صحيفة القبس الكويتية


يتجه المشهد السياسي في العراق إلى مزيد من التعقيد، حيث تهدد التسريبات الصوتية المنسوبة لرئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي بالتحول إلى صراع مسلح، فقد شهدت محافظات عراقية تظاهرات لأنصار الصدر أمام مقرات لحزب الدعوة، احتجاجا على تلك التسجيلات، رغم أن الصدر طلب، عن طريق قياديين في تياره، عدم الخروج بتظاهرات.

مساع للصلح.. وحزب الله يتدخل

ويحاول قياديون من الطائفة الشيعية وشيوخ عشائر قيادة مساع للصلح بين المالكي والصدر، وفقا للنائب السابق شيخ عشيرة الدبات في الناصرية، عبد الأمير التعيبان الذي قال إن مجموعة من شيوخ قبائل ذي قار قدموا مبادرة للمرجع الأعلى علي السيستاني للتدخل بين الطرفين. مضيفاً أن الصدر معتدل في طرحه ورفض التصعيد ومنع التظاهرات.


وفي سياق متصل، علمت القبس من مصادر إيرانية إرسال حزب الله اللبناني بالتنسيق مع الجانب الإيراني وفدا رفيع المستوى إلى بغداد لاحتواء أزمة التسريبات.

وقالت المصادر لـ القبس إنه نظراً لخطورة الأوضاع في العراق إثر تسريبات المالكي، تحرك حزب الله بشكل عاجل وأرسل وفداً يضم شخصيات لها علاقة وثيقة بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتهدئة الأخير ومعالجة الأزمة من خلال وساطة الحزب.

وأكدت المصادر الإيرانية لـ القبس بأنه خلال اليومين الماضيين أجرى حزب الله مع السفير الإيراني اتصالات مكثفة بين المالكي والصدر لإيجاد حلول مؤقتة لوقف أي مواجهة مسلحة قد تحدث بين الطرفين.

وأكد المصدر أن وفد حزب الله سيتوجه خلال اليومين المقبلين من بغداد إلى طهران وقد ينقل المالكي معه إلى إيران لحمايته.

وكانت المصادر كشفت لـ القبس عن تحرك السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق لإيجاد مخرج للأزمة مقترحاً انتقال المالكي مؤقتا إلى طهران.

القضاء يتحرك

واليوم أعلن مجلس القضاء الأعلى، فتح تحقيق بشأن التسريبات، وذكر المركز الإعلامي بمجلس القضاء الأعلى أن «محكمة تحقيق الكرخ تلقت طلباً مقدماً الى الإدعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص التسريبات المنسوبة للمالكي وأن التحقيق الأصولي بخصوص التسريبات يجري وفق القانون».

ونقلت مواقع اخبارية عرايقة ان المدون علي فاضل ناشر التسجيلات المسربة للمالكي أبدى استعداده لتدوين اقواله عبر السفارة العراقية في واشنطن، عقب إعلان القضاء العراقي فتح التحقيقات بها، بشرط إبلاغ السلطات الأميركية وقنوات اعلامية أميركية للدخول معه إلى مبنى السفارة.

حزب الدعوة يرد

في المقابل نفى المالكي، مجددا، صحة التسريبات الصوتية المنسوبة إليه، التي أشار آخرها إلى الحشد الشعبي بوصفه «أمة الجبناء»، وإلى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بوصفه «قاتلا وسارقا».

واليوم رد حزب الدعوة، بزعامة المالكي على مقتدى الصدر ووصف التسريبات بـ «الاستراق الإلكتروني»، وأكد أنه لن ينجر إلى «فتنة عمياء». وذكر البيان أنه «مع إرهاصات تشكيل الحكومة، نرى أن هناك من يذكي نار الفتنة بيننا نحن أبناء الصدرين»، (في إشارة إلى المرجعين الشيعيين الراحلين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر)، متهمًا أجهزة سرية في الداخل والخارج بالوقوف وراء عملية التسريب، التي قال إن هدفها تحويل العراق إلى بؤرة صراع.

وكان مقتدى الصدر طالب، يوم الإثنين، القيادات المتحالفة مع المالكي بإصدار بيان مشترك لاستنكار ما ورد في التسريبات وطالب بـ«إطفاء الفتنة من خلال استكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة مع المالكي من جهة ومن قبل كبار عشيرته من جهة أخرى».

كتائب أئمة البقيع

وفي حين انه لم يتم التأكد من صحة التسريبات المزعومة، أو تاريخ الاجتماع المزعوم فقد تحدث التسريب الخامس عن مجموعة تدعى «كتائب أئمة البقيع»، ضمن جماعة أكبر كما يبدو تطلق على نفسها «أمة الأخيار» بقيادة مرجع ديني يشار إليه في التسجيلات باسم «آية الله الميرزا»، ويوحي التسجيل أن المجتمعين ينتمون إلى تياره.

وتقول قناة الجدار نيوز التابعة للتيار الصدري إن قاطع مليشيا أئمة البقيع يمتد من (المقدادية _ شهربان _ الهارونية _الصدور _ حمرين _ مياح).

ويقول إعلام «لواء أئمة البقيع» إنه ينتمي إلى ما يعرف بـ«حشد وزارة الدفاع» وهي مجاميع خاضعة لإدارة وزارة الدفاع العراقية، وليس هيئة الحشد الشعبي. ويقود اللواء شخص اسمه سعد طعيس التميمي. ويتحدث المجتمعون في التسجيل المزعوم الأخير صراحة عن «وجوب سفك الدماء» وفقا لـ«خطة رشيدة» من أجل تسليم الحكم للمالكي، ويقولون إنهم مطيعون له.