأمريكيين منذ خروج ترامب من الاتفاق، وزاد غضب إيران من ترامب عندما أمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني عام 2020“

وأفادت بأن ”مسؤولي إدارة بايدن يرون أن ترامب قدم مطالب متطرفة لإيران كانت غير واقعية، حتى في ظل الضغط الاقتصادي المكثف الذي مارسه على طهران“.

من جانبه قال دينيس روس، مفاوض الشرق الأوسط السابق الذي عمل مع العديد من الرؤساء الأمريكيين إن ”الجانبين لا يزال لديهما حوافز لتقديم تنازلات، يحتاج المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، إلى تخفيف العقوبات على اقتصاد بلاده، وبالنسبة إلى بايدن ليس لديه أي طريقة أخرى في هذه المرحلة للحد من البرنامج النووي الإيراني الذي يمضي قدما مع مراقبة أقل من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.“

وأقر روس بأن ”الاتفاق النووي الذي حظي بدعم محدود في الكونغرس حتى في 2015 يبدو أقل جاذبية اليوم بعد أن اكتسبت إيران المزيد من المعرفة النووية، ومن المقرر أن تنتهي صلاحية بنود الانقضاء الرئيسة للاتفاقية في غضون بضع سنوات فقط، وأن بايدن لا يزال يرغب بالعودة للاتفاق ليس لأنه يعتقد أنه صفقة رائعة للغاية، لكن لأن البديل سيئ للغاية، وخلاف ذلك يمكن للإيرانيين الاستمرار بالمضي قدمًا في برنامجهم النووي“.