العربية

على مدى شهور، فشلت جهود بذلتها الصين لوقف زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وهي الزيارة التي تسببت في أزمة بين البلدين.

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" Wall Street Journal فإن الزعيم الصيني شي جين بينع اتصل قبل أربعة أيام من زيارة بيلوسي إلى تايوان، هاتفيا بنظيره الأميركي جو بايدن، ووجه له رسالة مفادها: "الآن ليس الوقت المناسب لأزمة شاملة."

تقرير الصحيفة، الذي اعتمد على أشخاص مقربين من عملية صنع القرار في الصين، أكد أن الرئيس الصيني شعر بالإحباط لأن شهورا من الجهود الدبلوماسية فشلت في وقف رحلة بيلوسي .

واعتبرت بكين "استفزازا"، زيارة ثالث مسؤولة في هرم السلطة في الولايات المتحدة التي كانت قد تعهدت عدم إقامة علاقة رسمية مع أراضي الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها. وتعتبر الصين تايوان التي يبلغ عدد سكانها حوالي 23 مليون نسمة جزءا لا يتجزأ من أراضيها لم تنجح بعد في إعادة توحيده مع بقية البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949.

وفي المحادثة التي جرت في 28 يوليو بين الرئيسين، حذر شي نظيره الأميركي من عواقب غير محددة إذا زارت بيلوسي تايبيه، حسبما قال أشخاص مطلعون على المكالمة للصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها القول إن الرئيس الصيني أخبر بايدن أنه ليس لديه نية لخوض حرب مع الولايات المتحدة، وقال إن كلا الجانبين بحاجة إلى "الحفاظ على السلام والأمن".

وتعليقا على ذلك، نقلت الصحيفة الأميركية عن المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن القول إن "الرئيس شي أوضح موقف الصين المبدئي بشأن مسألة تايوان" في محادثته الهاتفية مع بايدن.

وقال مسؤولون في إدارة بايدن إنهم أوضحوا لبكين أن واشنطن ملتزمة بسياسة "صين واحدة" التي طالما دعمت العلاقة بين البلدين لكن للمشرعين الحق في زيارة تايوان.

وبعد مغادرة بيلوسي لتايوان، ردت الصين بأيام من التدريبات العسكرية واسعة النطاق التي فرضت فعليا حصارا مؤقتا على تايوان، وأوقفت التعاون مع واشنطن بشأن المناخ وبعض القضايا الأخرى، وجمّدت بعض الاتصالات العسكرية.

وقال أشخاص مطلعون على صنع القرار في بكين إن قادة الصين فكروا في رد قوي، ولكن ليس إثارة رد فعل تصعيدي من واشنطن وحلفائها.

من جهتها قالت وزارة الخارجية التايوانية، اليوم الخميس، إن تايبيه ترفض نموذج "بلد واحد ونظامين" الذي اقترحته الصين في كتاب أبيض نشرته هذا الأسبوع. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جوان أو في مؤتمر صحافي إن شعب تايوان وحده يملك حق تقرير مصيره.

وأضافت أن الصين تستخدم زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان "كذريعة لخلق وضع عادي جديد لترهيب الشعب التايواني".

يأتي ذلك فيما أجرى الجيش التايواني، الخميس، تدريبات جديدة بالذخيرة الحية بعد أن أنهت بكين أكبر مناورة عسكرية على الإطلاق حول الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

ووعدت الصين الأربعاء بألا تترك "أي هامش مناورة" لمؤيدي استقلال تايوان مؤكدة أن "استخدام القوة" لاستعادة الجزيرة ما زال مطروحا "كملاذ أخير".

ونشرت هيئة "مكتب شؤون تايوان" الحكومية الصينية "كتابا أبيض"، الأربعاء، يشرح بالتفصيل كيف تخطط بكين لاستعادة السيطرة على الجزيرة خصوصا عبر حوافز اقتصادية.

وجاء في الوثيقة التي تبدو أقرب إلى يد ممدودة للسلطات التايوانية "نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة (للتعاون) من أجل تحقيق إعادة توحيد على نحو سلمي".

لكنها أضافت "لن نترك أي هامش مناورة للأعمال الانفصالية التي تهدف إلى استقلال زائف لتايوان، أيا كانت".

التحذير الصيني الجديد يأتي بعد مناورات عسكرية صينية مكثفة جرت في الأيام الأخيرة حول الجزيرة ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايبيه.

لكن بيلوسي قالت للصحافيين في واشنطن إنها "فخورة جدا" برحلتها، مضيفة أنها تعتقد أن الصين استخدمت زيارتها "ذريعة" لبدء تدريباتها العسكرية. وأضافت "لن نسمح للصين بعزل تايوان".