قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج بلاده النووي "إذا تم احترام الخطوط الحمراء لإيران"، مشيراً إلى أن الجولة الأخيرة من محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق الموقع في 2015 "شهدت تقدماً".

وأكد كنعاني، الذي لا تزال بلاده تدرس المسودة النهائية التي طرحها الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل لاتفاق، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الرسمي أن "المشاورات بشأن مسودة الاتفاق جارية"، مضيفاً: "نحن نتقدم بالتأكيد".

وبشأن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على طهران، عبّر متحدث الخارجية عن اعتقاده بأن "رفع العقوبات سيفيد أيضاً الاقتصاد العالمي، وإمدادات الطاقة التي تتماشى مع مصالح الدول الأوروبية".



وفي 4 أغسطس الجاري، استؤنفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وهي الدول الموقعة على الاتفاق السابق في 2015، في فيينا، بهدف التوافق على الخطوات التي يجب اتخاذها لعودة طهران وواشنطن إلى الامتثال الكامل لشروط الاتفاق النووي.

توقعات إيجابية

وقال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، الأحد، في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية "تاس": "في حالة التطور الإيجابي للأحداث، ربما يتسنى التوصل إلى اتفاق نهائي في وقت مبكر من الأسبوع المقبل".

وأضاف: "مع ذلك، الأمر ممكن إذا وافقت جميع الدول المشاركة في محادثات فيينا على نسخة النص التي قدمها منسقو الاتحاد الأوروبي في 8 أغسطس. إذا لزم الأمر إدخال تعديلات، أو ظهرت اعتراضات، من الصعب توقع تطورات أخرى الآن. علينا أن ننتظر بداية الأسبوع المقبل".

وتابع أوليانوف: "وافقت الولايات المتحدة على ما يبدو، في حين أن إيران لم تحدد بعد موقفها من النص، ولهذا السبب لن أتكهن بشأن المسائل التي ربما لا تزال (عالقة) لدى طهران".

واشنطن: لا تنازلات بشأن القضايا العالقة

والسبت، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، روبرت مالي، إن واشنطن لن تقدم تنازلات بشأن القضايا العالقة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران، محذراً إيران من رد حازم إذا هددت المواطنين الأميركيين.

وفي سؤال خلال مقابلة مع شبكة "بي بي إس" الأميركية، بشأن المطالب الإيرانية بإنهاء تحقيق للوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلق ببرنامجها النووي، وما إذا كانت واشنطن مستعدة لتقديم تنازلات في هذا الصدد، أكد مالي أن واشنطن "لن تقدم تنازلات في هذه المسألة، رغم الأنباء التي تشير إلى عكس ذلك".

وقال شخصان مطلعان على المناقشات لـ"وول ستريت جورنال"، الخميس، إن "الاتحاد الأوروبي أبلغ إيران والأطراف الأخرى أنه يريد رداً بنعم أو لا، على النص بحلول 15 أغسطس".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "نحن ندرس بعناية النص النهائي الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي، وسنقدم إجابتنا لهم كما طُلب منا".

وذكر مسؤول أميركي كبير أن واشنطن "تريد تسوية تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشدداً على أن "الطريقة الوحيدة لحدوث ذلك هي أن تزود إيران الوكالة بالمعلومات التي تحتاجها. هذا هو موقفنا بغض النظر عما إذا كان معبراً عنه في نص تفاهم أو في مكان آخر".

قضايا عالقة

تواجه إيران والولايات المتحدة صعوبة في التغلب على الخلافات المتعلقة بثلاث قضايا رئيسية في المحادثات غير المباشرة لإحياء اتفاق 2015. هي "آثار اليورانيوم" و"الضمانات الملزمة" للطرفين و*الحرس الثوري الإيراني".

وفي يونيو الماضي، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً صاغته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ينتقد إيران لتقاعسها عن تفسير آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

وردت طهران بزيادة تخصيب اليورانيوم من خلال تركيب سلاسل من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الأكثر كفاءة، ونزع جميع معدات المراقبة التابعة لوكالة الطاقة الذرية في خطوة وصفها مدير الوكالة رافائيل جروسي بأنها "ضربة قاتلة" لمسألة إحياء الاتفاق.

وتسعى طهران للحصول على ضمانات بألا تتراجع "أي إدارة أميركية" عن أي اتفاق تم إحياؤه. ولكن لا يمكن للرئيس الأميركي جو بايدن أن يتعهد بذلك لأن الاتفاق النووي تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانونا.

أما القضية الثالثة، فهي مطالبة طهران باستبعاد الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية لمنظمات الإرهاب الخارجية، ورفضت واشنطن القيام بذلك.