وكالات


رست سفينة "أوشن فايكينج" والتي تحمل على متنها 230 مهاجراً عالقاً بالبحر المتوسط في ميناء تولون العسكري الواقع جنوبي فرنسا، الجمعة، بعدما تسببت في إشعال خلافات بين باريس وروما التي رفضت استقبال السفينة.

وعرضت قناة "بي إف إم" الفرنسية، لقطات من استقبال السلطات الفرنسية "الاستثنائي" في ميناء تولون لمهاجرين بينهم عشرات الأطفال عالقين في سفينة "أوشن فايكينج" منذ 15 يوماً في البحر المتوسط.

ووجهت فرنسا انتقادات لاذعة لإيطاليا الرافضة لاستقبال "أوشن فايكينج" التي تديرها مؤسسة غير حكومية، ما دفع باريس إلى إدانة رفض روما "غير المقبول" لرسو السفينة، كما أعلنت تعليق خطط استقبال مهاجرين وصلوا إلى إيطاليا.


وردت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في مؤتمر صحافي على الانتقادات الفرنسية وقالت: "أدهشني الرد الفرنسي العدواني"، واصفةً ذلك بـ"غير المفهوم وغير المبرر"، كما أشارت إلى أن بلادها "لا يمكن أن تكون الوجهة الوحيدة للمهاجرين من إفريقيا".

تصاعد الأزمة

وحذر أحد مساعدي ميلوني، فرنسا من تصعيد الخلاف المستمر بشأن الهجرة من خلال تقييد وصول روما إلى أموال الاتحاد الأوروبي للتعافي بعد الوباء. وأعرب جوفانباتيستا فاتزولاري، المسؤول المعني بتنفيذ برنامج الحكومة الإيطالية، لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" اليومية عن أمله في "ألا يكونوا يشيرون إلى أموال (الاتحاد الأوروبي المخصصة لما بعد الجائحة)"، لأن أي إجراء من هذا القبيل سيكون "خطيراً للغاية".

وتعد إيطاليا المستفيد الأكبر من بين دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة، مما يسمى بالصندوق الأوروبي للتعافي والمرونة، إذ تحصل على حوالي 200 مليار يورو (204.28 مليار دولار).

وأكد فاتزولاري أن إيطاليا تطالب بـ"الاحترام فقط"، وذلك بعد أن قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الخميس، إن الخلاف بشأن الهجرة بين روما وباريس سيكون له "عواقب وخيمة على العلاقات الثنائية"، واصفاً تصرفات إيطاليا بأنها "مستهجنة" و"أنانية".

وفي حين رأى دارمانان أن قرار استقبال سفينة إنقاذ في فرنسا للمرة الأولى "واجب إنساني"، وعبّر عن غضب باريس قائلاً "يجب أن نتمكن من الآن فصاعداً من تنظيم الأمور بشكل مختلف لكي لا تتمكن إيطاليا من الاستفادة من التضامن الأوروبي".

وردًا على ذلك، قررت فرنسا "التعليق الفوري" لمشروع مقرر في الصيف يتعلق باستقبال 3500 لاجئ متواجدين حالياً في إيطاليا. وأكد الوزير الفرنسي أنه "ستكون هناك عواقب وخيمة" جراء الموقف الإيطالي على "علاقاتنا الثنائية".

في المقابل استنكر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، الخميس، القرار الفرنسي باتخاذ إجراءات انتقامية بحق روما واعتبره "غير مفهوم تماماً".

وقال بيانتيدوسي في بيان "رد فعل فرنسا على طلب استقبال 234 مهاجراً، بينما استقبلت إيطاليا 90 ألفاً هذا العام، غير مفهوم على الإطلاق".

8 آلاف مهاجر

وكانت 3 سفن أخرى تابعة لمنظمات غير حكومية تمكنت من إنزال نحو 800 مهاجر أنقذتهم. ولم تستقبل السلطات الإيطالية في البداية سوى النساء والأطفال والمرضى وهو تصنيف وصفته روما بوسيلة للضغط على الاتحاد الأوروبي ليزيد من مساعداته لإيطاليا.

ومنذ يونيو الماضي، يتوقع نظام لإعادة التوطين كان شهد مرحلة أولى في عام 2019، أن تستقبل عشرات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، من بينها فرنسا وألمانيا طوعاً 8 ألاف مهاجر وصلوا إلى بلدان مثل إيطاليا، بالقرب من الساحل الليبي.

ومع ذلك، لم ينقل سوى 164 مهاجراً فقط في عام 2022 من إيطاليا إلى الدول الأعضاء الأخرى بينهم 117 بموجب الآلية المعتمدة في يونيو.