الحرة

حضت الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الجمعة، طهران، على "عدم التقدم بطلبات غير واقعية" في المباحثات الهادفة لإحيائه التي استؤنفت، الخميس، في فيينا.

وجاء البيان الفرنسي الألماني البريطاني، بعد ساعات من تأكيد مصدر إيراني ضرورة إغلاق ملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن العثور على آثار يورانيوم مخصب في مواقع لم تصرح طهران أنها شهدت أنشطة نووية، ويشكل منذ أشهر نقطة تجاذب بين الجمهورية الإسلامية من جهة، والوكالة التابعة للأمم المتحدة ودول غربية من جهة أخرى.

ودعت الدول الأوروبية إيران الى "عدم التقدم بطلبات غير واقعية خارج إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (اسم الاتفاق)، بما يشمل مسائل الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية".

من جهته، رأى دبلوماسي إيراني أن القضية نشأت "من خلال الضغط السياسي، واستمرت تحت هذا الضغط وهي ذات طابع سياسي ولا ينبغي استخدامها كذريعة ضد إيران في المستقبل"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وكانت الوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقرا لها، قالت في تقرير أواخر مايو أن إيران لم تقدّم توضيحات وافية بشأن العثور على آثار لمواد في ثلاثة مواقع لم تصرّح عنها بأنها شهدت أنشطة نووية.

وأثار التقرير توترا متزايدا مع الغرب، اذ أقر مجلس محافظي الوكالة في يونيو، مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة ودول أوروبية، ينتقد طهران على خلفية عدم تعاونها.

ووجهت إيران انتقادات لاذعة للتقرير، معتبرة أنه "غير منصف". وقامت تزامنا مع إقراره، بوقف العمل بعدد من كاميرات المراقبة العائدة للوكالة في بعض من منشآتها النووية.

وحذر المدير العام للوكالة رافايل غروسي في حينه من أن الخطوة الإيرانية قد توجه ضربة قاصمة لجهود إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وأتاح الاتفاق المبرم بين إيران وست قوى كبرى، رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلاّ أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه في 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجبه.

وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في إبريل 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.

وعلّقت المباحثات في مارس مع تبقي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتمكن المعنيون من ردم الهوة بشأنها بعد. وأجرى الجانبان في أواخر يونيو، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت دون تحقيق اختراق.

مباحثات "حاسمة"

وبعدما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أواخر تموز/يوليو التقدم بطرح تسوية بين الجانبين، عاد مفاوضون الى العاصمة النمسوية اعتبارا من الخميس لعقد لقاءات لمحاولة كسر الجمود الحاصل.

وأكدت الدول الأوروبية في بيانها أن "مباحثات اليوم في فيينا لا تعدّ جولة جديدة من المفاوضات. هذه مباحثات تقنية بشأن الردود الإيرانية على النصّ" الذي وضعه بوريل على الطاولة، مؤكدة أن "القضية الأساسية المتبقية هي بين الولايات المتحدة وإيران".

وأكدت أن "النصّ على الطاولة. لن يتم افتتاح المفاوضات من جديد. على إيران أن تقرر الآن أن تنجز الاتفاق طالما لا يزال ذلك ممكنا".

من جهته، رأى الدبلوماسي الإيراني وفق ما نقلت عنه "إرنا"، أن "ما يجري في فيينا هو حاسم ويجب كسب ثقة الجانب الإيراني بأسرع وقت ممكن".