حقق الجيش الأوكراني تقدماً ملحوظاً في محور ليمان شمال دونيتسك، للمرة الأولى منذ مايو الماضي، بعد سيطرة الجيش الروسي على المنطقة، حيث بدأ تعزيز مواقعه، وتمكن من الالتفاف والتمركز خلف مواقع الروس، استعداداً لحصارهم، بعد أن قطع عنهم خطوط الاتصال والإمداد.

يأتي ذلك بعد أن تقدمت القوات الأوكرانية باتجاه مصب نهرَي دونيتس وكريفي ريه، ما دفع القوات الروسية إلى قصف السدّين، بصواريخ باليستية قصيرة المدى - وفق وزارة الدفاع البريطانية - في محاولة لإغراق نقاط العبور العسكرية الأوكرانية.

في سياق متصل، أعلنت القيادة الإقليمية العسكرية للجيش الأوكراني إسقاط طائرة إيرانية مسيرة متعددة الأغراض، من طراز «مهاجر 6»، مصممة للاستطلاع والمراقبة والقصف، ومسيرتين من طراز «شهيد 136» في مدينتي أوديسا ودينيبرو.



وكان ناطق باسم الإدارة الإقليمية أفاد بأن طائرتين مسيرتين انتحاريتين إيرانيتي الصنع أصابتا مبنى إدارياً في ميناء أوديسا، ما أسفر عن مقتل مدني واندلاع حريق في المكان.

وأعلنت الخارجية الأوكرانية سحب اعتماد سفير إيران بأوكرانيا، وخفض عدد الموظفين في السفارة الإيرانية في كييف، بينما عبّر الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن أسف بلاده لذلك القرار.

إلى ذلك، كشف مسؤولون أميركيون، أن الولايات المتحدة أبلغت روسيا بشكل سرّي منذ أشهر عدة ماضية أنه ستكون هناك عواقب إذا اختارت موسكو استخدام السلاح النووي.

وحسب أحد المسؤولين، وفق «سي إن إن»، كانت وزارة الخارجية الأميركية مشاركة في إرسال التحذير، وكذلك اعتمدت الإدارة الأميركية أيضاً بشكل كبير على القنوات الاستخباراتية، لإيصال رسائل حساسة إلى موسكو، خلال فترة الحشد لغزو أوكرانيا، بما في ذلك أخيراً في المفاوضات حول الأميركيين المحتجزين في روسيا.

ويأتي ذلك بعد أن حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الأسبوع الماضي نظيره الروسي من مغبة اللجوء إلى استخدام السلاح النووي.

لكن بوتين عاد بعد ذلك ليلوح بالسلاح النووي في خطاب ألقاه، الأربعاء الماضي، وسط سلسلة من الانتكاسات المحرجة لقواته في ساحة المعركة في أوكرانيا.

من ناحيته، أفاد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بأن على الاتحاد أن يأخذ تهديدات بوتين بأنه قد يستخدم أسلحة نووية في الصراع مع أوكرانيا على محمل الجد، مردفاً: «عندما يقول الناس إن أمراً ما ليس خدعة، عليك أن تأخذ ذلك على محمل الجد. بالتأكيد إنها لحظة خطيرة لأن الجيش الروسي حوصر، ورد فعل بوتين بالتهديد باستخدام أسلحة نووية أمر سيئ للغاية».

ودعا بوريل الرئيس بوتين إلى أداء دوره في التوصل إلى حل تفاوضي، قائلاً «لكي ترقص رقصة التانغو، أنت بحاجة إلى (شخصين) اثنين».