وكالات


قال الرئيس التركي في مدينة لفيف الأوكرانية، إن بلاده "تدعم وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها"، في وقت رفض رئيس أوكرانيا أي سلام مع روسيا قبل انسحاب قواتها من أوكرانيا، وشدد أمين عام الأمم المتحدة على أن إلحاق الضرر بأكبر محطة نووية في أوروبا سيكون بمثابة "انتحار".

وأضاف رجب طيب أردوغان بعد لقاء جمعه بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في لفيف، أنه ناقش معهما السبل الممكنة لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فضلاً عن مناقشة "استغلال المناخ الإيجابي الذي أوجدته صفقة تصدير الحبوب بوساطة الأمم المتحدة لإرساء سلام دائم"، وفقاً لما نقلته وكالة "الأناضول".

وقال الرئيس التركي، إنه شارك نظيره الأوكراني استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار أوكرانيا، في وقت أشارت الوكالة التركية الرسمية إلى أن البلدين وقعا اتفاقاً لإعادة إعمار البنية التحتية في أوكرانيا.


وتابع أردوغان أن المناقشات تطرقت كذلك لتبادل أسرى الحرب بين أوكرانيا وروسيا، مضيفاً: "نولي أهمية كبيرة لهذه القضية.. تبادل الأسرى". وأشار إلى أنه "سيثير هذه المسألة لاحقاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأعرب أردوغان عن قلقه بشأن النزاعات المستمرة حول محطة الطاقة النووية في زابوروجيا، قائلاً: "لا نريد تجربة تشيرنوبيل جديدة"، وذلك في إشارة إلى التسرب النووي في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، عام 1986 قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية.

وتابع أن "العالم كله يشعر بالانعكاسات الإيجابية لاتفاقية إسطنبول، التي جعلت التصدير الآمن للحبوب الأوكرانية من البحر الأسود إلى العالم ممكناً".

انسحاب روسيا

من جهته، رفض الرئيس الأوكراني في مؤتمر صحافي بعد اللقاء، إجراء أي مفاوضات سلام مع موسكو، قبل الانسحاب المسبق للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

وقال إن "أناساً يقتلون وينتهكون ويضربون مدننا المدنية بصواريخ كروز كل يوم، لا يمكن أن يكونوا يريدون السلام. يجب أن يغادروا أولاً أراضينا، وبعدها سنرى"، مؤكداً أنه "لا يثق بروسيا".

"الابتزاز النووي"

وفي سياق محطة "زابوروجيا" النووية قال الرئيس الأوكراني إن اللقاء الثنائي الذي عقده مع جوتيريش تناول ما وصفه بـ "الابتزاز النووي" الروسي في ما يتعلق بمحطة "زابوروجيا" النووية التي تتبادل موسكو وكييف الاتهام بقصفها.

وتابع زيلينسكي: "يمكن أن يكون لهذا الإرهاب المتعمد من جانب المعتدي عواقب وخيمة على العالم بأسره. لذلك، يجب على الأمم المتحدة ضمان أمن هذا الهدف الاستراتيجي وتجريده من السلاح وتحريره الكامل من القوات الروسية"، وهو مقترح اعتبرته موسكو "غير مقبول".

من جهته، حذّر جوتيريش من أن إلحاق أي ضرر بالمحطة سيكون بمثابة "انتحار"، داعيًا مرةً جديدة إلى جعل المحطة التي يسيطر عليها الجيش الروسي منطقة "منزوعة السلاح".

وإذ أعرب عن "قلقه البالغ" حيال الوضع في أكبر محطة نووية في أوروبا، طالب بعدم استخدامها "في أي عملية عسكرية مهما كانت"، مضيفاً: "لا بد من اتفاق عاجل لإعادة زابوريجيا منشأة مدنية فقط، ولضمان أمن المنطقة".

تطوير مبادرة الحبوب

وفي ما يخص اتفاق الحبوب، اتفق زيلينسكي مع الأمين العام للأمم المتحدة على مواصلة تنسيق تنفيذ مبادرة تصدير الحبوب الأوكرانية، مشيراً إلى أن ناقش معه تطوير المبادرة.

من جهته، أكد جوتيريش أن الأمم المتحدة "ستكثّف" عمليات تصدير الحبوب قبل حلول فصل الشتاء، التي أصبحت "ضرورية جداً" لإمداد دول إفريقية كثيرة بالأغذية. وقال: "سنفعل كل ما في وسعنا لتكثيف عملياتنا بهدف مواجهة صعوبات الشتاء المقبل".

في المجمل، غادرت حتى الآن 25 سفينة محمّلة بالحبوب، المرافئ الأوكرانية منذ توقيع كييف وموسكو في يوليو اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة وتركيا.

وتسببت عرقلة تصدير هذه الحبوب بارتفاع أسعار المواد الغذائية وأثارت خشية من حصول مجاعة في بعض الدول.

وكانت عشرات الدول تعهدت خلال اجتماع في سويسرا، الشهر الماضي، بتقديم الدعم لأوكرانيا من خلال عملية يتوقع أن تكون طويلة ومكلفة، واتفقت على الحاجة لإصلاحات واسعة لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.

ووقع مسؤولون من قرابة 40 بلداً في ختام المؤتمر على "إعلان لوغانو" الذي تضمن مبادى تؤكد على أنه يجب أن تكون أوكرانيا نفسها مركز القيادة في ما يتعلق بكيفية إعادة الإعمار، وعلى أن تترافق عملية التعافي مع إصلاحات واسعة.

وتقدر السلطات الأوكرانية أن كلفة التعافي من جراء الدمار الواسع الناجم عن الغزو الروسي الذي بدأ قبل أشهر ستبلغ 750 مليار دولار على الأقل.

وكانت الحكومة الأوكرانية قد عرضت في وقت سابق خطة حكومية من 3 مراحل لإعادة الإعمار تركز على الحاجات الملحة للمتضررين من الحرب، يليها تمويل الآلاف من مشاريع إعادة البناء على المدى الأبعد، وفي نهاية المطاف على تحويل أوكرانيا إلى بلد أوروبي أخضر ورقمي.