قالت مصادر أميركية وإسرائيلية إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تضغط على إسرائيل لمراجعة "قواعد الاشتباك" خلال العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، وذلك في أعقاب حادث قتل الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة، حسبما أورد موقع "أكسيوس".

ونقل "أكسيوس" عن 3 مصادر إسرائيلية وأميركية وصفها بأنها مطلعة، قولها إن إدارة بايدن تخطط لمتابعة الطلب بإجراء مزيد من المحادثات مع الإسرائيليين بشأن قواعد الاشتباك للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

ولفت الموقع إلى أن الضغط الأميركي على إسرائيل لمراجعة المبادئ التوجيهية أمر غير معتاد، لكنه يأتي في الوقت الذي تواجه فيه إدارة بايدن ضغوطاً لبذل المزيد من الجهد لضمان المساءلة في وفاة أبو عاقلة.



ووفقاً للموقع، تُحدد قواعد الاشتباك الظروف التي يمكن للجنود الإسرائيليين بموجبها استخدام الذخيرة الحية في الضفة الغربية.

وبعد لقائه أسرة أبو عاقلة في واشنطن، اتصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن بوزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، وطلب منه نشر الاستنتاجات النهائية للتحقيق العملياتي للجيش الإسرائيلي في الحادث في أسرع وقت ممكن.

وطالب أيضاً بمراجعة قواعد الاشتباك للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، قائلاً إنها ستكون خطوة نحو المساءلة في قضية أبو عاقلة، وفقاً لمصادر إسرائيلية وأميركية.

وقال بلينكن لجانتس إنه يعتقد أنه إما أن قواعد الاشتباك لم تتبع أو يجب مراجعتها إذا أطلق جندي إسرائيلي النار على أبو عاقلة، بينما كانت ترتدي سترة واقية من الرصاص مطبوع عليها علامة "صحافة".

وأضافت المصادر أن جانتس أبلغ بلينكن أن المواقف على الأرض "ليست دائماً بين الأبيض والأسود أثناء العمليات العسكرية".

ونقل الموقع عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله: "كما قال الوزير (بلينكن)، نحن ندعو إلى المساءلة عن القتل المأساوي للصحفية الأميركية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة".

رفض إسرائيلي

في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إنه لا يوجد طلب رسمي من الولايات المتحدة لتغيير قواعد الاشتباك، وإذا كان هناك طلباً، فإن إسرائيل سترفضه، مضيفاً: "إسرائيل دولة ذات سيادة وقواعد الاشتباك تنقذ الأرواح".

وقتل الجيش الإسرائيلي أبو عاقلة التي كانت تعمل لدى قناة "الجزيرة"، في 11 مايو الماضي، إثر إصابتها برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية عند أطراف مخيم جنين شمال الضفة الغربية.

وقالت إدارة بايدن في وقت سابق من أغسطس الجاري، إن أبو عاقلة قُتلت على الأرجح بنيران إسرائيلية غير مقصودة، لكن اختبار المقذوفات لشظية الرصاصة التي أزيلت من جسدها كان "غير حاسم".

وفي يونيو، طالب أكثر من 20 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي في رسالة وجهوها إلى بايدن، بالتدخل مباشرة في التحقيقات، نظراً لـ"عدم إحراز تقدم في قيام تحقيق شفاف ومستقل".

وكانت السلطة الفلسطينية قالت في أواخر مايو، إن تحقيقاتها أظهرت أن شيرين أبو عاقلة تعرضت لإطلاق نار من جندي إسرائيلي، ووصفت الحادث بـ"القتل العمد"، وهو ما رفضته إسرائيل مطالبة بتسليم الرصاصة التي أدت إلى الوفاة، لكن السلطة الفلسطينية رفضت لمنع تل أبيب من "التلاعب وتغيير روايتها".