"الشرق"

أعلنت أوكرانيا، الجمعة، استعادة 30 بلدة في منطقة خاركوف شمال شرقي البلاد، فيما أعلن الجيش الروسي إرسال تعزيزات باتجاه المنطقة الحدودية بين البلدين.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع مصور بث على الشبكات الاجتماعية: "في الوقت الراهن، حررت القوات المسلحة الأوكرانية وسيطرت على أكثر من 30 بلدة في منطقة خاركوف".

من جانبه، أعلن الجيش الروسي إرسال تعزيزات باتجاه خاركوف رداً على خرق حققته القوات الأوكرانية.

وفي وقت سابق الجمعة، قال إداري عينته روسيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها من خاركوف فيتالي جانتشيف، إن تقدم أوكرانيا في المنطقة يتسم "بالدقة والسرعة العالية"، وإن القوات استعادت السيطرة على عدد من التجمعات السكانية، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأضاف جانتشيف: "نؤخر العدو بقدر الإمكان، لكن العديد من التجمعات السكانية أصبحت بالفعل تحت سيطرة التشكيلات المسلحة الأوكرانية".

معارك شرسة

ووفقاً لـ"فرانس برس"، قال المسؤول الكبير في إدارة الاحتلال الروسي فيتالي جانتشيف لقناة روسيا 24 الجمعة، إن "معارك شرسة" تدور حول مدينة بالاكليا التي ذكرت كييف الخميس أنها استعادتها.

وأضاف: "لم نعد نسيطر على بالاكليا. محاولات طرد القوات الأوكرانية قائمة لكن المعارك هناك شرسة وقواتنا عالقة عند أطراف" المدينة.

وذكر أن معارك تدور أيضاً قرب بلدة شيفتشينكوفي في منطقة خاركوف. وأضاف "تحاول القوات المسلحة الأوكرانية اختراق خطوط الدفاع. تم إرسال جنود احتياط من روسيا إلى هناك وقواتنا ترد".

وفي حصيلته المسائية أكد الجيش الأوكراني أنه يلحق "خسائر كبيرة" بالعدو، قائلاً إنه لوحظ إحباط في معنويات القوات الروسية.

وتقع خاركيف عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه والمدينة الثانية في أوكرانيا في شمال شرق البلاد عند الحدود مع روسيا مباشرة وتقاوم منذ بداية الغزو في 24 فبراير.

"تهديد محفوف بالمخاطر"

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، إن القصف الروسي دمّر البنى التحتية للطاقة في مدينة إنيرودار الأوكرانية قرب محطة زابور,جيا التي تسيطر عليها روسيا، ما يشكل "تهديداً محفوفاً بالمخاطر"، وذلك وسط تأييد روسي لوقف القصف.

وذكر رئيس الوكالة رافائيل جروسي في تصريحات، أن "الوضع غير مستدام وسيصبح محفوفاً بالمخاطر بشكل متزايد، لأن مدينة إنيرودار أظلمت، كما أن محطة الطاقة ليس لديها طاقة خارج الموقع، ورأينا أنه بمجرد إصلاح البنى التحتية تتضرر مرة أخرى".

وأضاف: "هذا الأمر غير مقبول إطلاقاً.. لا يمكن أن يصمد، لذلك أطالب بشكل عاجل بالوقف الفوري لجميع عمليات القصف في المنطقة بأكملها، هذا فقط سيضمن سلامة وأمن طاقم التشغيل ويسمح باستعادة الطاقة بشكل دائم إلى إنيرودار ومحطة الطاقة".

وأوضح جروسي أن محطة الطاقة ستعتمد بشكل كامل على مولدات الديزل في حالات الطوارئ، لضمان وظائف الأمان والأمن النووي الحيوية، مشيراً إلى أنه نتيجة لذلك "لن يكون المشغل قادراً على إعادة تشغيل المفاعلات، ما لم يتم إعادة إنشاء الطاقة خارج الموقع بشكل موثوق".

وكرر رئيس الوكالة الذرية دعوته لإنشاء "منطقة حماية للسلامة والأمن النوويين" حول زابوروجيا، حيث قُطعت خطوط الطاقة الخارجية للمحطة، والتي تعد دفاعية ضد الانهيار النووي المحتمل، فيما تسبب قصف إنيرودار في انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم هناك.

تأييد روسي

من جانبه، قال مبعوث روسيا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف، الجمعة، إن بلاده "تؤيد" دعوة جروسي لوقف القصف فوراً في محطة زابوروجيا ومدينة إنيرودار القريبة.

وفي هذا الصدد، غرّد أوليانوف عبر "تويتر": "نؤيد تماماً نداء ومطالبة جروسي بضرورة وقف قصف بلدة إنيرودار وزابوروجيا على الفور".

وكانت أوكرانيا قالت إنها قد تضطر إلى إغلاق آخر مفاعل عامل يزود زابوروجيا بالطاقة، بما في ذلك أنظمة التبريد للوقود النووي للمحطة.



اتهامات متبادلة

وألقت كييف وموسكو باللوم على بعضهما البعض في قصف زابوروجيا الواقعة جنوب أوكرانيا وداخل محيط أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، والتي لديها 6 مفاعلات.

يشار إلى أن فريقاً يضم 14 خبيراً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية زار مؤخراً منشأة زابوروجيا وسط تصاعد القلق الدولي، إزاء سلامة المحطة من المعارك التي تقترب من مفاعلاتها.