تعتزم فرنسا إعادة الانتشار العسكري في النيجر واستبدال المعسكر المالي، حيث بدأت قبضتها العسكرية تضعف بإقامة قاعدة جوية في النيجر التي بدت مختبرا حقيقيا لعملية ”برخان“ العسكرية التي تقودها باريس.

وقال تقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية إن فرنسا بصدد نقل المعدات اللوجستية لعملية ”برخان“ من مالي المجاورة إلى النيجر، حيث تتراكم الحاويات في العاصمة نيامي، في الموقع الذي تخطط باريس لإقامة قاعدة جوية به، بعد أن فقدت مواقعها العسكرية الواحدة تلو الأخرى في مالي، حيث عادت السيطرة على قواعد كيدال وتمبكتو وتيساليت وميناكا إلى القوات المسلحة المالية، ولم يبق سوى الجزء الرئيس الأكبر الذي يقع في غاو، على بعد 450 كيلومترا شمال العاصمة النيجرية.

ونقل التقرير عن مسؤول لوجستي قوله إنه من المفترض أن يتم نقل ما لا يقل عن 5 آلاف حاوية إلى النيجر بحلول نهاية أغسطس/آب المقبل باستخدام قوافل برية عملاقة تحميها العناصر الجوية (6 طائرات بدون طيار مسلحة أمريكية الصنع من طراز ”ريبر“، و17 طائرة هليكوبتر و 6 قاذفات مقاتلة من طراز ميراج دي 2000) متمركزة في نيامي، أو نجامينا في تشاد.



وتنهي هذه العملية نهائيا مهمة ”برخان“ التي بدأت في أغسطس/ آب 2014 لوقف تقدم تحالف الجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة والطوارق.

ويوضح التقرير أنه ”في مواجهة حركات التمرد في مالي، والتي تتطلب ردود فعل سياسية، كانت باريس تدرك منذ فترة طويلة الحاجة إلى تكييف نظامها مع منطقة الساحل من أجل مكافحة الإرهاب، حيث أدى الانقلاب الأول في مالي، في أغسطس/ آب 2020، والذي تم تأكيده بعد بضعة أشهر من خلال انقلاب آخر من قبل نفس المجلس العسكري، إلى تسريع وتيرة تغيير الإستراتيجية“.

وبحسب ”لوموند“ فإن ”الظروف لم تعد ملائمة لمواصلة الالتزام العسكري الفرنسي ضد الجماعات المتشددة إلى جانب القوات المالية؛ لذلك قررت فرنسا البدء في إعادة تنظيم قواتها خارج الأراضي المالية“.

وأشار التقرير إلى دور تحالف السلطات المالية مع شركة ”فاغنر“ شبه العسكرية الروسية والقريبة من الكرملين، في التسريع بالانسحاب الفرنسي.

وأضافت الصحيفة الفرنسية أن ”من الآثار الجانبية لنهاية عملية (برخان) أنه تم التوقيع على شهادة وفاة (فرقة تاكوبا)، التي تضم قوات فرنسية وأوروبية، مطلع يوليو/تموز الجاري كما أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، حيث ترغب فرنسا في إضفاء الطابع الأوروبي على تدخلها في منطقة الساحل، وتكافح لإقناع شركائها الأوروبيين بإرسال بعض قواتهم الخاصة لتدريب وحدات النخبة المالية“.

وأوضحت ”لوموند“ أن ”باريس ترفض الحديث عن فشل عسكري في مالي، لكنها تتعلم الدروس، حيث يجري إعادة صياغة عملية (برخان)، ولن يكون الأمر كما كان في مالي و نيامي لن تكون غاو جديدة“، وفقا لقائد عملية ”برخان“، هيرفي بيير.