وكالات


توسّعت رقعة الاحتجاجات في إيران على خلفية وفاة مهسا أميني التي احتجزتها "شرطة الأخلاق"، فيما أفادت تقارير بأن السلطات الإيرانية حدّت من قدرة المستخدمين على الوصول إلى الإنترنت.

وانفجر الغضب الشعبي في الشارع الإيراني منذ أن أعلنت السلطات، الجمعة، وفاة الشابة البالغة من العمر 22 عاماً، وهي من منطقة كردستان في شمال غرب إيران، والتي أوقفت في 13 سبتمبر في طهران بحجة ارتداء "ملابس غير محتشمة".

وخرجت تظاهرات في مدن عدة ولا سيما في شمال إيران، ليل الأربعاء، لليلة الخامسة على التوالي، وأفاد نشطاء عن وقوع اشتباكات في مدن من بينها أورميا وسردشت.


وذكرت وسائل إعلام إيرانية وممثل ادعاء محلي أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم في اليومين الأخيرين، لترتفع الحصيلة وفقاً لمصادر رسمية إلى ثمانية أشخاص، منهم أحد أفراد الأمن وعضو في ميليشيا موالية للحكومة، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

"إضرام النار" في مقر للشرطة

وأفاد موقع "إيران إنترناشيونال" بأن متظاهرين أضرموا النار في مقر الشرطة بمدينة أحمد آباد في محافظة مشهد.



وتحدثت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الأربعاء، عن ليلة خامسة من الاحتجاجات في الطرق في 15 مدينة، مشيرة إلى أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود جمعت نحو ألف شخص.

وأفادت وكالة "مهر" للأنباء، أنه ولأول مرة تم استخدام قوات الوحدة النسائية الخاصة لفك المتظاهرين في الاحتجاجات الحالية.

وفي جنوب إيران أظهرت تسجيلات مصورة متظاهرين وهم يضرمون النار في صورة عملاقة على جانب مبنى للجنرال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الذي اغتالته أميركا بضربة عسكرية في العراق عام 2020.

وأظهرت فيديوهات نشرها موقع "إيران إنترناشيونال" متظاهرين يمزقون صورة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بمحافظة خراسان الشمالية.

وهذه الاحتجاجات، التي بدأت في مناطق يقطنها الأكراد في شمال شرقي إيران ثم امتدت إلى ما لا يقل عن خمسين مدينة وبلدة في أنحاء البلاد، هي الأكبر منذ موجة احتجاجات على رفع أسعار الوقود في 2019.



تقييد الوصول للإنترنت

وقال مرصد "نتبلوكس" لمراقبة انقطاعات الإنترنت، إن إيران حدّت الأربعاء من قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقي إنستجرام وواتساب المملوكين لشركة "ميتا"، وهما اثنان من آخر منصات التواصل الاجتماعي المتبقية في البلاد.

وكشف "نتبلوكس" أيضاً عن "فقدان الاتصال على مستوى البلاد" بخدمات مشغل الهاتف المحمول الرئيسي في إيران، بجانب شبكة تابعة لشركة أخرى.

كما أشار "نتبلوكس"، ومقره لندن، إلى أن خدمات تطبيق واتساب تعطلت لدى العديد من مزودي الإنترنت، بعد ساعات من تقييد خدمات إنستجرام.

وأظهرت بيانات "نتبلوكس" كذلك تعطلاً شبه كامل لخدمة الإنترنت في أجزاء من إقليم كردستان في غرب إيران منذ الاثنين، بينما عانت العاصمة طهران وأجزاء أخرى من البلاد أيضاً من اضطرابات في الخدمة منذ الجمعة، عندما اندلعت الاحتجاجات لأول مرة.

وقيدت إيران مراراً الوصول إلى الإنترنت "لتجعل من الصعب على المتظاهرين نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، هدفها حشد الدعم والحصول أيضاً على تقارير موثوقة حول مدى الاضطرابات"، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".

وتغلق إيران مواقع التواصل الاجتماعي مثل تيك توك ويوتيوب وتويتر وفيسبوك بصورة روتينية، وتفرض أحد أكثر قيود الإنترنت صرامة في العالم. لكن السكان المتمرسين في مجال التكنولوجيا يتجاوزون القيود باستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (في.بي.إن).

إلى ذلك، أعلنت مجموعة "أنونيموس" المتخصصة في القرصنة الإلكترونية أنها اخترقت الموقع الإلكتروني لمنظمة الطب الشرعي الإيراني المتهمة بـ"التستر على حقيقة أسباب وفاة مهسا أميني".

ويقول ناشطون إن مهسا، واسمها الكردي زينة، تعرّضت لضربة على الرأس أثناء احتجازها، وهو أمر تنفيه السلطات الإيرانية، التي أعلنت فتح تحقيق في الحادثة.